Saturday 29th May,200411566العددالسبت 10 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الأنانية خير علاج لمرض كراهية الجسد الأنانية خير علاج لمرض كراهية الجسد
تهاني الغزالي / أتاوا - كندا

الأنانية آفة من آفات النفس البشرية ولكن على الرغم من ذلك يعتبرها علماء النفس البلسم الشافي لأنواع من الأمراض كداء أو رهاب القبح والرفض للجسد، فالإعلام الحديث لعب دوراً كبيراً في إذكاء روح مثل هذا المرض الذي في الغالب تقع النساء فريسةً له وذلك بسبب الدعايات الإعلانية عن الجمال والجميلات، ورهاب القبح يطلق شيطان الواسوس للمرأة ويرسم لها صورة قبيحة عن نفسها قد تفقدها في بعض الأحيان لذة الاستمتاع بالحياة وتجعلها لا ترى عيوبها إلا من وراء عدسة مكبرة، فقد يأخذ الأمر في بعض الأحيان أبعاداً مأساوية تجعل الفتاة أو المرأة ترفض التعايش مع مثل هذا الداء، بل تدع الأمر يفسد عليها حياتها اليومية، فهناك من تكره أنفها أو لون عينيها أو ساقيها، وأخرى ترفض الزواج لمجرد أنها قصيرة على الرغم من جمالها الأخاذ، والأخرى التي لم تتجاوز العشرين ربيعاً ترى أن ساقيها تشبهان رجل الماعز فتحرص على اقتناء أي دواء يساعدها على إخفاء مثل هذا العيب، ومثل هؤلاء السيدات والفتيات لا يقبلن عبارات الإطراء أو الإعجاب بهن ويعتقدون أن كل من يثني عليهن إنما يتمتم في سرِّه بعيبوهن اللائي يعتقدنها في أنفسهن.
وفي الحقيقة رفض الإنسان لمظهره أو لجماله، يعكس رفضاً داخلياً لنفسه ووجوده لأنه يظل مطارداً بوسواس النقص حتى بعد اللجوء لجراحات التجميل أو اتباع حمية طويلة الأجل، وهذا يبدو واضحاً في حالة إحدى السيدات التي ساعدها زوجها على إجراء جراحة تجميلية من أجل نسيان عيبها ولكنه اكتشف في الأخير أنه فتح على نفسه باباً صعباً بعد أن أخذت الزوجة تلح عليه كل يوم والآخر بجراحة جديدة لتجميل جانب هي تعتقد أنه قبيح ولهذا قرر أن يذهب بها للطبيب النفسي بدلاً من جراح التجميل ليصلح من عيوبها الداخلية. ولهذا ينصح علماء النفس كل من تعاني رهاب القبح أن تلجأ للمعالج النفساني بهدف مساعدتها على تكوين صورة إيجابية عن نفسها، لأن المصاب بمثل هذا المرض يوظِّف طاقاته لأجل شيء واحد دفعه للإحساس بالألم النفسي المتواصل، وعلى ضرورة إرغام الذات على الاستجابة لابتسامات الآخرين وقبول دعواتهم والخروج من حصار العزلة التي يفرضها المريض على نفسه، هذا إلى جانب السعي إلى تحمل المزيد من المسؤوليات في العمل أو ممارسة الرياضة بانتظام أو الاشتراك في الأنشطة الجماعية وإقامة علاقات اجتماعية مع أشخاص مرحين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved