* الخرطوم واشنطن لندن الوكالات:
قال كبير مفاوضي الحكومة السودانية في محادثات إنهاء حرب أهلية عمرها 21 عاماً في جنوب السودان: إن السلام في هذه المنطقة سيساعد على تركيز الجهود على إنهاء حرب أخرى في غرب البلاد، فيما أكدت الولايات المتحدة أنها تلقت تأكيدات من الخرطوم بالعمل على تسوية الأوضاع في دارفور.
وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة: إن ما يقرب من أربعة ملايين لاجئ من جنوب السودان قاموا بأول خطوة للعودة إلى منازلهم بالتوقيع يوم الأربعاء في كينيا على آخر بروتوكولات السلام بين الخرطوم والمتمردين الجنوبيين.
وقال النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه لاجتماع حاشد في وقت متأخر يوم الخميس حضره آلاف من السودانيين الشماليين والجنوبيين احتفالاً بعودته من كينيا حيث وقعت الحكومة السودانية والمتمردون الجنوبيون اتفاقات من بينها اتفاق على اقتسام السلطة: إن ثمار السلام ستنتشر إلى الغرب.
ووقعت الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان الاتفاقيات في كينيا يوم الأربعاء بشأن اقتسام السلطة وإدارة المناطق الاستراتيجية المتنازع عليها وهو ما أزال آخر عقبات أمام اتفاق شامل ووقف لاطلاق النار.
ولا تشمل هذه الاتفاقات صراعاً يحتدم منذ أكثر من عشرة أعوام في منطقة دارفور في غرب السودان وتسبب في تشريد مئات الآلاف من أبناء المنطقة. وقال طه للحشد الذين كان بعضهم يرقصون فرحاً: إن إحدى ثمار السلام سيكون إطفاء الصراع في دارفور وأن ما تحقق في الجنوب سيساعد على تركيز الجهود على إطفاء الصراع في غرب السودان.
وأضاف قوله: (سنطفئ كل نيران الحرب والفرقة... وسنبدأ غداً تركيز جهودنا لطي صفحة الحرب في دارفور كما طويت صفحة الحرب والقتل في الجنوب).
وشارك في الاجتماع الحاشد في الخرطوم ممثلون عن قوات الدفاع الشعبي وهي ميليشيا حكومية كانت تقاتل في الجنوب.
وخلال هذه الاحتفالات ارتفع علم المتمردين الجنوبيين السودانيين رفع للمرة الأولى في الخرطوم. وردد المتظاهرون (يعيش السودان الجديد) و(نعم للسلام، نعم للسودان الموحد). وساروا إلى ساحة قريبة من القصر الجمهوري حيث انضم إليهم متظاهرون آخرون. إلى ذلك جددت الولايات المتحدة إشادتها بالاتفاق الجديد. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية سكوت ماكليلان: إن الأمر يتعلق (بمناسبة وحيدة لسودان موحد كي يضع جانباً من ماضيه المضطرب والتقدم على طريق الاستقرار والازدهار والمصالحة).
واعتبر أن هذه الاتفاقات يجب أن تفتح أيضاً الطريق أمام تسوية أزمة دارفور، غرب السودان، الذي أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم حسب الأمم المتحدة.
وأضاف (ندعو الحكومة السودانية إلى الاعتماد على الدفع الإيجابي لاتفاق السلام من أجل وضع حد للأزمة الإنسانية المأساوية وحقوق الإنسان في دارفور).
وقال تشارلز سنايدر مساعد وزير الخارجية الأمريكي: إن الزخم من أجل التوصل إلى اتفاق جديد في غرب السودان جاء بعد أن وقعت الحكومة يوم الأربعاء اتفاقاً منفصلاً مع المتمردين بشأن الحرب الأهلية الطويلة الأمد في الجنوب.
وقال المسؤول الأمريكي الكبير المختص بشؤون أفريقيا للصحفيين: (إنني أتطلع حقاً إلى أنباء جيدة... غداً أو اليوم التالي لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال سنايدر: إن الحكومة السودانية أكدت له أنها مستعدة للتوصل إلى اتفاق على (آلية تنفيذ) ستجعل الهدنة تصمد وتسمح بمراقبة دولية كاملة في غضون شهر.
وقال سنايدر: (اعتقد أننا سنرى تحولاً في دارفور... إنني متفائل أن نيفاشا ستبدأ في أحداث تحول (في دارفور)...هناك حمى سلام في الخرطوم).
وأضاف سنايدر (لا يمكنك أن تحصل على المكافآت ولا على السودان الجديد ودارفور تحترق وتدمي كما هو جار الآن).
كما أشادت بريطانيا يوم الخميس بتوقيع الاتفاقات مع إعرابها مع ذلك عن قلقها حيال الصراع الدائر في منطقة دارفور.
|