الإخصائية النفسية السعودية ليلى وهبي علوان لـ« الجزيرة »:
قتل الإرهابيين لأنفسهم ينم عن جهلهم بالدين.. ويجب على الأسرة مراقبة أبنائها جيداً

* الرياض - روضة الجيزاني:
تلعب الأسرة دوراً مهماً في صياغة فكر أبنائها فنجد في مقدمة ذلك ارتباط الأبناء بثقافة الأبوين أو بمعنى أبسط اختزان العموميات وإن تفاوتت التفاصيل في مفهومها، وتحتل التربية المرتبة الأولى وتأتي كتعريف للثقافة الاجتماعية بكل أنماطها وأساليبها الحياتية، في هذا الإطار نجد بعض الخلل في سلوك بعض الشباب خاصة في مرحلة ما بعد المراهقة فتصدر بعض السلوكيات الخطرة التي تهدد أمن وسلامة المجتمع.
ومجتمعنا السعودي طرأت عليه في الآونة الأخيرة قضية حساسة وهي ما تسمى الجهاديين، فهؤلاء هانت عليهم أرواحهم فهدروها وقتلوا الأبرياء الكبار والأطفال في دليل على استهداف الطفولة في أي مكان، والسؤال الكبير هو لماذا أقدم هؤلاء على قتل أنفسهم وهددوا أمن وسلامة الوطن ومواطنيه..
تقول الاخصائية النفسية السعودية ليلى وهبي علوان: إن هؤلاء يسعون إلى قتل أنفسهم لأنها رخيصة ولم تتغذ دينياً واجتماعياً وقتل أنفسهم ينم على جهلهم بالدين وبأمور الحياة الدنيوية.
وعن كيفية توعية أفراد الأسرة بهذا الجانب وكيف تستطيع الأسرة اكتشاف أن لها ابناً مضللا. تقول ليلى علوان: تكتشف الأسرة ذلك إذا كانت تحتوي أبناءها وتغذيهم بتعاليم الدين الصحيح ، وإذا لم تكتشف ذلك ، فهذا يعود إلى أن هناك خللا اجتماعيا، كذلك فإن ممارسة الضغوط النفسية قد تدفع بهؤلاء الشباب الى الانتماء الى جماعة تحتويه في البداية وبعد ذلك تمارس عليه إملاءاتها كالتضليل به وحثه على العنف والقتل.
والأهم من ذلك أن يكون الوالدان متفهمين كل منهما يحترم الآخر.
أما عن الكيفية التي نستطيع بها حماية أفراد المجتمع من هذه البنية الفكرية الهدامة، فنقول: يجب علينا حماية أبنائنا من خلال عدة أمور
أولاً: المدرسة والمدرس، يجب مراقبة المعلم وما يقدمه لهؤلاء الطلاب من فكر ديني فقد يكون لا قدر الله فكر ينم عن العنف وعن الترهيب دون أن يشرح عوامل الترغيب، وهنا يجب على الأسرة متابعة أبنائها وملاحظتهم، كما يجب على المشايخ الذين ينظمون الحلقات الدينية أن يتنبهوا لابنائنا فهم أمانة في أعناقهم، وأنا هنا لا ألوم المجتمع وإنما ألوم الأسرة التي تدفع بأبنائها إلى الذهاب للمساجد دون أن تلاحظهم وهنا يجب أن تتم مراقبتهم حتى لا يتم استغلالهم.
وعن التأثير النفسي الذي يخلفه الإرهاب من مقتل الأطفال وهل يكفي شجب ما حدث عبر وسائل الإعلام تقول ليلى علوان:
لقد أثرت تلك الحوادث على الأطفال وقد يبث داخلهم الرعب والخوف،وهنا يأتي دور الأم في بث الهدوء في أنفس أطفالها وشرح ذلك بطريقة دينية وأن الله أراد لها الخير في ذلك وزرع الثقة داخلهم ونحن اليوم لا نريد أن ننسى الأطفال الذين قتلوا في هذه الأحداث ونطالب بأن يتم وضع أسمائهم على مدرسة أو مركز للطفولة إشارة إلى رغبة العديد في ترسيخ تفاصيل تلك الحوادث المؤلمة ولعل أكبر مثال على ذلك الطفل محمد الدرة الذي أصبح رمزاً للطفولة المهدرة.