* الجزيرة - خاص:
زعمت الشرطة الإسرائيلية في كذبة مفضوحة قيام السلطة الفلسطينية بتهريب مقاتلين فلسطينيين إلى داخل إسرائيل بواسطة سيارات إسعاف مزيفة.. وتروج الشرطة الإسرائيلية بأنها ألقت القبض على شبكة فلسطينية عملت على تهريب ضباط فلسطينيين من السلطة الفلسطينية، ضمنهم ضباط من القوة الـ 17، إلى داخل إسرائيل بواسطة سيارات إسعاف مزيفة. وتزعم الشرطة في دولة الاحتلال انها ألقت القبض على شخص واحد وأنها تخطط للمزيد من الاعتقالات في الأيام القريبة.
وحسب ما رشح من معلومات مصدرها الشرطة أنها قبضت على مواطن فلسطيني من بلدة العيزرية، قضاء القدس المحتلة، والذي يحمل بطاقة هوية إسرائيلية، وحسب الشرطة الإسرائيلية: انتحل هذا المواطن الفلسطيني شخصية سائق سيارة إسعاف.. وجاء في مزاعم شرطة الاحتلال: انه عمل على نقل فلسطينيين في سيارة الإسعاف بعد أن تظاهروا بالمرض وتم وصلهم بالأجهزة الطبية داخل سيارة الإسعاف وتزويدهم بوثائق مزورة.. وكانت قوات
الاحتلال الإسرائيلي تحاول جاهدة خلال الفترة الماضية الترويج لفرية أخرى مفادها، قيام الفلسطينيين بتهريب أشلاء الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في حي الزيتون بمدينة غزة داخل سيارات الإسعاف التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ما نفته الوكالة الدولية جملة وتفصيلا.. كما وتروج دولة الاحتلال الإسرائيلي بين الفينة والأخرى كذبة قيام الفلسطينيين بتهريب أسلحة قتالية داخل سيارات الإسعاف..
وفي تعقيب أولى على هذه المزاعم الصهيونية، قال د. صائب عريقات، وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني: هذه محاولة أخرى لإضعاف الصليب الأحمر والهلال الأحمر الفلسطيني.. مضيفا: لا أعرف لماذا تظهر هذه الاتهامات في كل مرة من جديد، في حين لا تمكن إسرائيل حتى المرضى من الوصول إلى المستشفيات.. وفي هذا السياق، قال د. جواد الطيبي، وزير الصحة الفلسطيني ل الجزيرة: يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي يريد بترويجه لهذه الأكاذيب أن يلفت أنظار العالم عن الانتهاكات المتكررة والمستمرة بحق الطقم الطبية الفلسطينية وسيارات الإسعاف التي لم تسلم من بطشهم وقصفهم، مؤكدا ل الجزيرة: أن عدد شهداء الطواقم الطبية وسائقي الإسعاف الذين سقطوا على يد القوات الإسرائيلية وصل إلى أكثر من (30) شهيد.. وأصيب من الطواقم الطبية أكثر من (450) طبيب وممرض ومسعف.. وأكد الوزير الفلسطيني على أن قوات الاحتلال دمرت (40) سيارة إسعاف، فيما تضررت (150) سيارة إسعاف أخرى نتيجة للقصف أو إطلاق النار.. وسجلت وزارة الصحة الفلسطينية (400) اعتداء على سيارات الإسعاف والمسعفين، وأعاق جنود الاحتلال سيارات الإسعاف أكثر من (1500) مرة ليحولوا بينها وبين أن تصل إلى المصابين والمرضى.. فيما اعتدت قوات الاحتلال بإطلاق النار والقصف والاقتحام أكثر من (350) مرة على المستشفيات والعيادات الطبية الفلسطينية..
وعن عدد الحالات التي توفيت على الحواجز والمعابر الإسرائيلية، بسبب منع سيارات الإسعاف من تأدية مهامها الإنسانية، قال وزير الصحة ل الجزيرة: توفي منذ مطلع انتفاضة الأقصى وحتى وقت قريب أكثر من (112) حالة مرضية على الحواجز والمعابر الإسرائيلية التي وصل عددها إلى (757)، نتيجة لمنعها من الوصول للمستشفيات وللمرافق الطبية.. من هؤلاء المتوفين على الحواجز (30 طفل)، و(32 سيدة)، و(50) من الرجال.. وأضاف الطيبي: منذ تفجر انتفاضة الأقصى المجيدة في الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول عام 2000، توفي (33) جنين فلسطيني جراء الولادات على الحواجز الإسرائيلية المقامة على مداخل المدن والقرى والبلدات الفلسطينية، نتيجة لمنع سيارات الإسعاف من نقل الأمهات الفلسطينيات إلى المستشفيات، فيضعن المواليد في سيارات الإسعاف، وأخريات يضعن في البيوت نتيجة الحصار وحظر التجول المفروض على العديد من المدن والقرى الفلسطينية.. ونوه الطيبي إلى أن ممارسات وإجراءات الجنود الإسرائيليون التعسفية على الحواجز وعلى مداخل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، ونتيجة لإقامة جدار الفصل العنصري، أدت إلى عرقلة عمل الطواقم الطبية ولجان الإسعاف، ما تسبب في وفاة عشرة مواطنين فلسطينيين من مرضى الفشل الكلوي، الذين يحتاجون لإجراء عمليات غسل الدم بشكل دائم، فالاحتلال هو السبب المباشر لوفاة هؤلاء العشرة.
|