Saturday 29th May,200411566العددالسبت 10 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

المدير العام لأكاديمية الجزيرة العالمية لـ( الجزيرة ): المدير العام لأكاديمية الجزيرة العالمية لـ( الجزيرة ):
11 مليار ريال حجم سوق قطاع التدريب في المملكة

* الرياض - حازم الشرقاوي:
عندما يكون الاهتمام بقضية البطالة والسعودة من اهتمامات المسئولين في الدولة يكون الموضوع عادياً، أما أن تكون هذه القضايا من أوائل اهتمامات أحد شباب الأعمال السعوديين يكون الأمر مختلفاً. وقد بدأت قضية اهتمام المهندس عبدالعزيز بن محمد العواد مدير عام أكاديمية (الجزيرة) العالمية، الذي التقته الجزيرة بقضايا الشباب، عندما فكر في انشاء اول اكاديمية من نوعها متخصصة في تأهيل وتدريب الشباب لتهيئتهم لسوق العمل ومواكبة تحديات عصر العولمة من خلال استخدام احدث التقنيات التعليمية في العالم بواسطة نخبة من أكفأ المحاضرين من مختلف الجنسيات. وقد تناول الحوار عددا من القضايا التي تخص سوق التدريب والسعودة والبطالة والأعمال الخيرية التي تقدمها الأكاديمية.
* ما هي أهم أنشطة أكاديمية الجزيرة العالمية؟
- لقد تم بفضل الله افتتاح المركز الرئيسي في الرياض عام 1424هـ الذي يقع في العليا شارع الأمير سلطان بن عبدالعزيز (الثلاثين سابقاً)، ويسعى مجلس الإدارة إلى التوسع وإقامة فروع أخرى في مختلف مناطق المملكة خلال العام القادم إن شاء الله.
وتعد الأكاديمية الأولى من نوعها في المملكة لأنها تهدف إلى المشاركة قدر الاستطاعة في تهيئة وإعداد جيل مسلم مؤهل أكاديمياً وتربوياً متحصناً بعقيدته ومعتزاً بثقافة أمته لمواكبة تحديات عصر العولمة.. وقد وضعنا ركيزتين أساسيتين لتحقيق هذا الهدف:
الأولى: توفير أحدث التقنيات التعليمية على مستوى العالم.
الثانية: إحضار أكفأ المحاضرين والمدرسين.
وتطرح الأكاديمية باكورة من البرامج التي ستساعد إن شاء الله في تحقيق هدفها والمشاركة في سد الفجوة الموجودة بين مخرجات التعليم وسوق العمل.
* من الملاحظ أن هناك مساندة من قبل الأكاديمية لبعض الأعمال الخيرية والإنسانية.. فماذا عن هذه الأعمال؟
- في الحقيقة إن هذه الأعمال تأتي استجابة لقوله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ}، ومحاولة في طلب الزيادة التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: (ما نقص مال من صدقة بل تزده بل تزده بل تزده)؛ فقد قامت الأكاديمية مؤخراً بعون من الله بتقديم 25 منحة دراسية مجانية للأيتام قيمتها (508.750) ريالا لصالح الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان)، كما قدمت 24 منحة أخرى لبرنامج رعاية الأيتام التابع لوزارة الشئون الاجتماعية وبعض الأنشطة والفعاليات الأخرى.
ويأتي هذا الدعم والمساندة في إطار الأهداف التي وضعتها الأكاديمية منذ تأسيسها وتنفيذاً لتوجيهات رئيس مجلس الإدارة الشيخ محمد بن أحمد العواد بالاهتمام بهذه الفئات؛ فكانت جمعية إنسان من أوائل الجمعيات التي وضعت في مقدمة اهتمامات الأكاديمية من اجل تأهيل عدد كبير من هؤلاء الأيتام في اللغة الإنجليزية بما يسهل عليهم الحصول على فرص وظيفية مناسبة بإذن الله.
* التعليم الخاص متهم بأن هدفه الرئيسي الأرباح المادية فقط!! ما هو تعليقكم على هذه المقولة؟
- الهدف هو تقديم خدمة تعليمية يستفيد منها أبناء المجتمع مع تحقيق الربح الذي يضمن-بإذن الله- استمرارية هذه الجودة، وهذا الاتهام نشأ نتيجة لأسباب تاريخية توارثتها الأجيال.. ولكنك اليوم ترى المدارس والأكاديميات والمعاهد الأهلية لها لوائح تنظيمية منها إنشاء المؤسسات التعليمية التي تتوافر بها أحدث التقنيات التعليمية التي تفيد المتدربين وتقوم باستقطاب أكفأ المحاضرين.. وكل ذلك ينعكس على المخرجات ويستفيد منه المجتمع.
ولكن هذا لا يعني انه لا يوجد هناك بعض ضعاف النفوس الذين يطغى لديهم هدف الربح فوق الجودة التعليمية، والله سبحانه وتعالى هو الذي سيحاسبهم يوم تُبلى السرائر.
* كيف تنظر إلى التدريب والتأهيل في المملكة مقارنة بالدول الأخرى؟
- التعليم والاستثمار في العناصر البشرية هو مصدر الثروة الرئيسي الذي يمكن من خلاله أن تتقدم الأمم.. وخير دليل على ذلك هو اليابان الذي يعاني من نقص مصادر الثروة الطبيعية فأقام حضارة ووفر رفاهية لشعبه من خلال التعليم فقط، فأرسل البعثات إلى جميع أنحاء العالم للاستزادة من العلوم لدى الحضارات الأخرى وقام بإنشاء الجامعات والمعاهد والمراكز التدريبية والتأهيلية. وشاهد آخر على تجربة تعليم نظم المعلوماتية نجد الهند مثلاً، حيث أصبح لديها أعداد هائلة من المتخصصين في هذ المجال ساهموا بتحقيق دخل قومي ضخم، وأصبحت الهند متميزة في البرمجيات من خلال الكوادر الفنية المتخصصة، مما جعلها أكبر مستودع للعقول البشرية في العالم الثالث.
ومن هنا نرى أن هناك حاجة ماسة إلى تنمية دور التعليم الفني والتقني والتأهيلي بشتى المجالات لإيجاد مخرجات تساهم في عجلة التطور في بلادنا، ولابد من تكاتف جميع الجهود للحصول على تلك المخرجات التي تحمل المهارات والمعارف اللغوية والفنية والحاسوبية التي يحتاجها سوق العمل، والسعي المستمر لمواكبة التطورات والتحولات الاقتصادية والتقنية وتطوير المناهج بما يتماشا مع هذه التحولات مع الحفاظ على ثوابتنا الإسلامية، ولست اقصد بإعادة النظر في المناهج هو موضوع الولاء والبراء لأن هذه عقيدتنا ولا نساوم عليها أحدا كائنا من كان، وكما أخبر عمر رضي الله عنه أننا قوم أعزنا الله بالإسلام وإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله، وإنما المقصود إدخال مواد تخص سلوكيات العمل ومتطلبات العصر، وكذلك الاهتمام بالمخرجات من خلال الكيف وليس الكم.
يقدر عدد مراكز التدريب الأهلية في المملكة بنحو 400 مركز تأهيل وتدريب في سوق تصل استثماراته إلى حوالي 11 مليار ريال، بما يساهم في إيجاد حوالي 20 ألف فرصة عمل سنوياً.
وأعتقد أن قرار لجنة قضية تدريب الشباب وتوظيفهم التي يرأسها سموّ ولي العهد بإنشاء 20 كلية تقنية تستوعب 60 الف شاب وإنشاء 39 معهداً تقنياً وفنياً تستوعب نحو 40 ألف شاب بالإضافة إلى التدريب المشترك بين القطاعات العسكرية والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني التي بلغت تكلفتها حوالي 3.7 مليار ريال، ستساهم بشكل فاعل في تأهيل الشباب أيضاً لإيجاد فرص العمل المناسبة.. وبالتالي القرار قرار صائب ان شاء الله إذا استُثمر الاستثمار الأمثل، وكانت هناك متابعة لتنفيذه وآلية للعمل تكون واضحة وصريحة.
* كيف تنظر إلى قضية السعودة؟ وهل ترى أن التدريب وحده كافٍ للقضاء على البطالة؟
أعتقد انه لا يختلف احد حول أهمية السعودة؛ فهي واجب نسعى عن طريقه لرفع مستوى الحياة الاقتصادية والاجتماعية من خلال استغلال الطاقات البشرية الوطنية، ودخولها في شتى مجالات الحياة العملية وعلى جميع المستويات، وهذا يتطلب مساهمة الجميع وتقديم التسهيلات المناسبة لإنجاحه.. ويجب علينا كجهات تدريبية وتأهيلية أفراداً وشركات أن نقدم العون على قدر استطاعتنا للرقي والتقدم بالمجتمع.
وعلى جانب آخر فان القطاع الخاص والحكومي أيضاً لدينا لا يزال بحاجة إلى استقطاب كفاءات خارجية لإحلال بعض الوظائف التي تتطلب متخصصين وخبراء مبدعين؛ لأننا لا نزال من ضمن دول العالم الثالث بحاجة إلى الاحتكاك مع خبراء الدول المتقدمة، بل وحتى الدول المتقدمة نفسها بحاجة إلى جلب خبراء أجانب.. ولننظر مثلاً إلى تجارب اليابان والولايات المتحدة وكندا في جلبها للعقول الخارجية وتوطينها، حيث مهدت أمامهم كل الطرق لتفتح لهم مجالات الإبداع ولتستفيد من تجاربهم وخبراتهم.. وبالطبع فقد انعكس كل ذلك بالفائدة على تلك البلاد.
وأذكر أنني كنت في زيارة لليابان فوجدت أحد الأخوة من السودان وقد هيأت له الحكومة اليابانية كل الظروف للاستفادة مما هو مبدع فيه، ومن جهة اخرى علينا أن نذلل كافة الصعوبات لأبنائنا المبدعين حتى لا نخسر خدماتهم وتستفيد منهم الدول الأخرى.. ولعل الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل خير دليل على ذلك.
ونرى أيضا أن الولاء للعمل ميزة في غاية الأهمية ومما يعزز هذا الولاء أن الموظف يعمل في وطنه وبين أهله ويهمه بالدرجة الأولى سمعته التي يسعى جاهداً من خلال أدائه بالحفاظ عليها لأنها الرصيد الأغلى له في وطنه.
وبلغة الأرقام وبحسابات عقلانية يمكن التوصل إلى أن المواطن السعودي قد يكون في النهاية أقل تكلفة من العامل الوافد وذلك بالأخذ في الاعتبار المصاريف الخفية التي تنفق على عمليات توظيف الاجانب من تذاكر السفر وتكاليف الاستقدام ومختلف البدلات.. الخ، بالإضافة إلى طبيعة المسئولية المنوطة بنظام الكفالة وقوانين العمل والعمال.
* ماذا عن أهم معوقات عملية السعودة؟؟
- مما يعوق سعودة الوظائف لدينا أمور كثيرة نحاول تلخيصها في الآتي:
- مخرجات التعليم: حيث نلاحظ أنها غير مرتبطة باحتياجات سوق العمل.. وينبغي لحل هذه المشكلة إعادة النظر في المناهج الدراسية وربطها بسوق العمل، وكذلك التركيز على التخصصات التي يحتاجها هذا السوق.. فعلى سبيل المثال جاءنا طالب من كلية علمية لا تقبل أقل من 96% وعند عمل اختبار تحديد مستوى له فكانت نتيجته غير متوقعة فقد كان في المستوى الأول.. بالتالي وبفرض أنها حالة استثنائية هل يمكن أن يكون مستثنى في المرحلة المتوسطة والثانوية وتقبله الجامعة كذلك؟!!
- الشاب السعودي نفسه ومن واجباته أن يحمل الهمَّ ويصبر ويطور نفسه قدر الإمكان وان يبدأ بأي وظيفة مطروحة وأن يقبل بالراتب المتاح، ومن المآخذ على بعض الشباب السعودي لوحظ انه في الغالب يكون بوظيفة ما في القطاع الخاص ثم تجده يبحث عن وظيفة حكومية أخرى أو شبه حكومية، وعندما يحصل عليها يترك العمل بالقطاع الخاص بدون سابق إنذار حتى لو كان الراتب أقل، وهذا يسبب عدم استقرار لصاحب العمل ويوقعه في حرج مما يضطره لتوظيف البديل وقد يكون غير سعودي.
* لكل إنسان أشخاص يؤثر فيهم ويتأثر بهم.. مَنْ أبرز الشخصيات التي لها تأثير في حياتكم؟
- كما هو معلوم أن الإنسان ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، وهناك أناس كثيرون لا يمكن للمرء أن ينسى فضلهم عليه بعد فضل الله، ولعل أبي وأمي -اللذين لن أستطيع أن أوفيهما حقهما وأسأل الله أن يرزقني برهما ويعفو عن تقصيري في حقهما وأن يمتع بهم على الطاعة- لهم الفضل الكبير بعد فضل الله، ثم أخي الأكبر عبداللطيف الذي طالما أحاطني برعايته ونصحه وتوجيهاته، وزوجتي التي وقفت معي وساندتني، وهناك الكثيرون من الأهل والأصدقاء والأقارب الذين لهم وقفات مشرفة معي لن أنساها ما حييت، وأقدم لهم شكري وامتناني وأنه لا غنى لي عن دعمهم ومساندتهم، وكما قيل في الأثر (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، وأورد على سبيل الذكر وليس الحصر فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة وسعادة الدكتور خالد بن محمد السليمان والأخ الأستاذ أحمد بن سعد أبو حيمد ورفيقي دربي الأستاذ ماجد بن علي الزميع والأستاذ خالد حماد، ولا أنسى إن نسيت أخي عبدالمجيد وعمي عبداللطيف بن إبراهيم العواد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved