Friday 28th May,200411565العددالجمعة 9 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "تحقيقات"

طريق الفيل يرصد بالنقوش خطى أبرهة بقياس المؤرخ الهمداني طريق الفيل يرصد بالنقوش خطى أبرهة بقياس المؤرخ الهمداني
آثار تربة العريقة بانتظار المؤرخين والباحثين

** تحقيق :محمد البقمي
تربة أو ( دجنة) كما يحب أن يطلق عليها أهلها تعتبر من المناطق التي تكثر فيها الآثار التي لم تكتشف بعد أو التي لم يستفد منها حتى الآن التي ترمز الى الماضي وتدل على أن تربة مدينة تاريخية قد تعاقبت عليها أمم كثيرة على مر العصور القديمة ويمكن الاستفادة منها في دعم وتشجيع السياحة الداخلية حيث تقع مدينة تربة على ضفاف وادٍ من أكبر اودية الجزيرة وهو وادي تربة الذي ينحدر من اعالي السرة وينتهي في الطرف الجنوبي الغربي من هضبة نجد وتزخر حرة البقوم شرق محافظة تربة بالمعالم الأثرية القديمة التي ذكر المؤرخون ان تاسيسها وبناءها يعود الى زمن قديم موغل في تاريخ الجزيرة العربية بعضها قبل البعثة مثل الطرق المرصوفة بالحجارة التي من أهمها طريق الفيل درب الفيل وبعضها ينسب لقبيلة بني هلال مثل الآبار وبعض مجاري المياه والدوائر الحجرية واحواش الخيل والقلاع والحصون التي اتخذتها القبائل ملاذاً آمناً قبل توحيد المملكة بفترة طويلة وقد قام بزيارة تلك المواقع العديد من الباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة إلا انها مازالت في حاجة ماسة لدراسة جميع ما تحتضنه من كنوز وتوثيقها من قبل الجهات ذات العلاقة حتى يتم رصد التاريخ الحقيقي لتلك الآثار.
( الجزيرة) إيماناً منها بأهمية تلك الآثار التي تحكي تراثاً عريقاً تركه الآباء والأجداد شاهداً على حضارتهم عبر العصور الماضية قامت بزيارتها أهم المواقع:
الحباشي
ويعتبر من أشهر الكهوف في منطقة الطائف وهو عبارة عن كسر في الصخور في شبة فوهة البئر الواسعة ولا يمكن السير فيه إلا بإضاءة قوية وكان ملجئا للبادية في أوقات البرد والامطار وتعتبر من أهم مقاطع البارود في الزمن القديم، ويتميز بتكوينه الغريب الذي ينقسم الى قسمين القسم الأول: عبارة عن حفرة دائرية وسط صخور الحرة يتراوح قطرها من 13م الى 14 م وعمقها يتراوح من 6-8م، والقسم الثاني يبدأ في الجزء السفلي من الحفرة الدائرية ويمكن أن يسير الانسان بكل يسر وسهولة بسبب تدرجه من أعلى الى اسفل.وما زال غامضاً للجميع وتنسج حوله العديد من الروايات والخرافات المخيفة التي جعلت الاهالي يتخوفون من دخول الكهف بسبب الظلام الشديد عند مدخله، ويحتاج الى دراسة وافية للتعرف على جميع اسراره وظروف تكوينه.طريق الفيل ويقع في حرة البقوم 35كم شرق محافظة تربة ويعتبر هذا الطريق من الآثار والطرق القديمة في الجزيرة العربية، وطريق الفيل ( طريق الحج الجنوبي) وهو من اقدم الطرق الذي يربط جنوب الجزيرة العربية بالحجاز وقد رصفت معظم عقبات الطريق بالحجارة حيث سلكه أبرهة الأشرم عندما أراد هدم الكعبة المشرفة ومازالت آثار هذا الطريق ماثلة، ومنها بعض الكتابة والنقوش على الصخور وبعض مقاطع الطريق المرصوفة على هيئتها الاولى من حيث السمعة ومع مرور الزمن حول حجاج الجزيرة العربية اسم الطريق من طريق الفيل الى طريق الحج الجنوبي وقد لقي هذا الطريق على طول امتداده من اليمن حتى مكة المكرمة اهتمام العالم الحسن بن أحمد الهمداني فعدد مراحله ووصف محطاته وقاس مسافته عن معرفة مباشرة كما توجد العديد من الطرق المهمة التي تقطع الحرة مثل طريق رنية- تربة وطريق وادي الدواسر- مكة المكرمة.
حضن
وهو جبل معروف مشهور منذ القدم يقع بين وسط وادي تربة وبين سهول ركبة وتحيط به من جميع جهاته أرض منبسطة مما زاده بروزاً ووضوحاً وينقسم الى قسمين شمالي وهو الأكبر وجنوبي ويفصل بينهم ريع يسمى ريع حضن ويوجد بحضن أكثر من ثلاثين وادياً كبيراً وتنحدر من جهاته وتكتظ هذه الوديان بأشجار السمر والسلم وبعض اشجار السدر الكبيرة التي يتعهدها المتنزهون وتكثر الآثار والحفريات القديمة بهذا الجبل البركاني ويشتهر حضن بالمثل الشهير ( أنجد من رأى حضناً).
قصر شنقل
ويقع هذا القصر في شرق تربة على طريق ركبة من الحرة متقدمة نحو الوادي وبناؤه من الطين الحر وأنصاف جدرانه السفلي من الحجارة ومازال بعض مبانيه قائمة حتى الان ومساحته صغيرة ويظهر من بناءة أنه قلعة حرب لأن في زواياه مباني دائرية لا تستعمل غالباً للسكن واستنادا الى تاريخ بعض الحوادث فإن قصر شنقل يعود تاريخه الى النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري وشنقل قرية أثرية تلوح على جدرانها كثير من مباني الكبرياء وتصور التاريخ وعبرة الزمن.
منيف
هو موقع أثري قديم وقعت على أرضه معركة تربة الشهيرة بتاريخ 25 شعبان 1337هـ ويقع على ضفاف الوادي تربة من الجهة الغربية وهو احد الحصون وقصر الحكم بتربة.
سوق رمادان
بني من جريج النخل ثم احترق حتى صار رماداً وبعد ذلك أقيم على هذه الأنقاض مدينة من الطين وكان رمادان يضم أحياء مكتظة بالسكان وله سور ببوابتان شمالية وجنوبية تسمى ( بالدروازة) وكان لكل دروازة مسهر ( برج مراقبة) خوفاً عليها من الهجمات لأن الجزيرة كانت قبل الحكم السعودي عبارة عن عصابات نهب وسلب ولا حياة فيها إلا للأقوياء وبه سوقان سوق خاص بالرجال وسوق خاص بالنساء.
آبار مطوية
كما يوجد بها العديد من الآبار الجاهلية المطوية والمرصوصة من صخور الحرة وقد اهتم بناتها بالقوة والإتقان دون الجمال ومازال البدو الرحل والأهالي يستخدمونها كمصدر لشرب مواشيهم في وقتنا الحاضر.
الحصون والقلاع
كما يوجد في حرة البقوم العديد من الحصون والقلاع الأثرية التي شيدت بالطين والحجر في الأماكن المرتفعة بسبب عدم توفر الأمن في تلك العصور حيث شيدت في أعلى نقاط الحرة منها ما بني على دور وما بني على دورين وسقفت بجذوع وسعف النخيل ووضع بأعلاها فتحات استخدمت لمراقبة الغزاة حيث كان ما يسمى بالحبور والسبور يجلسون في الدور العلوية ويراقبون الغزاة ويخبرون بهم ومازالبعض تلك الحصون صامداً وشامخاً في وجه عوامل التعرية والبعض الآخر شارف على الانهيار بسبب الأهمال.وأثناء وأثناء الجولة رصدت عدسة (الجزيرة) رسومات ونقوشاً كثيرة على الصخور تصور الرحيل والصيد وبعض أنواع الحيوانات التي كانت تعيش في تلك المنطقة مثل النعام والغزلان والوعول وطائر الحباري كما توجد بعض الكتابات العربية الإسلامية التي تدل على أنها كتبت في بداية الإسلام وبعض الكتابات التي لم نستطع أن نفك طلاسمها ونعرف أهدافها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved