* الرياض - أحمد القرني:
أكد معالي وزير الصحة أن الوزارة فشلت جميع برامجها التي تصب في مكافحة التدخين أو التقليل منه مضيفاً أن الجهود لم تفلح في إقناع المدخنين بالامتناع.
وأشار أن المدخنين يزدادون يوماً بعد يوم وترتفع معدلات مبيعات التدخين في المحلات التجارية ولم تؤثر بهم حملات التدخين. جاء ذلك أثناء افتتاح اليوم العالمي لمكافحة التدخين بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يوم أمس.
وقال إنني لا أقلل من جهود الزملاء بوزارة الصحة حيال مكافحة التدخين لكن للأسف لم نصل إلى 1% من النجاح في برامج مكافحة التدخين بدليل أن المدخنين في ازدياد ومقاهي المعسل تنتشر في جميع المدن والقرى.
وأوضح أن الغرب والشرق نجح في تفعيل برامج مكافحة التدخين وقطع شوطاً جيداً ونحن نخالف في إدارتنا الحكومية القرار السامي الكريم الذي ينص على منع التدخين في الدوائر الحكومية.
وكشف المانع أنه تقدم لمنظمة الصحة العالمية باقتراح أن يُمنع المدخنون في كل بلد لمدة يوم واحد وتُصرف مبالغ ذلك اليوم لمشاريع صحية مبيناً أنه عندما يمتنع في السعودية خمسة ملايين مدخن (لأصبح لدينا مبلغ قدره خمسة وعشرون مليون ريال بيوم واحد وهذه تبني (10) مراكز صحية فما بالك لو أقلع 80% من المدخنين كم ستجمع من المال ليس بقسط صرفه على بناء مراكز صحية بل لنعرف فداحة التدخين وكم نخسر من الأموال التي قد يستفاد منها في بناء منشآت صحية)، مؤكداً أن هناك أسراً تعاني من الفقر ويصرف من يعولها أمواله البسيطة على التدخين ويجلب لهم الأمراض من جراء التدخين أمام الأطفال وأفراد الأسرة إنها ضارة مالية وصحية.
وقال إن وزراء الصحة بدول مجلس الخليج العربي نجحوا في رفع قيمة التبغ إلى 15% بعد اقتناع وزراء المالية في دول المجلس وهذا يصب في برامج مكافحة التدخين.
وأشار أن الدولة تسعى للتقليل من التدخين حيث يجري العمل على إقرار الاتفاقية لمنع التدخين التي سوف توقع في أمريكا قريباً، مشيراً أن المملكة سوف تلتزم بها وبعد توقيعها يتم تطبيق اللائحة التنفيذية.
وبيّن أن أي موظف يعمل في وزارة الصحة أو منشآت الصحة يثبت أنه يدخن داخل المنشأة سوف يصدر بحقه أقصى العقوبات ونفى أن يصل حد العقاب إلى درجة الفصل من العمل.
واستبعد أن تصل نسبة الطبيبات السعوديات المدخنات 15%، موضحاً أن الطبيبة السعودية يجب عليها مكافحة التدخين والمساهمة مع برامج الجمعية الخيرية في الوقاية من هذه الآفة التي تسبب الكثير من الأمراض وعلى رأسها سرطان الرئة.
من جانبه قال الدكتور سليمان عبدالرحمن الصبي رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين إن مشكلة التدخين تبرز في أعظم صورها بانعزال المدخن عن أعز أحبابه من أب وأم وإخوة ثم سلوك طريق وعر خاصة لدى الناشئة إنه طريق المخدرات وفق إحصائية أجرتها الجمعية على نزلاء سجن الملز في عنبر المخدرات تبين أنه 90% ممن تعاطوا الحشيش المخدر هم ممن وقع في التدخين في سن مبكرة، ولنا أن نتصور أو لا نتصور حجم المشاكل الناشئة في هذا المجتمع، كما أن من صورها الاجتماعية الخطيرة تدخين الفتيات أمهات المستقبل ومربيات الأجيال.
وقال الدكتور يوسف سعود المطيري أخصائي العناية التنفسية والتأهيل النفسي إن هناك أمراً خطيراً وحقيقة مُرة، فبالرغم من الدلائل والدراسات التي تجزم بمخاطر هذه الآفة فإنها وللأسف آخذة بالازدياد في مجتمعاتنا العربية وخصوصاً في مجتمعنا فلقد أصبحت هذه العادة عادة اجتماعية مألوفة وغير منكرة فتدخين الأرجيلة أو الشيشة أصبح شيئاً عادياً تقريباً في كل بيت وأصبحت المدن والقرى تعج وتزدحم بمقاهي التدخين وتتنافس فيما بينها في تقديم العروض المغرية للإقبال على التدخين.
|