** وجوم وتوجس أصابا الشباب بعد وجود وزارة العمل.. ووجود مشاريع جديدة وإستراتيجيات للتوظيف.
** ومصدر خوف الشباب وتوجسهم.. ليس لأن وزارة العمل - لا سمح الله - ستكون ضدهم.. أو لن تهتم بشئونهم وشجونهم.. أو أنها ستنساهم.. أو أن الشباب في ذيل اهتماماتها.
** ولكن مصدر خشيتهم من ناحيتين .
** الأولى.. أنهم يخشون أن تبدأ الوزارة في خطط ودراسات جديدة.. وخبراء وبرامج.. وهذه دراسة (جاية) وهذه دراسة (رايحة) وهذه لجنة منعقدة.. وهذه لجنة منحلَّة.. وهؤلاء خبراء يدرسون.. وآخرون يقررون.. وهذه ملفات.. وهذه محاضرة.. وهذه دراسات.. وهذه دوسيهات.. وهذه خطط.. وهذه (بَرْبَسَهْ) وهذه (مَطْرَسَهْ) والزمن يمضي.. والشباب عاطل.. والخبراء ما خلَّصوا.
** وكلنا يذكر مجلس القوى العاملة وما خطاه من خطوات إيجابية مهمة في الطريق الصحيح.. حيث حقق نتائج مذهلة.. وكان يسير في خططه وبرامجه بسرعة البرق.. وكان في مستوى التحدي.
** وبالفعل.. دخل مع الشركات والمؤسسات في تحدٍّ وحرب وحوارات ونقاشات أثمرت الكثير والكثير.. وكانت هناك جسور قوية مع تلك الشركات ورقابة وجوائز واحتفالات.. وكانت هناك بالفعل.. خطوات لمسها الجميع.. شباباً وآباءَ.. وشركاتٍ.. وكان المجلس يسير في الطريق الصحيح.. تحت قيادة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز حفظه الله.
** فهل خطوات مجلس القوى العاملة وخططه السابقة.. ستتوقف وسيكون هناك بدائل أسرع.. أو بشكل مغاير؟
** وهل ما حققه مجلس القوى العاملة.. وسار فيه.. سيستمر العمل به؟
** أم أن مجلس القوى العاملة صار جزءاً من الماضي.. واليوم.. هناك وكالة مختصة لها أساليبها وطرقها وفلسفتها؟
** الشيء الثاني الذي يخشاه شبابنا.. هو أن وزارة العمل.. ستضع في حسبانها.. مصلحة الشباب.. ومصلحة الشركات ورأس المال..
** ستفكر في الشباب.. وستفكر في الاقتصاد أيضاً.. فهي ستهتم بتوظيف الشباب.. كما ستهتم بمصلحة الشركات.. ومصلحة رأس المال..
** ومعلوم.. أن بعض الشركات.. لا يهمها أن يتوظف الشباب أو لا يتوظفوا.. بقدر ما يهمها.. كم ستحقق من ربحية.. ولو حاولت.. إلزامها بعدد محدود من الشباب السعودي.. فإنها ستُهدِّد بالرحيل والاستثمار (برَّه).
** هكذا قالوا.. وهكذا يقولون (كِلْ ما طَقْ حَصاة عُود.. تراني.. وتراني) وهذا.. هو مصدر خوف الشباب.
** ومع أن الشباب متخوفون من الوزارة حالياً.. إلا أنهم كلهم ثقة في وزيرها.. وما يحمله من وطنية وإخلاص.. ويعلَّقون عليه.. آمالاً كبيرة.. في حلٍّ سريع لمشكلة الشباب مع البطالة.
** يبدو لي.. أن الوزارة أمام تحديات كبيرة ومتشعبة.. وأن التحدي.. لا يأتي من طريق واحد.
** ولعل من أبرز التحديات.. التي تواجه وزارة العمل.. أن الناس.. كل الناس.. تنظر لها اليوم.. وتراقب كل صغيرة وكبيرة تصدر منها.. وتتطلع إلى شيء جديد.. وهذا في تقديري.. يشكل تحدياً آخر.. أو أنه.. يضع الوزارة أمام مسئولية أكبر.
|