لا يفتأ هاتفها عن (الرَّجاءات), حدّ الإحساس بالحسرة والألم... تتمنى في كلّ مرة تضع في آذان مريداتها (وعوداً) بالمحاولة أن يكون بيتها مصنعاً يفرَّخ أماكن عمل كي تفتح لهن الأبواب وتحقق لهنَّ الجواب، أو يكون في كلّ مرة تطرق فيها أذن مسؤول بحثاً عن وظيفة لهن أو أذن (مسؤولة) فيكون الجواب منهما (لبيكِ)، هنا يمكن لهذه أن تعمل، أو هناك...
وتتذكَّرُ في كلّ مرة أن تسأل: ما هي نتائج أسابيع الجامعات والمجتمع؟... ما هي الخطط التي وُضعت منذ عقدٍ حين بدأت الجامعات بالإعداد والبذل والعمل والتنفيذ لأسابيع الجامعات!
أليس الهدف من هذه الأسابيع تمكين المجتمع من مؤهَّلين ومؤهَّلات لسدِّ حاجة (متطلبات) المرحلة بحيث تتوافق (خطط التنمية) مع مخُرجات الجامعة؟؟، بينما يكون هدف الجامعة هو إيجاد التخصصات وتوسيع رقعة القبول, والتوسع في زيادة عدد أعضائها في هيئة التدريس والتدريب ليوافق ذلك؟
وتذكَّرَت أمرين؛ أنَّ الجامعات في كثير تقيم أسابيعها على الحفلات, والأطباق الخيرية، والتنافس في إقامة الأقسام العلمية والمراكز لحوارات منبرية بعيدة كلَّ البعد عن أهداف أسابيع الجامعات، إذ لم يحدث أن وجدت باحثةٌ أو باحثٌ جهةَ عمل في هذه الأسابيع توقِّع معه عقداً مسبقاً أو تحجز تخصصه للعمل لديها، والأمر لا يعدو أن يكون هدراً مختلف الأوجه والجوانب .كما لم يحدث أن وجدت جهات عمل في المجتمع قد حجزت حيزاً داخل الجامعات كي تعرض تفاصيل وآليات احتياجها وتعرِّف الجامعة بمجال ما يمكنها أن تخطط للإعداد له.. اللَّهم إلاَّ نزراً قليلاً من هذا تقوم به جامعة هناك وليس كلّ الجامعات هنا أو هناك. فالجهود كثيرة، والكلام أكثر، والنتائج في غير اتِّجاهها دوماً.
وتتذكَّر، أنَّ الورقة الموقَّعة باللَّون الأخضر ما تزال تُتناقل عبر الأثير الصامت كي يجد فجأة واحد أو تجد واحدة مكاناً للعمل بينما من يقف في قائمة الانتظار قبلهما لما يجد مكاناً بعد...وفي كلِّ مرة تصكُّ أذنيها، أو تنبسط أمام عينيها طلبات (الرجاءات) بمحاولة أن تجد لهن ما يحقق لهن الانتماء للعمل لتحقيق الذات في (قليل) ولتحقيق لقمة العيش في (أكثر)، ولممارسة التخصص في (كثير) لا تجد سوى الحسرة لأنَّها لم تستطع أن تملك جناحي (سندباد) وتطير بهن إلى مواقع العمل!.
|