* الدمام - حسين بلحارث:
كانوا يدّعون أن القتل للمشركين
ثم للأمريكان
ثم لغير المسلمين
ثم للمسلمين
ثم للأطفال بغير عمد!!
أما الآن فإن قتل الأطفال المسلمين أصبح عمداً ومروعاً وكما يبدو من استهداف الطفل (رامي) فإنه أضحى ممتعاً وقبله الطفلة وجدان.
لم يكن الطفل (رامي) رحمة الله عليه سوى طفلٍ له من الدنيا أحد عشر ربيعاً وربما كان يعتقد أنه كان أمام مشهد تمثيلي وهو يراقب رصاص العصابة ينهمر على المبنى الذي يقف أمامه في حافلته المدرسية إلا أن فوهة البنادق صوّبت إلى صدره بلذة إرهابية بلغت قمتها حين لم يكتفوا خوارج العصر بقتله إنما راحوا يفجِّرون خزان وقود الحافلة لتنفجر به وحيداً ويستحيل جسده الغض إلى رماد أمام ناظري والده المسكين.
لقد كان (رامي) قبل لحظات طفلاً عربياً مسلماً من أرض الكنانة متشرباً بحب الأرض التي احتضنت سكنات طفولته إلى الأبد.. كان قبل لحظات مجرد طفل صغير تحيا في عينيه الطفولة كزقزقة العصافير الصباحية.. أما الآن فهو شاهد أمام الله والإنسان على هذا الكفر والطغيان.
كان الناس أمام شركة ابيكورب يقفون أمام الحافلة ينظرون إلى داخلها لعل شيئاً من بقايا رامي تعطر وجوههم والدمع قد تحجر في المُقل.
لابد أن كثيرين مثلي في تلك اللحظة قد ضاقت بهم العبارة وتضرعوا إلى الله أن يهبهم مقدرة الشعراء لينظموا قصيدة يتيمة في رثاء (رامي) فقد جاء الصغير في زمن ابتلى بمن فقدوا البوصلة وتاهوا في سكة الشيطان.
|