Sunday 30th May,200411567العددالأحد 11 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

مشايخ وأئمة مساجد يدينون أحداث اعتداء الأمس: مشايخ وأئمة مساجد يدينون أحداث اعتداء الأمس:
استهداف مقدرات الوطن ..وقتل الأبرياء ..من الحرابة التى تستوجب إقامة الحد

* الخبر - ظافر الدوسري - تصوير محمد درويش:
عبر عدد من مشايخ ومسؤولين في المملكة عن استنكارهم لما قامت به الزمرة الباغية صباح أمس في الخبر في شركات بترولية من ترويع للآمنين واستهداف لمقدرات ومكتسبات هذا الوطن وزرع الخوف والرعب بين المواطنين ونشر الفساد في الأرض وعدوا ذلك من الحرابة التي يتوجب إقامة الحد على مرتكبيها.
إذ أكد فضيلة الشيخ خالد السعيد كاتب عدل بالرياض أن نعلم أن هذه الفتن والمحن التي تموج في بلادنا في هذا الزمان أنها ليست بدعا من الأحداث فهي من سنن الله جل وعلا التي من خلالها يعلم صبر المؤمن ويتبين ضلال الضال وكما قال تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}، وهذه الفتن قد ماجت في بلاد الإسلام بصور مختلفة وكان لها من الويلات ولها من العدل ما لها، وهذه من سنن الله جل وعلا، ولكن قبل أن ننظر في علاج العقاب في مثل هذه التوجهات لا بد أن ننظر لهؤلاء الشباب الذين فتنوا أو ممن وقع في مثل هذا الضلال وهو منسوب لأهل الإسلام، فكما أنهم قاموا بتفجير أملاك الناس وأبدانهم فقد فجروا قلوبهم قبل ذلك وإيمانهم بهذا الانحراف، فكما أننا أن نحرم الأول فكذلك لا بد أن نحرم الثاني، وليس معنى كوننا أن نحرمهم أن لا ندفع أذاهم ولا يقام عليهم ما يستحقون من العقاب الشرعي.
الاعتداءات تفرح أعداءنا
أما فضيلة الشيخ الدكتور علي الشبل - أستاذ بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فقال:
إن ما سمعنا به وحصل في محافظة الخبر من الأمور الشنيعة والمنكرات الفظيعة التي لا يقرها دين ولا عقل ولا فطرة سوية، إنما تفرح أعداءنا فيشمتوا بنا وقد توعد الله سبحانه وتعالى قاتل النفس المعصومة بالإيمان والإسلام، فقال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} (93) سورة النساء.
فمن قتل النفس المعصومة بغير وجه حق فهو موعود من أنواع الوعيد أولها جهنم يصلاها ماكثا فيها مكثا طويلا، وثانيها غضب الله عليه في الدنيا والآخرة ثالثها لعنة الله وإبعاده عن رحمته، رابعها وعيده بالعذاب الأليم والنبي صلى الله عليه وسلم حرم دم المسلم أشد تعظيم في موقف عظيم وفي يوم عظيم وفي مكان عظيم (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، وما زال يكررها في موسم الحج (يوم عرفة- العيد- أيام التشريق) يكرر هذه الخطبة.
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب الدم الحرام) ، وقال عليه الصلاة والتسليم: (لزوال الدنيا أهون على الله من إراقة دم المسلم) .وما حصل من هذه الاعتداءات وأمثالها هو من الأمر الشنيع الذي حذرنا منه نبي هذه الأمة، فيا ويل صاحبه ويا ويل مقره ويا ويل الراضي به ومعينه.
فكر إجرامي خاطئ
وأوضح فضيلة الشيخ تركي راشد المنصوري رئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة الجبيل الصناعية وامام مسجد عثمان بن عفان بتحلية المياه أن ما قامت به هذه الفئة الضالة ناتج عن فكر إجرامي خاطئ بسبب عدم رجوعهم إلى أهل العلم الثقات مستنكرا ما قامت به هذه الفئة لما فيه من تفريق لشمل الأمة وترويع للآمنين واستباحة لدماء معصومة في بلد محرم وإثارة للفتنة وإعطاء أعداء الإسلام حجة للطعن في الإسلام والمسلمين.
كما أوضح أن الإسلام بريء من هذه الأعمال الإجرامية وهو بعيد كل البعد عن الغلو والتطرف وهو دين السماحة والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن مشددا في الأمر ذاته على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر في هذه البلاد المباركة والذين يحرصون كل الحرص على التمسك بشريعته الإسلامية، داعيا إلى الرجوع إلى علمائنا الأفاضل والنهل من علمهم وعدم الخوض في قضايا لا تفيد المسلمين بل تفرق صفوفهم.
وأضاف يقول:
إن ما حصل من أحداث أخيرة في هذه الشركات بمحافظة الخبر لا يقرها شرع ولا عرف ولا منطق.
ثم تناول فضيلته في حديث للجزيرة تفسير هذه الأعمال بالقول:
التبرير والتفسير لهذه الأعمال الإجرامية هو أن الأفكار الدخيلة علينا التي يسعى لها الحاقدون على أمن وسلامة معتقد هذه البلاد ولاة وعلماء وشعبا إنما خطط ليحاربوا الاعتقاد قبل الأمن ومن بعد ذلك الشعب والأمن ولكن بفضل الله وبفضل العلماء الراسخين في العلم والموثوق بعلمهم ونزاهتهم ونقائهم تتجلى هذه النعمة وتتشتت ما يريد الحاقدون من تفرقة بين الحاكم والمحكوم.
فلول الخوارج تخدش بالمسلمين
فيما وصف الشيخ خليفة بن مبارك الدوسري إمام وخطيب جامع آل محمد بمحافظة السليل الحادث الذي وقع في الخبر صباح أمس بأنه مصاب جلل وقع تحت جنح الظلام وبعيدا عن تعاليم روح الإسلام.
وأشار إلى أن هذه الفئة ما هي إلا فلول منحرفة لا وزن لها، وأن طائفة الخوارج الذين خرجوا في الدين في السابق هم هؤلاء المجرمون أبناؤنا حاليا (يمرقون من الدين كما يمرق المشتهي من الضمية) يقتلون أهل الإسلام وأضاف يقول: وما هذا العمل إلا عمل تخريبي لزعزعة أمن البلاد ولا يمتون للدين الإسلامي بشيء ولا إلى أصول وقيم هذه البلاد وشعبها، لذا فإن هذه الخطط والأفكار لهي من خطط أعداء هذا البلد وإلا فكيف كنا نسمع من يقول بأن هذه الأعمال والاعتداءات لمحاربة الكفار في أرض الجزيرة والآن الذي يحدث لهو مغاير لم قيل في السابق فالأمر أخذ حقا منعطفا كبيرا وخطيرا وإلا فما ذنب هؤلاء الأبرياء أبناء الوطن.
وأضاف يقول: إن انتهاك هؤلاء الإرهابيين لأمن بلد الحرمين دليل واضح أن هؤلاء الشباب غرر بهم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved