بعد أن سقط الأهلي في فخ الإرهاق... وأدرك زوماريو من أين تؤكل الكتف:
الليث (الشاب) يقدم دروس (إدارته) ويتأهل للنهائي!!
ما علاقة الهلال بخسارة (القلعة).. والتدريبات الثلاثة تكشف غياب (التخطيط)..
فالمير قدم كل أوراقه قبل المواجهة الحاسمة.. والمنافسون لابد أن يستفيدوا من الدرس!!

* كتب - علي الصحن:
يمثل الفوز الشبابي (المستحق) على الأهلي نتيجة طبيعية لمواجهة عاصفة جمعت فريقاً شاباً واثقاً يملك مدرباً خبيراً ضالعاً بالمنافسات السعودية.. إضافة الى أن الفريق لم يرهق أو يجهد مثل ضيفه الأهلي الذي دخل المباراة وقد أنهكه الحل والترحال وكثرة المواجهات والجهد المضاعف الذي بذله الفريق من أجل الوصول إلى المربع الذهبي.. هذا فضلاً عن أن مدربه قد استنفد كل ما لديه في مواجهة الهلال وبدا أنه لم يفطن إلى أن أمامه مباراة هامة أمام الشباب... ومن نافلة القول أيضاً أن الكثير من الأهلاويين قد نسوا أو تناسوا مواجهة الشباب في ظل غمرة الأفراح الكبرى بالفوز المثير على الهلال (5-1)...
وهنا أود الإشارة إلى أن إدارة الأهلي المحنكة قد فاتها الإبقاء على الفريق في الرياض ومواصلة استعداده في العاصمة لمواجهة الشباب التي لا يفصلها عن الفوز على الهلال إلا ثلاثة تدريبات فقط.. فكانت العودة إلى جدة ثم إجراء تدريبيين هناك والثالث في الرياض مرة أخرى من أهم أسباب الإرهاق الكبير الذي بدا واضحاً على لاعبي الفريق الذين بذلوا كل شيء لكنهم عجزوا في النهاية عن كسر العناد الذي يواجه الفريق في بطولة الدوري ليدخل الفريق عامه الـ(21) دون أن يفرح بالفوز بأهم البطولات!!
زوماريو وفالمير
قدم البرازيليان زوماريو مدرب الشباب وفالمير روزو مدرب الأهلي عملاً جباراً هذا الموسم واتفق الجميع على أنهما من أفضل المدربين فيه.. وعندما تقابلا في هذا اللقاء الحاسم تفوق الأول الذي أمضى فترة طويلة في الملاعب السعودية.. والحقيقة أن زوماريو قد أثبت كفاءته وهو يقود المجموعة الشبابية الشابة التي يقول الواقع انها في طريقها لإعادة أمجاد الليث التي نصبته كواحد من أهم الأبطال في العقد الماضي. وزماريو في مباراة الأهلي عرف جيداً من أين تؤكل الكتف بعد أن وضع رجلاً على رجل وقرأ خصمه جيداً وهو يلعب مباريات متتالية في غاية الأهمية لم يكن فالمير قادراً فيها على إخفاء أشياء مهمة للأوقات الحاسمة الأمر الذي ساهم في التفوق الشبابي وضرب الفريق الأهلاوي من مناطق ضعف ادركها زوماريو جيداً وفات على فالمير علاجها بسبب تعدد المباريات واختلاف المنافسين والإرهاق البدني والذهني الذي يعاني منه الفريق!!.. ومما ساهم في سقوط فالمير في الوقت المهم أنه كما اسلفت لعب جملة من المباريات الهامة التي لا يمكن التفريط بنتائجها وقد جاءت هذه المباريات متتالية وبشكل لا يسمح حتى بالتقاط الانفاس حيث لعب مع الهلال ثم النصر ثم الاتحاد ثم الاتحاد مرة أخرى ثم الصفاقسي التونسي ثم الهلال... ثم الشباب.. ومثل هذه المباريات الحاسمة المتتالية كافية لأن توقع الفريق في شراك الإرهاق والضغط البدني والنفسي وهو ما أفلت منه الأهلي طويلاً وهو يحقق الفوز تلو الفوز حتى سقط في المباراة الأهم!!
الشباب .. بطلاً
عند الحديث عن الفريق الشبابي لا يمكن أبداً تجاوز الدور الكبير الذي لعبته إدارة النادي في تقديم هذا الفريق الشاب وصبرها على غياب الفريق عن المنافسة طوال المواسم الأخيرة إضافة الى قدرتها وحزمها في إبعاد أي لاعب لا ينتظر أن يقدم أي شيء للفريق أو أن عطاءه لا يناسب الفريق واسلوب لعبه.. كما لابد من إعطاء الإدارة حقها وهي تختار اللاعب الأجنبي الذي يحتاجه الفريق دون النظر إلى اسم اللاعب وأساليب السماسرة والوسطاء التي أعيت أندية أخرى كثيراً.
هذه الأمور ساهمت في التفوق الشبابي الذي توّجه نجومه (الشباب) في التأهل لأعلى وأهم نهائي وهم الآن على مشارف تحقيق إنجاز تاريخي كبير أعتقد أنهم الأقرب إليه من الاتحاد الذي يعاني هو الآخر من الإرهاق وتعدد المشاركات وإصابة عدد من نجومه المؤثرين..
وإذا ما تمكن الليث من تحقيق ذلك فإنه سيقدم درساً تاريخياً على الأندية الأخرى الاستفادة منه والعمل على طريقته إن كانت تريد تحقيق الإنجازات ومعانقة الذهب.. وهو درس يقوم في خلاصته على أربعة أمور..
أولها.. عدم مجاملة أي لاعب مهما كان اسمه وتاريخه.
وثانيها.. اختيار اللاعب المناسب للمكان المناسب.. ومنح المدرب كافة الصلاحيات.
وثالثها.. الصبر على الفريق ومنحه الثقة وعدم استعجال النتائج.
ورابعها.. تسمية الأشياء بأسمائها والصراحة في كل أمور الفريق.