إن من الثابت الذي لا ريب فيه تحريم الإسلام الاعتداء على النفس والمال وتأكيده على تحريم القتل بغير حق وأن ذلك من كبائر الذنوب. وقد حذرنا ديننا الإسلاني من قتل المؤمنين قال تعالى :{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}. جميعنا شاهد ما حدث الأربعاء الماضي من عدوان غاشم استهدف رجال الأمن الأبرياء الذين جميعهم مواطنون مسلمون موحدون الله في مقر أعمالهم، لقد اتضحت الصورة وتبين كذب وزيف ما يدعيه هؤلاء من الفئة الضالة من أنهم لا يستهدفون المسلمين لكن ومع وقوع هذه الأحداث تبين عكس ذلك تماماً وانكشف الغطاء وتبين مدى حقد وكره هؤلاء للمسلمين.لماذا هذا الاستهداف ايتها الفئة الضالة؟ أليس هؤلاء مسلمين ؟ أليس من بجوارهم مواطنون؟ ألم تسأل نفسك أيها الضال أليس لك أخ يعمل مع رجال الأمن ؟أليس لك ابن يعمل مع رجال الأمن؟ أليس لك عم يعمل مع رجال الأمن؟ أليس لك قريب يعمل مع رجال الأمن؟ إذاً لماذا تقتل قريبك والمسلمين؟ لماذا هذا التخبط في بلاد المسلمين, في بلاد الحرمين وقتل الأنفس بغير حق.
تقتل نفساً معصومة ألا تعلم أن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق من الكبائر؟ أذاً لماذا تدعي الإسلام وأنت منه بعيد كل البعد؟ هل تريد الجنة بهذا الطريق تقتل مسلماً حتى تدخل الجنة من أين لك هذا المنهج أو هذه الفتوى؟
الإسلام يحافظ على النفس البشرية حتى أن المسلم إذا قتل اخاه المسلم خطأ فعليه كفارة، أما أنتم فتقتلون المسلمين وتمشون في الأرض وتحلون ما تشأءون وتحرمون ما تشاءون.
أسرتك إذا نزل في منزلك لص استنجدوا برجل الأمن وعن طريق رجل الأمن يؤخذ لك ولأبيك ولأخيك حقه فلماذا تقتله؟ رجل الأمن وضع لحمايتنا جميعاً.
لماذا لا ترجعون إلى الله وتتوبون إليه عن إزهاق الأرواح وقتل الأنفس التي حرم الله قتلها. لماذا تقتلون أنفسكم والمسلمين والله تعالى يقول: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} ألا تعرف أنك ستسأل عن هذه الأنفس التي قتلتها يوم القيمة يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم لم يقتل المسلمين ولم يرمل النساء ولم ييتم الأطفال ولم يتسبب في تشريد الأسر وضياع مستقبلها.
الرسول عليه الصلاة والسلام حينما كانوا في غزوة قام أحد الصحابة بقتل أحد الكفار وقبل قتله نطق الشهادة ولكنه قتله فذكر ذلك للنبي فقال: أقتلته؟ قال: إنما قال ذلك بسبب خوفه من السيف فقال عليه السلام :(أشققت عن قلبه) منكراً عليه هذا العمل وهم في حرب فما بالك وأنت تقتل هؤلاء المسلمين ولا تتورع عن قتلهم. هل تعلم أنك يوم القيامة ستسأل حتى عن الصفعة فما بالك بنفس معصومة تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ومع ذلك لا تتورع عن قتلها.
الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، اللهم أحسن أعمالنا واجعل خيرها خواتيمها وخير أيامنا يوم لقائك يا أرحم الراحمين، وليس في أعناقنا حق لأحد ولم نتسبب في إيذاء أحد.
|