تعرض لاعبو الهلال بعد الخسارة الأخيرة إلى هجوم شرس من مصادر مختلفة، وأصبح اللاعب الهلالي لا يعرف من أين تأتيه طلقات النقد والهجوم، التي بعضها مُركَّز والبعض الآخر طائش، ويهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الإصابات.. وأشد ما أحزن الهلاليين الغيورين ان كثيرا من تلك الطلقات التي وجهت لفريقهم ولاعبيهم كان مصدرها نيران صديقة.
لقد اختلط الحابل بالنابل، وأصبح كلٌ يهاجم فريق الهلال ونجومه وهو مختف وراء ستار النقد بينما النقد منه براء، ولكنه وجدها فرصة لتصفية حساباته سواء مع الفريق أو لاعبيه أو بعض نجومه، والبعض الآخر وجدها فرصة أيضا لممارسة التشفي مُظهراً كل صنوف الحقد والضغينة، حيث بدا كما لو كان يحتضن الفريق ولاعبيه وهو في حقيقته يوجه لهم الطعنات بوجه حقود علت محياه الكالح نصف ابتسامة خبيثة.
ان استغلال سقوط الفريق وخسارته الأخيرة بتلك البشاعة لأمر محزن ويدعو للأسف.. ولكن لمصلحة مَنْ يتم ذلك الهجوم الكاسح على اللاعبين؟ ومن المستفيد، خصوصاً عندما يكون مصدر الهجوم هلاليا؟
لن أرمي بالتهم جزافاً، ولن أتخرص أو أدخل في النوايا والضمائر، ولكن سأوضح حقائق لا تقبل الدفع أو التأويل أو التشكيك.
ففي رأيي ان لاعبي الهلال بريئون مما حدث من خسائر تصل حد النكبات، لسبب بسيط ان التهمة الرئيسية الموجهة لهم انهم كبيرون في السن، وهذه تهمة باطلة ومردودة على أصحابها الذين منهم من يقولها بخبث ومكر، ومنهم من يرددها ببلاهة وسذاجة.
فمن ابتدع تلك التهمة وراح يروج لها يريد حتماً ان يرى الدعيع والشريدة وسامي الجابر خارج البيت الهلالي.. فهذا الثلاثي هو الأكبر سناً في الفريق وبالتالي هو المستهدف بالهجوم. وجميعنا يعرف مقدار الثقل الذي يمثله هؤلاء الثلاثة في الفريق الأزرق ودورهم في صنع مجده الذهبي؛ لذلك فمن يريد إبعاد هذا الثلاثي فهو يريد تفتيت القوة الهلالية وتقويضها. أما من يؤمن حقيقة بكبر سن هؤلاء اللاعبين وان الزمن لم يعد زمنهم وقد حان وقت رحيلهم فلينظر لآخرين بمثل أعمارهم أو أكثر في الفرق الأخرى وكيف هي عطاءاتهم؟ فهذا حمزة إدريس الأكبر سناً من سامي الجابر هو هداف الاتحاد وهو من يقوده لانتصارات خصوصاً في مباريات الحسم، وذلك هو لاندومار في الشباب أكبر سناً من الشريدة ومع ذلك يعتمد عليه مدرب فريقه زوماريو ويعتبره أحد أهم مفاتيح اللعب والانتصارات له. أما الدعيع فغني عن القول إلى أي سن يمكن ان يستمر حارس المرمى في الملاعب، فذلك معروف للجميع، حيث يمكنه البقاء في مرماه إلى ما بعد الأربعين.
والذين يطالبون بإبعاد سامي الجابر والشريدة والدعيع بذريعة التقدم في العمر هل يعرفون متى اعتزل ماجد عبدالله، ومتى ترك أمين دابو الكرة، ومتى توقف صالح خليفة عن الركض؟ كلهم ودعوا الملاعب وهم فوق الأربعين عاماً. وقد تعمدت ان أضرب بهذا الثلاثي المثل حتى لا يقال انني أقارن بلاعبين مغمورين أو هامشيين أو بلا تاريخ. وليس سامي أو الدعيع أو الشريدة بأقل نجومية أو وزن كروي وتاريخي من أولئك الثلاثة السابقين. فلماذا توجه نيران الإبعاد للثلاثي الهلالي وتتم محاصرتهم من أجل الاعتزال وهم لا زالوا أصغر من ماجد ودابو وخليفة عندما كانوا يركضون ويبدعون ويلهبون الأكف بتجلياتهم؟! لماذا تلصق بأعمارهم تهمة تدهور الفريق؟
باختصار أقول ان الهلال تعرض خلال الموسم الحالي لعبث تدريبي كبير، وذلك أدى بالتالي إلى النتائج الهزيلة والضعيفة والمخجلة في النهاية.
ولو كان هناك تدريب منظم ومنضبط كما هو في الأهلي مثلا أو الاتحاد أو الشباب وهي الفرق التي تتمتع بأجهزة تدريبية جيدة لكان وضع الهلال مختلفا تماماً، ولكان وضع سامي والدعيع والشريدة مختلفا أيضا، ولما سمع أحد بمثل تلك الأقوال والدعاوى الباطلة.
نعم، فالهلال ولاعبوه ونجومه وجماهيره وحتى أمواله راحوا ضحية لذلك العبث والعشوائية التدريبية، التي مرت عليه سواء بوجود آدديموس أو حتى العجلاني. كما ان التعاقد مع أوسكار يأتي من باب (لعل وعسى) وعلى طريقة (لن يكون القادم بأسوأ مما فات)، وهو استمرار لنهج العمل بأسلوب التجربة والخطأ، وليس بالأسلوب العلمي المعتمد على المعرفة والخبرة والتجربة.
إضافة إلى ان الهلال كان أيضا ضحية لمن فتح بوابته على مصراعيها ليلج منها كل لاعب معروض للانتقال في ناديه.. فرأينا كبار السن والمصابين والمبعدين من أنديتهم يتوشحون القميص الأزرق، بينما أبناء النادي من الشباب والناشئين ينظرون بحسرة لتلك الفرص التي نهبها أولئك الدخلاء على البيت الأزرق ممن كلفوا خزانته ملايين الريالات.
وبقي أن أقول ان جزءا من الحرب على نجوم الهلال الكبار وتحميلهم مسؤولية ما حدث يهدف إلى التستر على تلك الأخطاء في العمل، وإخراج مرتكبيها من المسؤولية كالشعرة من العجين.
|