Saturday 29th May,200411566العددالسبت 10 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

نشوة البطل نشوة البطل
محمد بن ناصر الأسمري/ باحث ومستشار إعلامي

قصيدة غازي الطائفي في تهنئة الأمير سلمان في العيد يحلو نشيد الحب والغزل كنت حظيظا بحمد الله بكتابي (الجيش السعودي في حرب فلسطين 1948م) ، وسعدت كثيرا بما لقيه من قبول وامتنان من بني وطني السعودية وبقية الأهل والعشيرة في العالم العربي، وفي الساحة الفكرية والسياسية والإعلامية، وبالذات في لبنان ارض الفكر والصمود، ثم في مصر الكبيرة من خلال الاحتفال بي وكتابي في نقابتي الصحافة، ومن خلال المداولات الفكرية.
وكنت فرحا ومسرورا بما وجدته من الأخوة أبناء وأحفاد الضباط وصف الضباط والجند الذين شاركوا في الدفاع عن مقدسات الأمة وفلسطين أرضا وانسانا. وكذلك المجاهدين المتطوعين الذين سبقوا إلى ميادين الجهاد قبل الجيوش النظامية. لقد تلقيت عشرات المراسلات بالبريد الآلي، ومخابرات هاتفية ولقاءات مباشرة والبريد. وكنت في مقابلها أسمع الكثير من الإطراء والإشادة، بالعمل وجديته. ولعل من أكبر ما سعدت به من جادت به أقلام زملاء من رواد الفكر والبحث العلمي بالنشر أو مشافهة. ولا أريد أن أذكر ما جاء من الجانب الرسمي في أجهزة الدولة ، فيكفيني شكر القيادة ورأس السنام فهد بن عبد العزيز وعبد الله بن عبد العزيز وسلطان بن عبد العزيز، وبقية الكوكبة من الأمراء والوزراء.
صحيح أنى كنت أتمنى أن أجد مستجدات من الوثائق والذكريات والشهادات والشهود عن مشاركات الجهاد من أجل إنقاذ مقدسات الأمة في أرض المقدس، الذي سطره نخب نبيلة من الأجداد والآباء من كافة أرجاء الوطن، لتكون دعما لكتابي قبل صدوره، لكن عدم المعرفة بإخوتي الأبناء والأحفاد رفاق وزملاء أبي رحمه الله، حال دون تحقق مثل هذه الأمنية، لكن الله جل وعلا قد مكنني من إخراج الكتاب ولما يزل في عيون الوطن مجموعة، قد أنسأ الله لهم الأجل ليكونوا شهود عيان وأبطال ميدان فسجلت من شهاداتهم ورواياتهم ما حفظ تاريخا مشرفا لوطننا شعبا وقيادة وجيشا.
وأحمد الله أن قد توالت عليّ الاتصالات وإخباري بوجود أبطال أحياء في شتى أنحاء الوطن ، وسوف ترى النور بإذن الله في كتاب جديد عن الجهاد التطوعي قريبا، وكذلك عن مشاركة الجيش السعودي البطل في سوريا والأردن.
لقد سعدت باتصال وتواصل من أخي فراس ابن البطل العميد غازي الطائفي - رحمه الله - وسعدت بما وجدت لديه من معلومات عن أبيه بخلاف ما جاء في كتابي، وغازي الطائفي هو بطل اقتحام مستعمرة بيرون إسحاق في فلسطين مع رفيقه في النضال الجهادي المرحوم رشيد البلاع.
وفي كتابي تفاصيل موسعة من أفواه الرجال عن بطولة الرجلين - غفر الله لهما -.
لم تكن هذه ميادين البطولة لغازي فقد سطر على الجبهة الأردنية عام 1377 هـ صورا من ألوان البطولة مع بقية البواسل من قادة وضباط الجيش السعودي البطل على الجبهة الأردنية. وكنت سعيدا أن أجد لغازي الطائفي ميدانا من الفخار والمجد إلى جانب ميدان القتال الحربي للأعداء. لقد وجدت أن الرجل شاعر مجيد وله قصائد غاية في الروعة والجمال في قوة العبارة وطلاوة السبك والحبك وجذوة في الشعور والمشاعر، حلاوة نظم وموسيقى رتم.
وهنا عينة مثال لقصيدة تهنئة بالعيد قالها - رحمه الله - عام 1399 وبعث بها إلى أمير الرياض سلمان بن عبد العزيز، كدت أضيعها من شدة الحرص عليها ويشاء الله أن تكون أجدها مع ابني سلمان الذي جلبها لي مع شهادة تخرجه من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، فكان الفرح بسلمان الابن ناجحا وبقصيدة في سلمان الأب، فكانت لي نشوة فرح مثلما كانت لغازي الطائفي نشوة البطل . وأنا هنا اعلم بالقصيدة من رجل بطل بكل معاني البطولة، فقد كان زميلا لأبي وكانا برتبة واحدة عند سفرهما إلى فلسطين للجهاد و للقتال عام 1367هـ دفاعا عن مقدسات الأمة وشعب وأرض فلسطين، وكانت الترقية لهما في نفس اليوم - عليهما رحمة الله - وكل من مضى من الرجال الأبطال قادة التأسيس في الولاء للوطن وموحد الوطن البطل عبد العزيز الملك الإمام.
وفي عيد الحب؛ الذي فرق الله به بين صنمية العباد إلى وحدانية رب العباد، الهجرة الشريفة من دار التراجع إلى دار النصرة. اهدي هذه القصيدة إلى سلمان بن عبد العزيز؛ رمز الرجولة والشهامة، كما قال غازي الطائفي:


إليك تهنئة عصماء صادقة
خلوا من الغرض المدسوس والسؤل

عزوة الرجال


في العيد يحلو قصيد الحب والغزل
والحب عندي وفاء غير مفتعل
شربته دافئ من شمس عزتنا
وذقته من ضمير النبل كالعسل
وصنته في شغاف القلب من عبث
حتى تكفله (سلمان) في جذل
(سلمان) يا نخوة في كل معترك
(سلمان) يا غرة في كل محتفل
إذا اعتزيت (بسلمان) ترى رجلا
حلو الشمائل والتهذيب والمثل
يلقاك مبتسما من نبع عاطفة
تعيش من دفئها في نشوة الثمل
هو ابن عبد العزيز الفذ وحدنا
في دولة تعبر التاريخ للأزل
أمير (عاصمة) بالعز شامخة
(سلمان) منها مكان الجفن للمقل
تمشي المعالي إلى أبواب سدته
وتستجير به من خطوة الزلل
وان تعثرت الأقدام في طلب
فتستحث خطاه نخوة البطل
في مجلس الحكم لا يبغي مداهنة
وتستشف رؤاه موطن الخطل
ويستجيب لأهل الحق في انس
ويستنير بأهل الرأي في العضل
حياته أمدا بالخير مترعة
أعماله أبدا (للبر) في عجل
أخ الشباب وكل الشيب صحبته
وكل أرملة في كنفه الخضل
وكل طفل له (سلمان) محتضنا
أبوة ترتجي في كنف مكتمل
يعفو ويصفح عن حلم ومقدرة
وللعدالة صمصام بلا جدل
له انتفاضة رئبال إذا انتحرت
مكارم الخلق إن زاغت عن السبل
سيف من الحق في يمنى عقيدتنا
بنهج من العزم في تاريخنا البجل
رياضه (أمل) أقواله عمل
(سطامه) رجل من ذلك الرجل
نجمان) قد شهد التاريخ انهما
اخوة صدقت في القول والعمل
رمز الولاء (الشعب) جل عاهله
وعهده (لولي العهد) كالأول
يصارع الوقت (والروتين) في ثقة
تحيى الرياض عروس العرب في حلل
والمجد يلهث من أبعاد خطوته
يمضي بها صعدا في صمت محتمل
يبني ويعلى صروحا من حضارتنا
من غير بهرجة يسعى ولا نول
يحكي مضاربها يرعى مواكبها
كأنه ورؤى الأحفاد في سجل
نسر يحلق في أجواء عافية
عين الحقيقة لا تعشى من الطفل
إليك تهنئة عصماء صادقة
خلوا من الغرض المدسوس والسؤل
نذرت شعري لكم من كل قافية
تطاول النجم في التعبير والجمل
(أبو فراس) أنا ما قلت نافلة
فليصمت (الإفك) والتاريخ ينصت لي

1399/9/10


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved