تكمن أهمية الأمراض المنقولة جنسياً في أن المريض غالباً ما يأنف عن استشارة الطبيب في البداية، فيلجأ لوصفة صديق أو قريب ولا يصل العيادة إلا بعد فشل العديد من هذه الوصفات مضيعاً الوقت الأمثل للعلاج والشفاء، أو أن تغيب العلاجات الخاطئة أعراض المرض من ألم وغيره دون أن تشفيه حقيقة فيعبر المريض إلى مراحل صعبة العلاج، إذ أن العديد من الأمراض المنقولة جنسيا تمر بطورين حاد ثم مزمن وفي هذا الطور قد تنتشر الإصابة لتشمل أجهزة الجسم المختلفة إضافة للإصابة التناسلية التي قد تنتهي بالعقم، فمنذ سنوات عديدة عرف عن الافرنجي (الزهري) ان المريض غير المعالج قد يصاب بعد عدة سنوات من المرض بآفات قلبية وعائية أو عصبية تنتهي بالوفاة أو الشلل والهذيان.
تولي أهمية خاصة إلى الفيروسات المنقولة جنسياً، فعدا عن الايدز هناك مرضان هامان هما الحلأ التناسلبي والثآليل، وكان الاهتمام بهذين المرضين بصورة خاصة لارتباطهما بالأورام الخبيثة للناحية التناسلية للجنسين، إلا ان دور الحلأ تراجع مؤخراً لصالح الثآليل حيث إن آثارا لهذه الفيروسات تكشف عند أكثر من نصف مرضى السرطانات هنا، ونخص بالذكر سرطان عنق الرحم لدى النساء:
الورم الثاني من ناحية الشيوع بعد سرطان الثدي، وهو يسبب نصف مليون إصابة جديدة سنوياً ومائتي ألف وفاة عالمياً.
من الناحية السريرية تتظاهر الثآليل باندفاعات بلون الجلد أو بلون وردي غير مؤلمة أو حاكة أو حارقة إلا فيما ندر، تبدأ صغيرة وقد تصل لأحجام كبيرة جداً.
يتم الانتقال غالباً بالاتصال الجنسي، ومن الطرق الأقل حدوثا: الانتقال من آفات جلدية أخرى، أو من الأم المصابة للوليد خلال الولادة مما يتسبب لاحقا بإصابته بثآليل في الحنجرة.
عوامل الخطورة التي تزيد فرص الإصابة هي تعدد الشركاء الجنسيين، والإصابة بأمراض أخرى منقولة جنسياً.
تتضمن أساليب العلاج الأدوية الموضعية، التبريد بالنتروجين السائل - الليزر - الجراحة.
لكن يبقى الأهم دوما الوقاية والكشف المبكر وعدم التأخر بالعلاج لتجنب أي مضاعفات غير مرغوبة لاحقاً.
د. يارا حافظ
عيادات ديرما - الرياض |