في مثل هذا اليوم 28 من مايو من عام 1754م، وفي أول اشتباك في الحرب الفرنسية والهندية، هزمت ميليشيا فيرجينيا، بقيادة الكولونيل جورج واشنطن الذي كان عمره أقل من 22 سنة، فرقة استطلاع فرنسية في جنوب غرب بنسلفانيا. قتل الفرجينيون 10 جنود فرنسيين من فورت دوكوينس في هجوم مفاجئ، وكان من بين القتلى القائد الفرنسي كولون دو جومونفيل، كما تم أسر 21 جنديا.
ولقي جندي واحد فقط من رجال واشنطن مصرعه. وكانت الحرب الفرنسية والهندية هي الأخيرة والأهم في سلسلة الصراعات الاستعمارية بين البريطانيين والمستوطنين الأمريكيين من ناحية، والفرنسيين وشبكتهم الواسعة من الحلفاء الأمريكان أصحاب الأرض الأصليين من ناحية أخرى.
بدأ القتال في ربيع عام 1754، لكن بريطانيا وفرنسا لم تُعلنا رسمياً الحرب على بعضهما البعض حتى شهر مايو 1756 واندلاع حرب الأعوام السبعة في أوروبا. وفي نوفمبر 1752، تم تعيين جورج واشنطن كضابط مساعد للقائد وهو في سن العشرين في مليشيا فرجينيا الاستيطانية والتي شاركت في فحص وتجنيد وتنظيم العديد من سرايا المليشيا. وطُلب إليه أن يحمل رسالة من حاكم فيرجينيا روبرت دينويدي إلى الفرنسيين الذين يتحركون في وادي أوهيو محذراً إياهم بضرورة مغادرة المنطقة الواقعة تحت سيطرة التاج البريطاني. ونجح واشنطن في رحلته البرية المحفوفة بالمخاطر ورجع برسالة مزعجة مفادها: الفرنسيون ينون البقاء.
وفي 1754 عُين واشنطن كمقدم من قبل دينويدي وأُرسل بصحبة 160 رجلا لتعزيز موقع استيطاني معروف حالياً باسم بتسبيرج في بنسلفانيا. وقبل أن يتمكن من الوصول إليه تم تسليمه، بدون إراقة قطرة دم واحدة، إلى الفرنسيين الذين أعادوا تسميتها إلى اسم فورت دوكوينس. تحرك واشنطن على بُعد 40 ميلا من الموقع الفرنسي وبدأ بناء مركز جديد في جريت ميدوز التي أطلق عليها اسم فورت نسيستي. ومن هذه القاعدة، نصب كميناً لكتيبة من حوالي 30 جنديا فرنسيا ليوجه بذلك أول ضربة في الحرب الفرنسية والهندية. وفي 3 يوليو هبط الفرنسيون على فورت نسيستي بكامل قواتهم وبعد يوم كامل من القتال استسلم واشنطن بسبب تفوق الفرنسيين من حيث العدد والعدة. هذا وقد احتدمت الحرب الفرنسية والهندية في مكان آخر بأمريكا الشمالية لعدة سنوات. ومع توقيع معاهدة باريس في فبراير 1763، فقدت فرنسا جميع المطالبات بالجزء الرئيسي من أمريكا الشمالية شرق المسيسبي وتخلت عن لوزيانا ونيو أورليانز لصالح أسبانيا.
وبعد مرور 15 عاماً، ساهمت مرارة الفرنسيين وحسرتهم على ضياع إمبراطوريتهم في أمريكا الشمالية في تدخلهم في الثورة الأمريكية الى جانب الوطنيين على الرغم من أن الوطنيين كان يقودهم واحد من أقدم أعداء الفرنسيين وهو جورج واشنطن.
|