Saturday 29th May,200411566العددالسبت 10 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

نهارات أخرى نهارات أخرى
لعبة اسمها التدريب!
فاطمة العتيبي

يشكو كثير من الشبان والشابات من قضية التدريب غير المنتهي يوظيفة..
وهي قضية يربح فيها أصحاب مؤسسات التدريب على حساب حاجة الشبان والشابات إلى زيادة مؤهلاتهم لتحقيق حلم الوظيفة..
والأكثر حساسية في الموضوع..
هو أن الوزارات تبارك مثل هذه المراكز بل وتعطيها حق التدريب والإعلان في جهاتها وتعطيها التسهيلات وربما حتى تمنحها حق استغلال وعود بوظائف شاغرة تنتظرهم في هذه الوزارة إذ ما تخرجوا من هذه المراكز..
وقضية بعض مؤسسات التدريب الخاصة مع وزارة الصحة ما زال خريجوها يعانون الكثير وقد دفعوا الكثير يقدر بخمسة وعشرين ألف ريال للمتدرب الواحد وكذلك قضية تدريب الخريجات في الحاسب الآلي وتأهيلهن ليكنّ معلمات في المدارس في التعليم العام هي الأخرى دفعت فيها كل متدربة عشرين ألف ريال خلال عامين وتخرجن بالمئات وكسبت مؤسسات التدريب الملايين وبقي الحال على ما هو عليه بالنسبة للخريجات العاطلات عن العمل الخاسرات أموالهن وكذلك الخريجين! وتتطاير أحلام الشباب والشابات وسط أجواء ممتلئة ومعبأة بالاستغلال والوساطة والفوائد المتبادلة بين مراكز التدريب الخاصة وبين بعض الجهات الحكومية..
** وأشد منه أن تحصل مؤسسة تدريبية على حق التدريب في وزارة ما على مستوى الوطن كله دون إبداء مبررات اختيار واضحة وكشفها للمواطنين أو الرأي العام.. فلماذا تفوز مؤسسة ما بمناقصة كبيرة.. وما هي المؤسسات المنافسة وما هي مواصفاتها حتى تتحقق الطمأنينة للنزاهة وسلامة الاختيار المؤسس على أسباب وجيهة ومميزات لا تتوفر إلا بهذه المؤسسة دون غيرها.. إذ لا بد من الشفافية في مثل هذه الأمور المالية الكبيرة!
** والأشد منه أيضاً انتشار (ظاهرة بقالات التدريب) فالموضة السائدة الآن هي (التدريب) واستغلال الحاجة إلى التوظيف عند العاطلين والعاطلات عن العمل جعل الكثيرين يطمعون ويستثمرون ولا يكلفهم ذلك إلا استقدام أي اسم من خارج البلاد حتى لو تخصص بعيد وإضفاء بعض التسميات عليه ثم الإعلان عن دورة أو برنامج تدريب ووعد بإعطاء شهادة على اجتيازه بل أصبح الأمر يشبه موضة المستوصفات الأهلية قبل سنوات بالإعلان عن طبيب زائر يجري عمليات اليوم الواحد!! فبعض بقالات التدريب تعد المتدربين بتدريب ليوم واحد ينتهي بشهادة مختومة..!
** المطلوب اليوم..
هو أن نكون أكثر جدية في وقف تدخل العلاقات الشخصية في مستقبل المواطنين واستغلال حاجتهم للتوظيف واستثمارها في إثراء البعض وتورم ثرواتهم على حساب هؤلاء الحالمين..
** لا بد من اعتماد خطة التدريب المنتهي بوظيفة موجودة فعلياً سواء في القطاع الخاص أو العام..
ولا بد من وقف هذا الهدر المالي ببرامج تدريبية لا تفضي إلى عمل سواء حكومياً أو خاص..
ولذا فإن القضية ليست في كم ما تدربه مؤسسات التدريب لأننا لسنا في (سوق حراج) نحن بحاجة اليوم إلى إنصاف الشباب وعدم تعريضهم للاستغلال.. وتأهيلهم لوظائف موجودة وتخليصهم من البطالة وحمايتهم من التلاعب..
ثم لا بد من إعطاء سوق التدريب في المملكة هيبة معتبرة.. فالمدربون القادمون لا بد أن يكونوا ذوي خبرة تفوق المدرب المحلي ويجب ألا يسمح باستقدام مدرب من الخارج إلا إذا كان الداخل لا يستطيع توفيره..
كما أن وضع خطط للتدريب المنتهي بوظيفة موجودة فعلية سيحد من الفوضى الحاصلة في السوق الآن..
وسيعيد إلى مجال التدريب في القطاعين الحكومي والخاص هيبته المهدرة والثقة في مصداقيته..
** وأعتقد أن في الأحاديث التي أفضى بها د. غازي القصيبي وزير العمل للصحافة ما يبعث على الطمأنينة على أنه ومن معه سيعيدون تنظيم سوق العمل والتدريب المؤدي إليه.. ونتمنى أن نكون بعد عام على الأقل قد لمسنا التغيرات الإيجابية بنقصان شكاوى الشبان والشابات التي تصلنا على بريدنا والممتلئة بالشعور بالقهر والغبن والاستغلال وضياع الجهد والمال والحلم وراء سراب الوظيفة وأن تخف مقالاتنا المتكررة حول موضوع البطالة والتوظيف وكل العثرات والاستغلالات الموصلة إليها !

ص ب 84438- الرياض 11671


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved