Saturday 29th May,200411566العددالسبت 10 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

جداول جداول
**** وطننا وخطأ التصنيفات ****
حمد بن عبدالله القاضي

**** كل يوم أجدني أميل إلى رأي الرجل الحكيم نايف بن عبدالعزيز بعدم صحة وجود تصنيفات في مجتمعنا مثل (علماني) و(إسلامي) وغير ذلك..!
وأجدني في هذه المرحلة من أشد الناس إيماناً بخطأ هذا التصنيف الذي خطأه الأمير نايف ومن قبله موحد هذا الكيان عندما عرض عليه زعيم الإخوان المسلمين آنذاك إنشاء حزب للإخوان المسلمين في بلادنا فرد -رحمه الله- بصدق المؤمن المستشرف للمستقبل: (كلنا في هذا الوطن إخوان مسلمون).
وقد صدق. أجل, إننا كلنا مسلمون متمسكون بثوابت ديننا ووطننا التي لا مساومة عليها -كما قال سمو ولي العهد- وقد يجتهد أحد بل قد يشذ في بعض آرائه لكن- في تقديري- يظل مجتهداً ولديه -بحول الله- ثوابت دينية لا تتزعزع, وبالتالي فلابد أن يعود في لاحق الأيام إلى الرأي الصواب وذلك بتحقق القناعة لديه عن طريق مراجعة صادقة مع نفسه وحوار بالحسنى من قبل غيره.
إننا في هذا المرحلة مرحلة مواجهة أعتى التحديات الخارجية والداخلية أحوج ما نكون إلى الوقوف صفاً واحداً فمصيرنا واحد, ووطننا واحد وديننا واحد, وأي ضرر على ديننا أووطننا لن يمس مواطناً دون آخر فكلنا مستهدفون..!!
******
**** اليوم ليس وقت الاختلاف الذي يفرق ولا يوحد, ويضر أكثر مما ينفع كما قلت في مقالة سابقة.
وإن في (الحوار الوطني) وفي مركزه الذي قام مؤخراً أرحب مكان للحوار بالحسنى وللاختلاف لا للخلاف وللنقاش وليس للتنافر..!
إن وطننا اليوم عقيدةً وإنساناً ووحدةً وكياناً يتطلب منا جميعاً أن نقف له ومعه بنياناً مرصوصاً, لا يخترق وحدتَه عدوٌ متربصٌ بالخارج, أو عدوٌ منحرفٌ من الداخل.
إنني -بحول الله- مطمئن إلى وعي مجتمعنا, وفطرة أبنائه, وبخاصة أننا في وقت عصيب تواجه فيه بلادنا الكثير من التحديات,والعاتي من الحملات, حمى الله بلادنا وحفظها من كل سوء.
******
**** شباب ووظائف ****
**** موقفان آلماني ذات يوم:
** الأول:موقف ذلك الشاب ذي الهندام الجميل, والطلعة البهية الذي دخل عليَّ في مكتبي وهو يداعب سبحته بين يديه.. وقد جاء يبحث عن عمل, وبعد المفاهمة بيني وبينه طلبت منه أن يكتب (خطاباً) لمسؤول ذكرت اسمه له لأبعثه مع خطاب (شفاعة) من عندي, وخرج ثم عاد بخطاب وجدت فيه ما يخجل, من ركاكة الأسلوب, وكثرة الأخطاء, لقد حزنت كثيراً لأنني لا أتصور أن شاباً يحمل الشهادة الثانوية, وقد تعلم في بلد تُفْتَح فيه كل ثلاثة أيام مدرسة, ومع هذا لايستطيع كتابة خطاب بسيط حول شأن يخصه.. وبعد صمت مني وصمت أكثر من جانبه سألته, ألم تتخرج من الثانوية؟ قال: بلى ولكن لم أستفد كثيراً, وقد رفضت -غيرةً وألماً- كتابة (خطاب) له, فما جدوى تعلمه, وكيف أساعده في الحصول على وظيفة وهو غير قادر على كتابة خطاب يطلب فيه عملاً.
** والموقف الثاني: موقف شاب هو الآخر في ريعان الشباب جاء إليَّ يبحث عن عمل (مستخدم), سألته أتحمل شيئا من الشهادات الدراسية؟ فقال لي: إنني أحمل شهادة مركز التدريب, وقد تخرجت من قسم الميكانيكا, فدهشت وهو يقول هذه الكلمات.. فهو الآن بيده مهنة تدر عليه دخلاً مادياً لايظفر به الجامعي, ثم إنها تعطيه قيمة معنوية يحلم بها الكثيرون في بلد نامٍ بحاجة إلى كل يد عاملة.. وتألمت مرة أخرى.. فمراكز التدريب التي توافرت فيها أحدث الآلات, وأمهر المدربين, أوجدت لتخرج شباباً مهنيين ينتشرون في الورشات والشركات.. لأنه من الصعب - بل من المستحيل- أن تظل بلادنا معتمدة على الأيدي الوافدة طوال عمرها.
**** آخر الجداول ****
**** قال صلى الله عليه وسلم: ((عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله, وعين باتت تحرس في سبيل الله)).
****و:
بشراكم يا من تبكون من خشية الله الرحيم, ويا من تسهرون لحماية بلاد الحرمين.

ف 014766464


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved