إذا أرادت أي أمة أن تفرض نفسها بين الأمم فعليها أن تتفاعل مع قيمها وكل مرتكزاتها الحضارية، فالمواطن هو الذي يعكس الصورة الحقيقية للأمة التي ينتمي إليها، كل حسب موقعه ووظيفته، والسلوك العام والانضباط داخل الوطن وخارجه يرسم صورة جميلة عنه وعن وطنه، بل عن قيم الأمة التي ينتمي إليها وخصوصاً في مجتمعنا الإسلامي الذي يعيش تحت مظلة عقيدة الإسلام الخالدة.. ولو تتبعنا الأماكن التي ممكن أن تكون ميادين لتطبيق المواطنة المثالية في التعامل هي المطارات ولاسيما الدولية منها التي تستقبل وتودع الآلاف من القادمين والمغادرين، والذي يتولى مبشارة تقديم الخدمة لهم هم موظفو الخطوط السعودية والجوازات الذين يؤدون أعمالاً جيدة بالرغم من ضغوط العمل وما يتعرضون إليه من ممارسات خاطئة، ومع ذلك نجد فئة منهم قد تكون نادرة ولكنها مستهترة وتسيء إلى سمعة المملكة من خلال الأساليب والعبارات الجافة التي تصدر منهم، والتي يفترض أن تكون عبارات الترحيب والابتسامة هي صفة ملازمة لهم.. وقد لفت انتباهي أثناء قدومي لأحد مطارات المملكة أن رأيت رجلاً من رجال الجوازات يوجه بعض الإخوة العرب بعبارات تغلب عليها الحدة لأنه وقف في أحد المسارات المخصصة لأبناء دول مجلس التعاون، وقد تألمت لذلك المشهد ويفترض أن يكون التعامل في هذا الموقف حضارياً بعيداً عن هذا الأسلوب الذي قد يفسر تفسيرات أخرى، ونحن نعلم أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي تصدت لجميع أشكال الفرقة بين العالم العربي والإسلامي، فمن هذا المنبر أوجه دعوة مخلصة إلى من شرفه الله في خدمة هذه المملكة أن يكون عند حسن ظن ولاة الأمر في هذه البلاد وأن يعكسوا صورة جميلة عن المستوى المتحضر الذي وصل إليه المواطن السعودي من خلال اللطف وحسن التعامل.. وقبل أن أختتم مقالتي هذه أحب أن اقترح ما يلي:
1 - التفكير في إلغاء التصنيف المتبع في المسارات المعدة لاستقبال القادمين والمغادرين من مطارات المملكة، وأن تقتصر هذه المسارات على عبارة الإخوة العرب، وعبارة الأصدقاء(الأجانب) فقط.
2 - تكثيف الدورات التدريبية لموظفي الجوازات والخطوط السعودية فيما يتعلق في فن التعامل والعلاقات الإنسانية والمهارات.
3 - تقليل ساعات العمل المكلف بها من يعمل في المطارات سواء كان من موظفي الجوازات أو الخطوط السعودية حتى يكونوا في نفسية جيدة بعيداً عن ضغوط العمل(كذلك المنافذ البحرية والبرية).
| 
"الرأي"