يعجز قلمي عن التعبير عما في الضمير بعد فقد الأخ الحبيب، صديق العمر العزيز فهد العلي العريفي، حقاً إنه النور الذي انطفاً، والذي طالماً أنار الطريق لسالكيه، فقد كان واسطة خير لذوي الحاجة، وقد فقدت أنا شخصياً أخاً عزيزاً، وفقدت حائل أجمعها ابناً باراً بها.. فقد كان - رحمه الله - جبلاً راسخاً يلجأ إليه ذوو الحاجات، فيعين المظلوم، ويأخذ بيد اليتيم حتى يوصلهم بجاهه، ورأيه، وماله لبر الأمان، ويصدق فيه قول الشعر:
تراه إذا فاجأته متهللاً
كأنك تعطيه الذي أنت سائله |
وكان أبو عبدالعزيز - رحمه الله - مرجعاً لإخوانه وقاصديه في أمورهم رأياً، ومساندةً، وكنت وإياه منذ نعومة أظافرنا، فلم أره يوماً من الأيام إلا مبتسماً طلق المحيا، يُحب الخير لكل الناس، ويسعى جهده لتحقيقه، ويحرص على مساعدة المعوزين والمحتاجين.
لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا فرس يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شخص
يموت بموته خلق كثير |
حقاً.. فبموت أبي عبدالعزيز فقد محبوه - وهم كثير - وبنو وطنه مرجعاً لهم في كثير من أمورهم.. إن أبا عبدالعزيز - رحمه الله - كان رمزاً للصداقة المخلصة, والوافية لأقربائه وكل الناس.. وقد عرفت عنه طيلة حياته - كواحد من أقاربه رحمه الله، من دماثة الخلق ما لا أستطيع أن أوفيه حقه من تعداد خصاله الحميدة.. فكان غفر الله له طلق المحيا، حسن السجايا والطباع، ولا تفارقه الابتسامة أمام كل من يقابله، وقد ورث عن أبيه علي، وجده عبدالعزيز كثيراً من السجايا الحميدة، فقد كان والده - رحمه الله - كريم الخلق والطباع.. عفيفاً.. خلوقاً.. محباً للخير وأهله، كما كان جده عبدالعزيز - رحمة الله عليهم أجمعين - يدعى ب(أبو الأيتام) فكم من يتيم آواه، وكسا عريه، وأسكنه بيته مع أولاده حتى ترعرع وكبر.. إذاً فالجود من معدنه لا يستغرب.
رحم الله أبا عبدالعزيز رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته، وألهم أولاده وبناته وزوجته وأقاربه ومحبيه الصبر والسلوان، ولا نقول إلا ما يرضي الله سبحانه وتعالى، وما يقوله الصابرون الذين إذا أصابتهم مصيبة:{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. صدق الله العظيم.
|