المشهد في عيادة لمكافحة التدخين والحضور شرائح مختلفة من الناس صغاراً وكباراً والجميع في انتظار الدخول على الطبيب المعالج والحديث يتركز على التدخين ولا شيء غيره.. الرجل المسن بأسنانه التي غلب عليها السواد يتحدث إلى شاب جلس بالقرب منه سائلاً اياه عن عدد سجائره يومياً.. يهز رأسه متعجباً بعد سماعه الاجابة (علبتان في اليوم) كثير كثير!! انظر الى ما فعله التدخين بي! كحة وضيق تنفس والتهابات بالرئة والقلب لا يعمل بشكل طبيعي وغير ذلك، الشاب تأثر بحديث المسن وهز رأسه موافقاً على ما قاله (لهذا انا هنا..اريد التوقف عن التدخين)..وهكذا بقية الاحاديث هجوم على السيجارة ورغبة جامحة في التخلص منها ولكن كيف؟
يؤكد الاستاذ عبدالرحمن المحرج في كتيبه (الهروب من التدخين) الذي اصدرته الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين بالرياض ان التدخين الذي ينحسر في العالم الغربي أثثبتت الاحصائيات انه يزداد في العالم العربي وخاصة بين صغار السن والاحداث، ومع تزايد نشاط الجهات الصحية والاجتماعية في الدول الصناعية للتوعية بمضار التدخين تحولت شركات التبغ الى دول العالم النامي لتنشر سمومها تحت مظلات مختلفة كرعاية المناسبات الرياضية والاجتماعية والثقافية متوجهة في ذلك الى فئة الشباب لتغرر بهم ليبدأوا طريق الادمان على التدخين.
ورغم الاجراءات المتخذة على أكثر من صعيد فإن اعداد المدخنين بازدياد وهذا ما دفع اللجنة الخليجية لمكافحة التدخين في اجتماعها الذي عقد بدبي في شهر مارس الماضي للتوصية برفع التعريفة الجمركية بشكل دوري وتصاعدي على السجائر والتبغ حيث إن سعر السجائر في دول مجلس التعاون ارخص بكثير من سعرها في البلدان المصنعة لها حيث ان سعر العلبة بالمملكة ستة ريالات في حين انه بالولايات المتحدة يصل إلى 18ريالا.. ولاحظوا الفرق!!
ان التدخين وفقاً لمنظمة الصحة العالمية يؤدي الى موت خمسة ملايين شخص سنوياً ومن المتوقع ان يزداد هذا الرقم إلى الضعف بحلول عام 2020 حيث بلغ عدد المدخنين في العالم أكثر من مليار ومليون مدخن منهم 800 مليون في الدول النامية، وقد اطلقت منظمة الصحة العالمية يوماً عالمياً في 31 مايو من كل عام للحديث عن هذه الآفة الخطيرة وما تسببه من مضار ومخاطر صحية ومادية حيث تكرس كل عام شعاراً يتم الحديث حوله مثل (النساء والتدخين) و(الشباب والتدخين) و(التدخين السلبي) و(التدخين في اماكن العمل) وكذلك في وسائل النقل وبهذه المناسبة العالمية أتوجه الى كل المدخنين راجياً منهم التوقف عن التدخين لأن ذلك لا يمكن ان يتم بين ليلة وضحاها فأعتقد ان ثمة شيء قابل للتطبيق والتنفيذ وهو الامتناع عن التدخين في اليوم العالمي ولعله يكون تجربة لمواصلة الامتناع على الدوام وان لم يكن فإن الجسم يكون قد ارتاح قليلاً من السموم التي تنفثها السجائر في الفم والاسنان والجهاز التنفسي والهضمي والجهاز الدوري والعصبي والقلب والجهاز البولي، انها دعوة ورجاء لعل وعسى يستجيب احبتنا المدخنون فيكون ل(الجزيرة) الفضل في ذلك بعد الله والله الموفق.
| 
"الرأي"