Saturday 29th May,200411566العددالسبت 10 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

الحكة والأمراض الداخلية الحكة والأمراض الداخلية

تعرف الحكة بأنها حس مقتصر على الجلد، وهو الحس الذي يؤدي لحدوث الرغبة بالفرك، ويمكن تقسيم الحكة لثلاثة أشكال: الحكة المرافقة للأمراض الجلدية، والحكة التي تحدث بتأثير أمراض داخلية دون وجود مرض جلدي، والحكة التي تحدث دون وجود أمراض جلدية حقيقية أو أمراض داخلية.
وتعتبر الحكة أكثر عرض يترافق مع الأمراض الجلدية، فمن هذه الأمراض الجلدية لدينا الأكزيمات بمختلف أشكالها، والحزاز المسطح، والأمراض الجلدية العصبية، والشرى.
أما بالنسبة للحكة التي تحدث دون وجود أمراض جلدية أو داخلية، فهنا يجب معرفة أنه توجد أجزاء من الجسم أكثر تعرضاً للحكة مثل القناة السمعية والأجفان والأنف، والناحية حول الشرج والتناسلية، حيث قد تحدث فيها الحكة بشكل عابر وطبيعي حتى دون وجود أي مرض، كما أنه من أشكال الحكة التي قد تحدث دون أي مرض مرافق واضح لدينا الأمراض الجلدية النفسية مثل هلس الإصابة بالطفيليات الذي يوجد فيه لدى المريض اعتقاد ثابت أنه لديه إصابة طفيلية على الجلد رغم أن هذه الإصابة غير موجودة فعلياً.
أما بالنسبة للحكة التي تحدث مصاحبة للأمراض الداخلية التي سأفصل فيها قليلاً، فقد تحدث مرافقة للقصور الكلوي المزمن، وهو السبب الداخلي الأشيع للحكة، حيث تحدث الحكة لدى حوالي 15 - 49% من المصابين بالقصور الكلوي، كما أن الحكة قد تحدث أيضاً مرافقة للقصور الكلوي المعالج بالتحال أو بالغسيل الكلوي, وتعالج الحكة هنا بحميات غذائية قليلة الفوسفات، ويمكن إعطاء مضادات الهستامين خاصة كيتوتيفين، كما ينصح باستعمال المطريات وعلاج فقر الدم المرافق بالاريثروبيوتين، كما يمكن علاج هذه الحكة بالأشعة فوق البنفسجية.
كما قد تحدث الحكة مرافقة للأمراض الكبدية خاصة التي تؤدي لركود صفراوي وحدوث مايسمي باليرقان الانسدادي، وقد تحدث مرافقة للتشمع الكبدي، الذي قد يعالج بعلاجات مختلفة يعتبر الأحدث بينها زرع الكبد.
كما قد تحدث الحكة مرافقة لداء كثرة الكريات الحمر
poly Cythemia والتي لا تفيد فيها عادة المعالجة
بمضادات الهستامين، ولكنها قد تتحسن بالمعالجة بالأشعة فوق البنفسجية أو بالأسبرين.
كما قد تترافق الحكة مع كل من فقر الدم، أمراض الغدة الدرقية, وجود طفيليات في الأمعاء، واللمفوما (خاصة هودجكن), وبعض الأمراض الخبيثة خاصة الدموية.
وتوجه معالجة الحكة نحو العامل المسبب إذا تم كشفه، وقد يحتاج الأمر أحياناً لتضافر جهود الأطباء من مختلف الاختصاصات لمعرفة السبب والعلاج الأمثل.
وبالنهاية، فإن الحكة كعرض تعتبر من الشكاوى المهمة التي يجب عدم تجاهلها، بل على المريض أن يراجع إخصائي الجلدية لمعرفة سبب الحكة وإعطاء العلاج الأمثل.

د. باسل غويش
عيادات ديرما - الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved