في مثل هذا اليوم 28 من مايو من عام 1998م، قامت باكستان بإجراء خمس تجارب نووية تحت الأرض رداً على التجارب النووية التي أجرتها الهند قبل ذلك بأسبوعين.
وأثارت هذه التجارب ردود فعل غاضبة ومخاوف في جميع أنحاء العالم من احتمال نشوب صراع نووي في واحدة من أكثر المناطق عدم استقرار في العالم.
وقال المسؤولون الباكستانيون إنه تم إجراء تلك التجارب تحت الأرض في تمام الساعة 1030 بتوقيت جرينتش في منطقة بالوشيستان بالقرب من الحدود مع أفغانستان.
وبُعيد التجارب بفترة قصيرة، وجه رئيس الوزراء نواز شريف خطاباً تليفزيونياً للأمة قال فيه إن التجارب الهندية الخمس جعلت إجراء التجارب النووية الباكستانية أمراً حتمياً.
وأضاف قائلاً: اليوم دخلنا التاريخ من أوسع أبوابه، اليوم منحنا الله الفرصة لاتخاذ هذه الخطوة والتي جاءت دفاعاً عن بلادنا. لم نُرد أبداً أن نُشارك في سباق التسلح هذا. لقد أثبتنا للعالم أننا لن نقبل ما يُملى علينا.
الدعم الشعبي
قال رئيس الوزراء إن الاجراء الباكستاني قد لاقى دعماً كبيراً من جانب الشعب، وهاجم المجتمع الدولي نتيجة لعدم انتقاده التجارب النووية الهندية.
وقال بعد خطابه القومي إنه كان على استعداد لعقد المزيد من المحادثات مع الهند حول ميثاق عدم الاعتداء.
هذا وقد كان هناك احتجاج صاخب داخل البرلمان الهندي لدى إعلان الخبر. وقال رئيس الوزراء الهندي أتال بهاري فاجباي إن التصرف الباكستاني يبرر قرار الهند بإجراء التجارب الخاصة بها.
كما سارعت الدول الغربية بإدانة العمل الباكستاني. وقال الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إن باكستان قد فوتت فرصة قيمة للغاية بعدم إبدائها أي تحفظ. وقال إن باكستان ستواجه حالياً عقوبات.
وقالت منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن التجارب كانت تطوراً خطيراً وحذرت أيضاً من فرض عقوبات على باكستان.
ومنذ تقسيم شبه القارة في عام 1947، وذلك عندما قامت بريطانيا بحل إمبراطوريتها الهندية، أصبحت الهند وباكستان عدوين لدودين. والعداوة لها جذورها الدينية والتاريخية وتلخصت في الصراع طويل الأمد على ولاية جامو وكشمير.
والآن لم يدخل الطرفان سباق تسلح نووي جديد فحسب، بل وسعا نادي القوى النووية عبر العالم، والذي يضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وكوريا الشمالية وإسرائيل.
|