Saturday 29th May,200411566العددالسبت 10 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

بعد أن قتل في عيون أطفال فلسطين حلم الطفولة.. بعد أن قتل في عيون أطفال فلسطين حلم الطفولة..
الاحتلال الإسرائيلي دمَّر حديقة الحيوان الوحيدة في قطاع غزة.. ولم يرحم حيواناتها وطيورها..!!

* رفح - بلال أبو دقة:
دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح المنكوبة حديقة حيوان صغيرة هي الوحيدة في قطاع غزة التي كانت تشكل متنفسا لأطفال جنوب قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 44 شهرا، هي عمر انتفاضة الأقصى.
شهود عيان من مخيم البرازيل في مدينة رفح، قالوا لمراسل الجزيرة: لقد انفلتت الحيوانات والطيور من حديقة الحيوان المتواضعة، الواقعة على أطراف مخيم البرازيل، وقد طارد الأطفال والصبية الفلسطينيون في المخيم نعامة عرجاء عبر جنبات المخيم الفلسطيني، بعد أن نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية واجتياح بري للمخيم، مهددا أهله بهدم منازلهم وتشريدهم إلى العراء.. وأكد أهالي المخيم في أحاديث متفرقة مع الجزيرة: أن الكارثة التي ألمت بمدينة رفح لم تقتصر على الأطفال الفلسطينيين والنساء والشبان والشيوخ، بل طالت الحيوان والشجر، وحتى متنفس الأطفال الوحيد، حيث شكلت الهجمة البربرية الاسرائيلية، كارثة لحديقة الحيوان، كانت بمثابة بقعة نادرة للتسلية بالنسبة لأطفال المخيم الرفحاوي على وجه الخصوص، وأطفال مخيمات غزة على وجه العموم.. وقال المواطن الفلسطيني، أبو مجد (38 عاما)، ل(الجزيرة)، الذي دأب على الذهاب هو وأطفاله لحديقة الحيوان للترويح عنهم خلال عطلة الأسبوع: كانت متنفسا لأطفالنا، طفلي مجد كان يلعب مع النعامة، ويطعم القرد، ويجاذب مع الفهد، ويلهو مع القط الأمريكي، واليوم بعد أن انفلتت حيوانات وطيور حديقة الحيوان، ومع كارثة رفح، يبدو أننا لن نذهب إلى هناك مرة أخرى.. إن هذا مؤسف للأطفال، يقول المواطن الفلسطيني: لقد أغلقوا طريق البحر في مدينة خان يونس، حيث كنا ننقل أطفالنا إلى شاطئ البحر للترويح عنهم، لقد بدا قطاع غزة محاصرا من كل الجهات بالحواجز والأسلاك الشائكة، وبجدران العزل العنصري..
وحسب إفادات الأهالي: استغل الأطفال والفتية الفلسطينيون انفلات الحيوانات والطيور من الحديقة، وما أن أبصروا طائر النعامة المرتبك حراً طليقاً، حتى شرعوا في مطاردته وجذبه، وكان جنود جيش الاحتلال إلى جانبه عبر الشوارع، كانوا يضحكون من قلوبهم..!!
وتصف المواطنة الفلسطينية رندة أحمد (24 عاما) هذه الحديقة، ل(الجزيرة)، بقولها: كانت حديقة صغيرة بسيطة أنشأها لاجئ فلسطيني، بالقرب من بيته، على مساحة دونم ونصف، وضع فيها أقفاصا متفاوتة الأحجام، تؤوي نعامتين، وببغاوات ملونة، وطيوراً أخرى غريبة، وأفاعي، وقرداً، وحصاناً صغيراً مرسوماً على جلده خطوط سود ليبدو كما لو كان حماراً وحشياً.. وبها ثلاثة فهود، ونمر، ونمس، وذئب وثعلب..
وتابعت المواطنة الفلسطينية، قولها لمراسل الجزيرة: يبدو أن ثعالب اليهود قد دمروها كما دمروا منازل وأحلام الطفولة الفلسطينية، إنه لمن العار انهم دمروها، ولكن لا عجب، فبوسع أولئك الصهاينة الذين قتلوا أطفال فلسطين أن يقتلوا متعتهم أيضا في حياة متواضعة تفتقد إلى أدنى متطلبات العيشة الكريمة.. خلال أربعة أيام سقط (22 طفلا وفتى)، من (57 شهيدا وشهيدة).. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء الهجمة البربرية على مدينة رفح ومخيماتها، خلال أربعة أيام خلت، ارتفع إلى (57 شهيدا وشهيدة)، من بينهم (22 طفلاً وفتى)..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved