أحد أهم الأسباب التي دفعت الأسرة الدولية إلى مواجهة نظام جنوب أفريقيا العنصري هو انتهاج ذلك النظام المقبور، أسلوب الفصل العنصري وعزل المواطنين الأفارقة السود عن المستوطنين البيض واعطاء امتيازات للبيض على حساب المواطنين الأصليين من الأفارقة.
هذا الأسلوب يطبق وبصورة حرفية تماماً في فلسطين المحتلة من قبل الكيان الصهيوني، بل وبصورة أبشع وأكثر دموية، فالصهاينة انتهجوا أسلوب التصفية الدموية للفلسطينيين، وتجويع الأهالي الفلسطينيين وتهديم منازلهم وحصرهم في مجمعات وعزل مدنهم، ولأن الأسرة الدولية (جُنِّبَتْ) حتى الآن فقد تمادى الإسرائيليون إلى حد الإعلان رسمياً بانتهاج سياسة الفصل العنصري، وكشف عدد من وزراء شارون عن مطالبات بأن تكون هذه هي السياسة المعتمدة من قبل الكيان الإسرائيلي؛ فقد طالب وزير المواصلات الإسرائيلي اليميني المتطرف، (افيغدور ليبرمان)، زعيم حزب الترانسفير المعروف ب(الاتحاد القومي) بث سمومه ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 بتهجير الفلسطينيين من أرض آبائهم وأجدادهم.
ففي آخر (تقليعة) يقترحها هذا الوزير المتطرف، في خطة مسمومة، يقول انه سيعرضها على رئيس الحكومة الإسرائيلي، اريئيل شارون، للفصل التام بين العرب واليهود: طالب بتهجير 90% من المواطنين العرب من داخل أرضهم المحتلة عام 1948 إلى الدولة الفلسطينية التي ستقوم في الضفة الغربية، واستبدالهم بقسم من المستوطنين الذين لابد من عودتهم إلى إسرائيل، حسب قوله..
ويقول هذا العنصري في لقاء صحفي مع صحيفة تل أبيب العبرية: إن منع استمرار الصراع، يحتِّم الفصل بين الشعبين فهذا هو برأيي الأمر الوحيد الذي يمكنه أن يحقق الاستقرار، على غرار ما حدث في قبرص..
ويعتبر هذا الوزير الصهيوني ليبرمان أن المواطنين العرب داخل الأراضي المحتلة عام 1948 (إسرائيل)، الذين يسميهم (عرب إسرائيل) بأنهم يشكلون المشكلة الأساسية، ولذلك يجب أن يشملهم الفصل.. قائلاً: انه يتحدث عن استبدال أراضي واستبدال مواطنين، وان هذا هو الحل الوحيد، برأيه.
ولا يرفض ليبرمان استبدال عرب الداخل بالمستوطنين، ويرى أن (عرب المثلث، أم الفحم)، و(90% من عرب إسرائيل) سيضطرون إلى ايجاد أنفسهم في ذلك الكيان الذي سيقوم هناك (الدولة الفلسطينية) وليس داخل الدولة (إسرائيل)، لكن جانباً من يهود ييشاع (المستوطنون) سيضطر للعودة إلى إسرائيل.. ويقول هذا العنصري: انه على استعداد لإخلاء منزله في مستوطنة (نوكاديم اليهودية) إذا تمت الموافقة على خطته..
ويشمل اقتراح هذا الوزير نقل عرب سخنين وعرب يافا وعكا، وكل العرب في الداخل، بدون استثناء كي يضمن دولة يهودية صهيونية..
وحين يسأل عن شعوره لدى فوز فريق اتحاد سخنين العربي بكأس الدولة العبرية، قال: انه شعر بأن هذه هي مسألة رياضة فقط.. ويقول إن فريق اتحاد سخنين يجب أن لا يمثل إسرائيل ويلعب في الدوري الإسرائيلي، وإنما في الدوري الفلسطيني وباسم أبناء نابلس..!!
هذا ويستدل من معطيات نشرتها دائرة الاحصاء المركزية الإسرائيلية مؤخراً، عرضتها (الجزيرة): إلى أن عدد سكان دولة الاحتلال الإسرائيلي وصل إلى (6.5 ملايين نسمة)، تشكل نسبة اليهود من بينهم 81%، أي (5.3ملايين شخص).. ويسكن داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي (1.2) مليون شخص من العرب مسلمين ومسيحيين ودروز وشركس، ويعيش في دولة الاحتلال (225 ألف شخص) لا ينتمون إلى أي ديانة حسب سجلات وزارة الداخلية الإسرائيلية.
|