لم يكن اختيار الأمير نايف بن عبدالعزيز لمنصب نائب وزير الداخلية حدثا عفويا لا يمثل أبعادا مدروسة وهدفا مرتكزا.. فلقد كان رأي المقام السامي الذي لا ينطلق إلا بعد سبر غور النفوس التواقة العاملة وتمحيص مواقع الهمة والنجدة فيها بدقة.. كان موجها إلى الشخصية الشابة الفتية صاحبة الذوق الإداري السليم والمنهاج الواضح... المليئة حيوية واندفاعا لخدمة الشعب المؤمن الوفي بكل أفراده ومقوماته والنهوض بالوطن الغالي بأرضه الطيبة وخصائصه الكريمة.
وفي ميدان عمله كان نايف الأخ معوانا بالأصالة والكفاءة وعضدا مستجيباً يدا بيد وقلبا بقلب وإحساسا بالمسؤولية مشتركا مع الفكر الوقاد والساعد القوي الذي يتمثل في سمو الوزير الهمام فهد بن عبدالعزيز حيث الأمن والإدارة والحزم مجتمعة في مثل نادر من الحرص والحصافة.. ويقيني أن ما ظهر من أثر للجهود الخيرة في ساحة الداخلية أقل بكثير مما يعتزم الظهور وما نشر لا يكاد يوزن أمام العمل البناء الذي لم ينشر.. وما خطوة سمو الأمير نايف في انفاذ دراسة الإجراءات المتبعة من إدارة الجوازات بشأن أحوال الوافدين إلى المملكة زوارا وحجاجا وعاملين وسائحين وإصدار التوصيات بتطويرها وتحسينها وتعديلها إلى الأمثل رفعا للشكاوي والتذمر والنقد والتأخير إلا مثلا واحدا من أمثلة مراحل الخط الإصلاحي الذي دأب فيه وسار عليه.. وأن تمديد صلاحية جواز سفر المواطن السعودي إلى خمس سنوات والاستغناء عن الشهود لتأشيرات السفر ومنح بعض المقيمين في المملكة إقامة أمدها خمس سنين متصلة دون حاجة إلى تجديد، والتسهيلات الكبيرة الأخرى في هذا المرفق الحيوي الكبير كل هذه ليست إلا نماذج حية تنم عن نضوج الفكرة والتصميم على التنفيذ، فان تسهيل الإجراءات وإزالة ما يعتورها من قيود ومراحل وتعقيد اذا اقترن بالحزم والضبط والدقة والأمانة في التطبيق لهو الطريق الناجح لإيصال الأسلوب الإداري إلى الذروة وضمان حسن سير الأمور ونقاوة السمعة في الداخل والخارج، ولسنا في هذا الحديث مهللين فحسب، إنما هو مفتاح لاستثارة الهمم ودفع الغيارى المخلصين من مسؤولي البلد على الاستزادة من الاندفاع وبذل الجهود في موارد الخير.. ونرجو أن تشمل إجراءات التنظيم واختصار الوقت كل الأجهزة وخاصة ما كان له علاقة مباشرة ومساس قريب بالمواطنين مثل: إدارات المرور ومؤسساتها ودوائر البلديات وأعمالها الواسعة وشؤون الجمارك وحتى أمور النشر والمطبوعات ففي ذلك كله محطات لانظار الوافد والمقيم والمواطنين عموماً.. أخذ الله بأيدي المسؤولين المخلصين وسدد خطاهم.
كل الشعب يشكر الإعلام
في ذكرى اليوم الوطني العتيد لهذه البلاد أحسنت وزارة الإعلام صنعا حين واجهت المناسبة ببرامج اذاعية وتلفزيونية على مستوى الذكرى وقد انهالت المكالمات على محطات التلفزيون ومكاتب وزارة الإعلام تطالب بإعادة عرض فلم الملك عبدالعزيز وفلم فتح الرياض وغيرها من الأفلام، واستجيب لرغبة الشعب المتعلق بالقيادة الراشدة وأعيدت مرات ومرات برامج اذاعية وتلفزيونية وعاش الناس في البيوت والشوارع والمؤسسات والدكاكين وفي كل مكان غشيته رأيت مئات الألوف أمام الشاشات الصغيرة الكبار الذين شاهدوا عبدالعزيز حقيقة وغزوا معه تكاد أعينهم تفيض مع الدمع والصغار الذين لم يدركوه أو توفي وهم أطفال بعد ولم يشاهدوا إلا صوره في الكتب التاريخية مذهولين وقد طالعت في الصحف أخبارا تحمل شكر الشعب للمسؤولين في الإعلام وتثني على (العهد الجديد) في الوزارة هكذا (العهد الجديد) وتقارن بين دور الإعلام في هذا العام وأدواره فيما سلف من أعوام.
وبعد فرحم الله صقر الجزيرة الغلاب المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز، لقد مارسنا الوحدة في عهده وتحت قيادته في تجربة رائدة لا اكراه فيها ولا جور ولا حيف ولا غبن قبل أن يشوه معنى الوحدة ويحرف هدف الاتحاد.
ع.م |