نبثُّ الشكاةَ لرب العباد
ونضرع دوماً له بالدعا
لفقد عزيزٍ.. جواد كريم
حياهُ الإله تقىً وهدى
سميُّ الرسول.. فقيدُ الجميح
محمدُ فاق البدور ضيا
سموتَ بأنفك شمَّ الجبال
وفُقْتَ النجومَ نجوم السما
رثيتُكَ حبًّا لما قد رأيت
من الفضلِ والخُلْقِ مثل السنا
فهذاك عطفٌ.. وهذا حنانٌ
وهذاك وصلٌ.. وهذا وفا
ووجهٌ ضحوكٌ.. وقلبٌ رحيمٌ
وبيتٌ كريمٌ به يُقْتدى
سماحة وجهٍ.. طهارة نفس
وروحٌ حباها إلهي تُقى
وأعمالُ بِرٍّ.. حظيتَ بها
تقلُّ لدى الناس في ذي الدنا
غمامةُ خيرٍ سقت معوزين
وحتى ثرى العوْدِ منها ارتوى (1)
ملكت بروحك تلك الخصال
تجاوزت فيها عنان الفضا
سيخلف عمّي عَمامٌ كرام
ونسلٌ يسير بنفس الخطا
ترفّق.. ترفّق حباك الإله
ففقدك أذهب عنا الكرى (2)
تسيلُ الدموعُ على الوجنتين
ويخفقُ قلبٌ بنبض الأسى
ستبكيك شقرا.. ستبكي الرياض
ستبكيك مكةُ أمُّ القرى
بكتك الأرامل.. معها الشيوخ
وحتى الصغير بكى واكتوى
يموتُ الرجال وتبقى الفِعال
شهوداً لدى الله رب الورى
تموتُ، وتحيا مع الخالدين
بدار الخلود.. بدار البقا
سترقى.. سترقى بدار النعيم
وإن وُسِّد الرأسُ تحت الثرى
سنلقاك عمّي بأرض الجنان
بإذن الإله إله الورى
مع الصّحبِ مع أفضل المرسلين
محمدِ باعثِ نورِ الهدى