بقلم: زايد بن مسيب لجرشي - الطائف
قال الله تعالى: { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } سورة الأنبياء (30) ..
في بلادنا عدد من الينابيع المعدنية، منها شديد الحرارة جداً، ومنها الفاتر، والمياه المعدنية كما يعرفها العالم هي: التي تحتوي على مواد معدنية في شكل أملاح ومواد كيماوية أخرى بنسب مختلفة، وقد تكون درجة حرارة تلك المياه مرتفعة نتيجة اندفاعها من أغوار بعيدة من طبقات الأرض أو لقربها من البراكين المطمورة.وبما أن في العالم ينابيع مياه معدنية عرفت شعوبها وحكوماتها طرق الاستفادة منها واستغلالها كمياه بورصة الشهيرة في تركيا.. وفيشي في فرنسا.. وفي النمسا.. وألمانيا.. وغيرها من الدول حيث يرتادها مئات الألوف من الناس للاستحمام بها طلباً للعلاج.. وخاصة المصابين بأمراض جلدية.. أو عصبية.. أو مفصلية كأمراض الروماتيزم المنتشرة في كافة بلدان الأرض.. ففي منطقة جازان كما في الأحساء مياه معدنية كثيرة في جازان تنبع (العين الحارة) المشهورة التي تقع على بعد خمسين كم تقريباً من مدينة جازان من ناحيتها الجنوبية الشرقية شمال الطريق العام المؤدي من جازان - الخوبة.. بمسافة 3كم تقريباً.
وصفها:
تنبجس هذه العين من كتلة صخرية بركانية حيث يشاهد عليها خيمة من البخار المتصاعد يرى من مسافات بعيدة، تنساب مياه هذه العين الحارة في مجرى وادي خلب (بضم الخاء المعجمة وفتح اللام).. القريب منها، وبالرغم من اختلاط مائها بماء الوادي المذكور فإن الإنسان لا يستطيع أن يستحم في هذا الماء دون تبريده لحرارة المياه، وهذه العين هي العين الثانية من نوعها التي تقع في جهة قرية (قوى) وهي أيضاً شمال الطريق العام جازان - الخوبة بمسافة 2كم الخوبة - قوى تنبع من الصخور، وتصب في مجرى وادي خلب المذكور..هذه العيون يقصدها معظم الناس من جازان والمناطق المجاورة لها للاستحمام والاستفادة من مائها المعدني،غير أن الاستفادة تحصل بالطرق البدائية، وتحت أشعة الشمس اللاذعة وفي العراء. إذ إن الضرر من ذلك يصبح أكثر حجماً من الفائدة المرجوة التي سعى لها المرء، وبما أن حكومة الفيصل لا تألو جهداً في سبيل تطوير معيشة ورفاهية المواطن في كافة المرافق.. فيا حبذا لو قامت جهة معينة كوزارة الزراعة والمياه بالاستفادة من هذه المياه ببناء أبنية وقاعات حديثة وإجراء (مغاطس) بطرق فنية صحية حتى تكون الفائدة أكبر وأعم، وأن تعمل لها دعاية لازمة.. فالأموال والحمد لله متوفرة والأفكار موجودة، والوقت معنا فلماذا لا نستفيد من كل هذا العطاء المتوفر في بلادنا فنقوم باستغلاله أحسن استغلال.
|