في إحدى صحفنا المحلية ظهرت صورة لطفل إندونيسي وهو ينظر بأسى وحسرة وألم إلى كتبه الدراسية التي أصيبت بالبلل جراء الأمطار الغزيرة ويعمل جاهداً لتخفيفها.أما هنا في المملكة الغالية فمئات الآلاف من الدارسين في المدارس يلقون كتبهم الدراسية مع شديد الأسف حال الانتهاء منها في الشوارع وأوعية القمائم غير عابئين بحرمتها وما تحتويه من مواد وآيات قرآنية وبما تكلفه من ملايين الريالات التي تنفقها الدولة الموقرة لتقدمها إليهم مجاناً، ويتكرر هذا مع شديد الألم والحزن سنوياً ومنذ عشرات السنين دون حل لهذه المشكلة فهذا الإهدار المؤسف رغم ما كتب ويكتب عن ذلك, فحبذا لو انشأ القطاع العام والخاص مصانع للورق لتدوير الكتب الدراسية التالفة وما يتخلف من الوزارات والمؤسسات والشركات من أوراق وما تخلفه المؤسسات الصحفية من جرائد ومجلات فحبذا لو تم تدويرها وتوضع كورق خام إذا كان ذلك ممكناً، وللحفاظ على هذه الكتب الدراسية ينبغي عدم تسليم أي دارس شهادته الدراسية إلا لبعد تسليمه كتبه. وقد ذكر لي الأستاذ عبدالله العوش مقدم برنامج إذاعي في إذاعة الرياض أن لديه مئات الرسائل وردت وترد إليه من دول آسيوية وأفريقية يرجون فيها التفضل عليهم بهذه الكتب الدراسية في حال الاستغناء عنها.
|