Saturday 29th May,200411566العددالسبت 10 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

محمد اليحيى فقيد معهد العاصمة محمد اليحيى فقيد معهد العاصمة
براك عبد المحسن حمد الحميِّد/ معهد العاصمة النموذجي - القسم الابتدائي

يقول الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (185) سورة آل عمران ويقول سبحانه: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (26 - 27) سورة الرحمن. جاءني اتصال صباح يوم الثلاثاء 23- 2-1425هـ الساعة السادسة والنصف من الأخ عبد الرحمن اليحيى يخبرني بوفاة أخي وزميلي الأستاذ محمد اليحيى أبي عادل مساء يوم الاثنين 22-2- 1425هـ الساعة الحادية عشرة والربع ليلاً.. فلم أصدق الخبر وقلت له: ماذا تقول ماذا تقول؟! وبعد ربع ساعة وأنا في ذهول اتصل ابنه عادل يخبرني أيضاً بالخبر.. فقلت الحمد لله على قضاء الله وقدره. نعم، فقدت أخاً وصديقاً وزميلاً غالياً.. كما فقده أهله وإخوانه ومحبوه والمعهد. الموت حق، والآجال والأيام محدودة، والأنفاس معدودة، رحمك الله يا أبا عادل.. لقد عرفته قبل عشرين سنة مضت في معهد العاصمة النموذجي القسم الابتدائي تحديداً قسم الرياضيات.. وكان قد سبقني بعدة سنوات، فأصبح لي الأستاذ والموجِّه وقد استفدت كثيراً من خبرته وتوجيهاته السديدة لمصلحة التلاميذ.
كان - رحمه الله - حريصاً أشد الحرص على مصلحة التلاميذ، وعلى تعليمهم العلم النافع فسهَّل مادة الرياضيات بالمذكِّرات المصاحبة للكتاب المدرسي وترأس بحث مادة الرياضيات بالقسم الابتدائي لمعرفة ضعف التلاميذ في الرياضيات.
ولد الأستاذ محمد بالخرج ودرس المرحلة الابتدائية فيها، ثم أكمل تعليمه بمدينة الرياض ودرس المرحلة المتوسطة ومعهد إعداد المعلمين بالرياض، ثم التحق بالكلية المتوسطة ليتخرَّج منها ويعمل معلماً في معهد العاصمة النموذجي - القسم الابتدائي.
يمتاز فقيدنا الغالي - رحمه الله - بالروح المرحة وحب الآخرين وخفة النفس وكأنك تعرفه من زمن طويل، يحب البساطة والتفاؤل والابتسامة.
كان كريماً في أخلاقه، كريماً في تعاملاته، كريماً في كرمه، فتح الله عليه من أبواب فضله ووسع له في رزقه فآتاه خيراً فأعطى خيراً.. وكان دائماً يسألني عن الضعفاء والمحتاجين وكان يبذل لهم العطايا الجزيلة، وكان يقول لي: أعط أم الأيتام، أعط صاحب الفشل الكلوي.. وهكذا، وكان يتفقد خدم وعمال القسم ويعطيهم من فضل الله. نعم، إن المساكين والمحتاجين قد فقدوا كريماً سخياً لا يرد محتاجاً.
إن فقيدنا الأخ محمد قد أحببته كثيراً وتعلقنا معاً ببعضنا حتى سمونا بالمعهد (التوأم). لقد أصابه مرض العصر الذي لا يمهل كثيراً في آخر أيامه وعسى الله أن يوفِّق الأطباء لإيجاد العلاج النافع لهذا المرض.. وعسى الله أن يجعل مرضه تكفيراً لسيئاته وطهوراً له. وهنا أعزي نفسي ووالدته وإخوانه وزوجته وأولاده وأقاربه وزملاءه بأخي الفقيد أبي عادل. فرحمك الله يا أبا عادل وغفر لك وتجاوز عنَّا وعنك.. وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا عادل لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون).
الكلمة الأخيرة لأبناء الأستاذ محمد علي اليحيى - رحمه الله -. إن والدكم رحمه الله كان نعم الرجل له بصمات كثيرة في عمله وفي تعامله وفي كرمه وفي علاقاته وفي صلته للأرحام ومع أصدقائه وزملائه، بارك الله فيكم وأعانكم على ما تحملتم.. فأرجو أن تعملوا له ذكرى باسمه، وأن يجمع شملكم على الطاعة.. وأن يجمع الجميع في جنات النعيم وأن لا يريكم مكروهاً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved