* حوار- سامي اليوسف :
يظل الشيخ فيصل بن محمد الشهيل واحداً من ألمع وأبرز القيادات الإعلامية في المملكة العربية السعودية..
صاحب باع طويل من التجربة الميدانية والخبرة المتنامية في قطاع المؤسسات الصحافية.. ناهيك عن قامته السامقة.. في مجال الرياضة والأندية..
الجزيرة، اليوم، والرياضي.. شهود عيان لتجاربه وخبراته في الإعلام المقروء.
الهلال والنهضة بالإضافة إلى الكم الكبير من بطاقات العضوية الشرفية لعديد الأندية المحلية.. عنوان متجدد لتواجده المهم في مجال الرياضة السعودية..
الحوار يتجدد دائماً مع معاليه.. ويبقى الحديث ذا شجون عندما نلتقيه.
الاستثمار الإعلامي
** لقد خضت تجربة الاستثمار في المجال الإعلامي تحديداً عبر الصحافة المتخصصة.. من خلال صحيفة (الرياضي).. بماذا خرجت من هذه التجربة خاصة بعد أن انتقلت ملكية الصحيفة التي أسستها إلى جهة أخرى؟
- التجربة الإعلامية وخصوصاً الإعلام المقروء أو الإعلام الرياضي بالذات ليست بالجديدة بالنسبة لي.. ومساهماتي كانت بدايتها في مؤسسة (الجزيرة) وعملت كإداري وعملت كمشرف على التحرير في جريدة الجزيرة ومن ثم جريدة اليوم أيضاً مشرف عام على التحرير وعضو مجلس إدارة مساهم وفي صحف أخرى منها الوطن.. وقمت بتأسيس جريدة الرياضي مع بعض الإخوة وهي صحيفة متخصصة في الرياضة بالذات وصار عمرها الآن تسع سنوات.. والآن انتقلت ملكيتها إلى جهة أخرى وأتمنى لهم إن شاء الله التوفيق وقد رأيت وقرأت أول عدد صدر لها بعد التوقف وبعد نقل ملكيتها إلى الجهة التي اشترتها.. وكل ما أتمناه هو التوفيق لها والاستمرارية بنفس الاسم ونحن مؤسسون لها ونتابعها ولا نزال نحب جريدة الرياضي كأنها مولود جديد..
ويردف الشيخ فيصل الشهيل قائلاً: (كانت بدايتي مع الصحافة كهواية منذ أيام المدرسة الثانوية وكنت محباً للاطلاع خصوصاً على الصحف.. وكان في المدرسة نشرات أو صحف حائطية وكنت أكتب فيها بعض المقالات على حسب مقدرتنا طبعاً في ذلك الوقت في اللغة العربية لأن المدراس التي درسنا فيها كانت أجنبية ورغم ذلك كان هنالك لغة عربية وكان أستاذ اللغة العربية يشجعنا مثل أي مدارس نموذجية حسب هواية الطالب ونشاطه إن كان رياضياً أو صحافة أو علوماً أو أي أنشطة وهوايات أخرى متعددة.. وكنت أركِّز على النواحي الصحفية..
وإبان فترة دراستي الثانوية في بيروت كان يتوفر إعلام مسموع وإعلام مقروء فكنت أميل إلى الإعلام المقروء.. وكانت الصحافة في بيروت متعددة الاتجاهات ومتنوِّعة فيها الفن والاقتصاد والسياسة وجميع أنواع الصفحات كان ذلك في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات الميلادية.
وبعد أن أتيت إلى المملكة بعد التخرُّج كان ابن خميس صاحب مجلة (الجزيرة) وكانت آنذاك مجلة أسبوعية وليست صحيفة يومية.. ومع صدور القرار بتأسيس المؤسسات قام هو باختيار مجموعة أسسوا معاً مؤسسة (الجزيرة) فاختارني وكنت حينها مدير عام موانئ وكان هو وكيل وزارة المواصلات في ذلك الوقت.. وتولَّى ابن خميس منصب المدير العام وعبد العزيز السويلم منصب رئيس التحرير.. وبعدها استقال الاثنان من منصبيْهما وتوليت بعدهما المهمتين معاً أي مدير عام ورئيس تحرير.. وكانت المسألة مقدور عليها إلى جانب الوظيفة كون (الجزيرة) كانت مجلة أسبوعية وليست صحيفة يومية..).
** هل كان تأسيسك ل(الرياضي) سعياً للهدف الربحي أو المادي أم لإشباع هوايتك الصحفية التي تنامت معك منذ الصغر؟!
- والله هذا السؤال في محله لسبب واحد.. لأنه إن لم يكن هدفك ربحياً هذه الأيام فلن تستطيع الاستمرار.. لكن بالنسبة لنا لم يكن الهدف ربحياً 100%.. وأكذب عليك إذا قلت لك ما في هدفنا نسبة من الربحية للاستمرارية لكن كان لنا هدف آخر أسمى من الربحية.. لكن كما ذكرت لك الهواية والمحبة للصحافة كانت الدافع وقد شاركني بعض الإخوة هذه الهواية أو هذا التوجه بالأحرى واستمر الحال لمدة تسع سنوات ولكن الأمور تطورت بغير المفهوم الذي بدأنا فيه.
فالرياضة على سبيل المثال كانت المنافسة الصحافية فيها ترتكز على الأخبار وتحليل المباريات التي يقبل عليها القارئ لكن وجود الفضائيات صارت فيها اللقطات وحتى الإعادة البطيئة والتسابق نحو إرضاء المشاهد بالإضافة إلى التعليقات والمداخلات والإنترنت الآن أسهم كل هذا بدون شك في التأثير على قارئ الصحيفة.
والتأثير الثاني أنه صار الآن فيه منافسة قوية بدفع رؤوس أموال كثيرة يعني الصحف الأخرى المنافسة رفعت رأس مالها أضعافاً مضاعفة وليس الضعف فقط.. فأصبحنا بين احتمالين.. إما أن نرفع رأس مالنا حتى نستطيع الاستمرارية في الميدان أو نشوف أسلوباً آخر.. ويبدو أننا أخترنا الطريق الثاني.. لأنه في الحقيقة لم نستطع تحقيق رأس المال المنشود لتطويرها.. فلقد كان هدفنا (16) صفحة بالألوان وطباعة في ثلاث مناطق.. ونحن تمكنا من طباعتها في منطقتين لكن أيضاً أجور الطباعة كانت مرتفعة جداً.
** معنى كلامك.. أن الرياضي توقفت أو قررّتم بيعها لأسباب فشلها مادياً؟!
- هي قد تكون فشلت مادياً أعترف بذلك.. لكن مهنياً هي ناجحة والدليل على ذلك استمرارها (9) سنوات.. نحن الآن دخلنا السنة التاسعة.. وهذا دليل على نجاحها.. يعني في البدايات كانت في صعود ثم هبوط ثم صعود مرة أخرى لكن استمرارية الصرف عليها مثل ما ذكرت لك سابقاً.. في ظل التطورات في الساحة الإعلامية طبعاً أثرت بدون شك.. وإذا أخذت الأمور على أساس الفشل أو النجاح.. فهي نجحت واستمرارها (9) سنوات يعني نجاحها لكن فشلنا من الناحية المادية لأنه لم نستطع تأمين رأس المال لتطويرها لنواكب النهج الجديد والتطوير.
** ألم يكن للجانب التحريري دور في هذا الفشل؟!
- نعم.. لفترات معينة أعترف بذلك.. لقد اعتراها وهن بعض الشيء لكن لم يكن هذا هو الأساس.. كنّا نعرف السبب.. إنها كانت تحتاج إلى رأس مال.
** وماذا عن علاقتكم بها الآن هل لكم نسبة شراكة أم أن العلاقة انتهت تماماً؟!
- لا.. لا.. لا توجد نسبة شراكة ولكنهم أصدقاء لنا ومتعاونون حتى الآن إلى أن تنتهي العلاقة 100%.. طبعاً هناك أشياء قائمة بيننا وبينهم في الوقت الحاضر لكن هذه الأمور متفق عليها ولم يجر أي خلاف بيننا وبينهم.. بالعكس هم جماعة من الأخيار.. وجماعة لهم خبرة سابقة وأنا مسرور جداً (كررها مرتين) على أساس أن الجريدة مستمرة بنفس الاسم.. وهي شكلاً تغيَّرت وتطورت وتم زيادة عدد الصفحات والتوزيع وهذا شيء يبشِّر بالخير.. وأنا أعتبرها ما زالت جريدتي وحقيقة لا أنسى مساهمات الآخرين معي في السنوات السابقة سواء من محررين أو إداريين بدون شك.
** هل لك أن تخبرنا بكل صراحة عن مشاعرك عندما تصفحت العدد الأول بعد انتقال ملكيتها؟
- والله يا سامي أنا مسرور صدقني أولاً لاستمرارها كما قلت لك بنفس الاسم.. وثانياً لظهورها بثوبها الجديد.. ولا بد من مرور بعض الزمن وبعض الوقت كي نستطيع الحكم عليها..
** ما رأيك بتولي رئاسة تحريرها صحافي مخضرم وخبير مثل عبد العزيز شرقي؟
- بدون شك عبد العزيز شرقي صحفي بارز له خبرة في هذا المجال ويكفي أنه أول رئيس تحرير لجريدة متخصصة في الرياضة.. (يقصد جريدة الرياضية)..
** بما أن لك باعاً طويلاً في مجال العمل الإعلامي عبر الصحافة في الإدارة والتحرير وها أنت قد أصبحت من المؤسسين. نود أن نعرف رأيك بنظام المؤسسات الصحفية في المملكة؟
- طبعاً نظام المؤسسات الصحفية في المملكة صدر إبان عهد الملك فيصل - رحمه الله - وكان وزير الإعلام آنذاك جميل الحجيلان وهو من خيرة وزراء الإعلام أو هو المؤسس لوزارة الإعلام.. في الواقع أن النظام الذي وضع في ذلك الوقت إذا نظرت إلى مواده تجد أولاً أن المؤسسات يجب أن لا تكون ربحية.. والربح يجب أن يطور الجريدة.. كيف يطور الجريدة؟!
من خلال المطابع والمقر.. ثانياً بالنسبة للتصويت فإنه ليس حسب عدد أسهمك.. مثلاً أنت تساهم بمليون ريال والثاني بـ(100) ألف ريال.. فأنت وأبو مئة ألف متساويان في الصوت كلاكما له صوت واحد وهذه خطوات إيجابية.. ثالثاً وهو الأهم.. أنه توجد مواصفات ومعايير لدخول المؤسسة الصحفية.. لا بد أن تتوفَّر الخلفية الثقافية والمؤهلات وأن تكون الشخصية بارزة اجتماعياً أو لها سابق خبرة وتجربة في هذا المجال.. وأن تكون لديه الرغبة.. أعتقد أن هذه الأمور التي وضعت في نظام المؤسسات الصحفية سابقاً بمثابة النظام الجيد.. وكان معاليه هو السبَّاق لهذا النظام فلم يسبق لدولة عربية وضعت مثل هذه الشروط.. فلقد كانت الصحافة قائمة على الأفراد وكان صاحب الجريدة أو المطبوعة بالأحرى إن كانت مجلة أو جريدة هو الذي يتصرف.. لكن عندما تحولت العملية إلى نظام مؤسسات أصبح هناك نظام وتنظيم.. وأصبح هنالك رئيس تحرير يأتي اختياره بالانتخاب وكذلك الحال بالنسبة للمدير العام.. فأصبحت المسألة في الصحافة لها نهج معين وسياسة لا تميل مع فرد معين أو مع أحد الأعضاء المؤسسين أو مجلس الإدارة.. وأعتقد أن الصحف عندما تطورت في هذا المجال.. قدمت الدولة أراضي للمؤسسات الصحافية ونستطيع القول إن 90% من المؤسسات الصحفية نهجت نفس الأسلوب والطريقة التي رسمتها وزارة الإعلام سابقاً والتي كانت ترمي إلى تطوير المؤسسات من الداخل.. من حيث المقرات والمطابع.. وكل المؤسسات قامت ببناء مبانٍ ضخمة نفتخر ونعتز بها.
ثم نأتي من ناحية التنافس الإعلامي.. يوجد تنافس شديد طبعاً.. ولو أخذت الإعلام المقروء في السعودية.. نجد أنه متقدَّم أكثر بكثير من بعض الدول في المنطقة العربية.. إن كان من حيث الطباعة أو من حيث المضمون.. كما أن الصحف أُعطيت (بالضم) نوعاً من مساحة حرية الرأي للانتقاد وهذا شيء طيب.. انتقاد وزارات ومسؤولين.. وبدأت الصحافة لدينا تتطور حتى تفكيرها تغيَّر.. وهناك الآن كتَّاب جيدون وممتازون.. وكل جريدة أو مؤسسة تسعى إلى فتح مكاتب في مناطق المملكة المختلفة وأصبحت بعض الجرائد تطبع في أكثر من مكان واحد وزاد التنافس.
** هل توجد لديكم مقترحات بشأن تطوير النظام المعمول به في المؤسسات الصحفية بحكم خبرتكم وتجربتكم العريضة؟
- كلما مرت فترة من الزمن لا بد أن يتم إدخال بعض التعديلات حسب الظروف المستجدة في الساحتين العالمية والعربية وحتى الساحة المحلية.. وأعتقد أن وزارة الإعلام تسعى إلى الوصول إلى هذه النقطة وقامت بتعديل بعض ما هو موجود في نظام الصحافة والآن توجد جمعية للصحافيين وأنا متفائل فيها إن شاء الله ودعنا نترك جانباً الصراع اللي صار نحو الانتخاب ولكنها خطوة إيجابية مهما كانت.. لكن ثمة نقطة ضعف تتعلق بوضع الصحفي نفسه.. وعلاقته بالجريدة أو الصحيفة.. أنا أعتقد الجمعية مهمتها إيضاح هذه النقطة.. علاقة الصحفي بجريدته.. لكن مجرد تكوين جمعية للصحافيين هي خطوة إيجابية للأمام.
ويتابع قائلا: (أنا أعتقد أن الذين بادروا في تأسيس الجمعية لهم الحق أن يكونوا مؤسسين ولا يمنع أنا كصحفي حتى لو لم يتم اختياري أن يكون هناك جمعية على الأقل لمدة (4) سنوات.. حتى لو بدون انتخاب.. فالقادم من السنوات كفيل بأن يجعل الفكرة تتبلور وتتضح الأمور.. فتصبح هنالك شروط توضع لعملية الانتخاب في الدورة القادمة.. فكل تأسيس لا يمكن أن يجيء من طريق شوشرة وثرثرة ومنافسات حادة.. أنا برأيي يتم اختيار مجموعة مختارة تمثل نخبة من الصحافيين أو رؤساء التحرير ومعهم محررون آخرون لو أن عددهم أقل أو حتى بدون انتخاب يؤسسون ثم ينطلقون حسب وضع الجمعيات الصحفية الأخرى..
** لو عدنا بالحديث عن الإعلام الرياضي.. وأنت الذي عايشته عن قرب.. كيف وجدته خلال التسع السنوات الفائتة؟!
- صعب تحليل الوضع الرياضي أو الإعلام الرياضي في المملكة.. توجد فيه إيجابيات كثيرة جداً وفيه سلبيات طبعاً.. ومن واقع خبرتي. أقول إن الصحافة يجب أن تلقي الضوء على مشاكل الأندية وعلى مشاكل الشباب وعلى المشاكل والأمور الاجتماعية أيضاً.. لكن من هذه النواحي نحن مقصرون يعني خصوصا فيما يتعلق بالوضع الاجتماعي.. مثلاً الشباب يجب أن نعرف أن الشباب ليس كرة قدم فقط.. هنالك ألعاب وأمور أخرى.. أين اللقاءات أو المقابلات مع طلبة المدارس؟ أين التركيز على النواحي الاجتماعية؟ ومشاكل الطلاب والمشكلات بين الأسرة والمدرسة؟.. ماذا يحدث للطلبة بعد التخرُّج وقبل التخرج أثناء الدراسة؟.. كل هذه الأمور الصحافة مقصرة تجاهها.. يجوز أن الصحافة ركَّزت فقط على كرة القدم.. ويمكن أن الصحافة هي تعكس نظرة المجتمع.. ونظرة المجتمع كانت بكل أسف كرة قدم فقط.. وطبعاً الأندية منصوص عليها ثقافي، اجتماعي، رياضي.. يعني ليست فقط رياضي.. والإعلام قد يُلام لتركيزه فقط على النواحي الرياضية فقط وإغفاله للجوانب الاجتماعية والثقافية.. طبعاً هنالك أندية حاولت مثل نادي الهلال وغيره اجتهدوا في هذا المجال فكانت هنالك محاضرات لشخصيات بارزة لكن كان ذلك لعدد قليل من المناسبات.. لكني كنت أتمنى أن يكون التركيز على النواحي الأخرى غير الرياضية..
وهنالك أمر آخر.. أعتبره من العقبات.. فمن المفترض أن يكون المنتسب للمجال الرياضي رياضياً بحق يتحلَّى بصفات وأخلاق وروح رياضية لكن لاحظت أن قليلاً فقط من الرياضيين ممن يتحمل النقد من الإعلام.. فمثلاً عندما تنتقد رئيس النادي يعد هذا اجتهاداً نقدِّمه من أجل إصلاح هذا النادي أو من أجل لفت النظر.. وهذا كما قلت لك اجتهاد يجوز يكون صحيحاً أو خاطئاً لكنه يظل اجتهاداً.. المفروض أن يتقبل رؤساء الأندية هذا النقد بروح رياضية.. لقد كان يأتي إلينا اعتراضات واحتجاجات ليش تنتقدون النادي.. أو ليش تنتقدون اللاعبين وأشياء من هذا القبيل.. يجوز أن الصحافة ساهمت في عدم انضباط الأندية مثلاً عندما تأخذ مقابلة أو حواراً مع لاعب ويقوم بمهاجمة ناديه فهذه من سلبيات الصحافة والأندية أيضاً.. لأن الأمور ما هي مثل أول.. فالصحافة قد تبرز سلبيات نادٍ معين من خلال مقابلة مع لاعب يكون له قضية مع ناديه دون سؤال النادي أو الاستماع إلى وجهة نظر المسؤولين في النادي.. كما أن المسؤولين في النادي لا يتقبلون النقد.
** دعني أسألك سؤالاً مباشراً.. وننتظر إجابة صريحة منك. هل تسببت (الرياضي) في فتور علاقتكم مع بعض الشخصيات الرياضية بصفة عامة أو الهلالية على وجه الخصوص؟!
- والله أنا شخصياً احترمهم وهم يحترمونني وصار أو حصل فتور لكن لم يصل إلى الشد أو درجة القطيعة أو حد المخاصمة.. لأ.. فيه عتب وبعض الملامة وهذه تصير بين الإخوة وبين الأصدقاء وأستطيع أن أعتبرها عتباً أو شيئاً من هذا القبيل لا أكثر ولا أقل.
** هل توافق الرأي الذي يقول إن الصحافة الرياضية باتت تنمي أو تعزِّز من التعصب؟
- سبق أن قلت لك إن الصحافة تعتبر انعكاساً لما يحدث داخل المجتمع.. والصحيفة تعتمد على الخبر.. فإذا وقع حدث معين إن لم تكتب عنه صحيفة سوف تبادر أخرى للكتابة عنه.. وأنا لا أؤمن بفرض القيود على الصحافة.. فالصحافة يجب أن تكون حرة.. ولا أعتقد أنها ساهمت في توتر العلاقات بين الأندية.. بالعكس الأندية نفسها وبعض رؤساء الأندية هم من يزيد التعصب مثلاً.. مهاجمة الحكام باستمرار.. ومهاجمة الصحافة باستمرار.. هذا يزيد من تعصب الجمهور.. لكن المثالية صعبة.. في هذا المجال.. أن تقول والله نحن مثاليون فيها صعوبة بدون شك في أي مجتمع ليس مجتمعنا فقط.. يمكن حالياً مجتمعنا أفضل من غيره بكثير لكن أعتقد أن الملامة تقع أكثر على رؤساء الأندية بعضهم يزيد من التعصب.. يجوز لهم أسبابهم فهم يعتقدون أنها حالة نفسية لجماهيرهم.. لإرضائهم وهذا شيء غلط.
يجب أن تكون هناك محاضرات في الأندية ندوات تثقيفية وتوعوية تخفف من حدة هذا التعصب.. وواجب الصحافة هنا أن تقف ضد تغذية أو تنمية روح التعصب.. والصحافة دائماً تعكس ما يجري على الأرض.
** الحكم السعودي يواجه أزمة ثقة.. وتم مؤخراً الاستعانة بالحكم الأجنبي.. هل تؤيِّد هذا التوجه؟
- لا والله.. أنا دائماً مع الحكم المحلي ونحن رأينا الحكم الأجنبي يخطئ في محافل عدة حتى في كأس العالم وجد خيرة الحكام وكان لهم أخطاؤهم وأنا أثق في الحكم السعودي دائماً يتحلَّى بالأخلاق الإسلامية والعادات العربية.. قد تكون هنالك هفوات وهذه تحصل في كل مجتمع رياضي لكن أعتقد أن (90%) من الحكام السعوديين شرفاء ونزيهون ويجب أن لا نهاجم الحكم حتى إن أخطأ عن غير قصد.
** ما أسباب أزمة الثقة هذه من وجهة نظرك؟
- أسبابها رؤساء الأندية مع الأسف الذين يهاجمون الحكام.. وأنا متأكد بعد فترة راح يهاجمون الحكام الأجانب.. وهذا حدث بالفعل.. بعض الحكام الذين حكموا في مباريات لأندية سعودية وليس لديهم ميول لهذه الأندية فوجئوا بهجوم.
الهلال وجماهيره
** كيف رأيت الهلال محلياً وعربياً وآسيوياً ؟
- والله خليني أتكلم عن الهلال بوجه عام.. الهلال كيان كبير ولا أقول هذا الكلام لأني أنا هلالي.. هذا الواقع وهذا الصحيح.. والكيان البارز يتعرض لنقد وإلى هزات أحياناً ينزل المستوى لكن سرعان ما تتنامى قوة أعضاء الشرف والإدارة والجماهير لحماية وصون هذا الكيان.. والهلال ينطبق عليه هذا الوصف.. والهلال مهما تعثر يظل هو الهلال.. ولو لاحظت مع بداية الدوري كانت بداية الهلال متعثرة وترتيبه متأخراً ثم دخل المربع الذهبي ولعب على عدة جبهات آسيوية وعربية ومحلية رغم خروجه المر مؤخراً -حتى على درجة الناشئين والشباب في كرة القدم تحصل على بطولة الممتاز.. وفي الألعاب الأخرى متفوِّق وحتى في النواحي الأخرى فعلى المستوى الثقافي نال الهلال جوائز ثقافية على مستوى دول الخليج.. وعلى مستوى أندية العالم.. الهلال له ترتيب في القائمة ويشاركه الاتحاد من الأندية السعودية فقط.. فالهلال كيان كبير حتى لو اختلف أعضاء الشرف أو الإدارة.. يجوز يختلفون في وجهات النظر.. يختلفون في كيفية تسيير النادي لكن لا يختلفون في التسابق على الرئاسة أو البروز على حساب النادي.. بل هم يتسابقون على إبراز النادي ودعمه.. يجوز نختلف لكن سرعان ما نتفق على خدمة النادي على عكس بعض الأندية التي تحدث فيها خلافات وتشبث بالرئاسة.. أنا أعرف لك أندية درجة ثانية كل واحد يبي يصير رئيس وهو عمره ما نجح..!!
** عاتب سمو رئيس الهلال جماهير النادي في الرياض عقب إحدى المباريات مشيداً في الوقت ذاته بجماهير الهلال في المنطقة الشرقية، بل هدَّد بنقل مباريات الفريق إلى الدمام.. ما تعليقك بصفتك الرئيس الفخري لرابطة جماهير الهلال في الشرقية؟!
- في الحقيقة أنا أشارك الأمير عبد الله في عتبه. ودعني أتحدث عن سمو الأمير عبد الله بن مساعد أولاً.. لديه روح تنظيمية ورؤية للمستقبل وهذا شيء طيب وليس لديه فكر الفوز الآني.. ودائماً يضع في الحسبان الخطط المستقبلية.. والأمير عبد الله من رؤساء الأندية الذين خططوا لخطط وتنظيم ممتاز للهلال وأعتقد لو استمر الأمير عبد الله فإن الهلال محظوظ معه.
وبالنسبة لسؤالك.. فإنني وغيري نلاحظ أن جماهير الرياض هي الأكثرية في الملعب بالمقارنة مع أي فريق آخر.. ومع ذلك تظل صامتة بانتظار الهدف وإذا كان الهلال مهتزاً فنياً داخل الملعب أثناء المباراة تبقى صامتة بعكس جماهير الأندية الأخرى التي رغم أقليتها قياساً بجماهير الهلال إلا أنها تكون ذات فاعلية في الملعب لفريقها وتجد صوتها يعلو.. والدليل على ذلك لعبة الهلال مع الزمالك في الرياض.. كانت أصوات المشجعين من إخواننا المصريين أعلى من أصوات جماهير الهلال التي كانت حاضرة بأعداد مضاعفة في الملعب.. وحقيقة هذا مو.. شيء جديد، بل من قديم بالنسبة لجماهير الهلال في الرياض.. لكن جماهير الهلال في المنطقة الشرقية.. تتميز بالتنظيم والحيوية ولهم رابطة يجتمعون بصفة دورية لديهم اسم وميزانية واجتماعات منتظمة ودورية حتى طريقة تشجيعهم تختلف.. حتى أن الأمير عبد الله أشاد بدورهم.. وأنا كهلالي أطالب جماهير الهلال في الرياض أن تشجع فريقها منذ بداية المباراة وحتى النهاية لأن ذلك يعطي دعماً للفريق ويرفع معنويات اللاعبين ويساندهم.. لكن عندما يشاهد اللاعب أثناء اللعب جمهوره صامتاً بدون تشجيع فإن ذلك ينعكس عليه سلباً.
الاتفاق والنهضة
** وأنت أحد الشخصيات الرياضية البارزة في المنطقة الشرقية.. ما رأيك بالاستقالة المسببة التي تقدَّمت بها إدارة نادي الاتفاق؟!
- الأندية في المنطقة الشرقية تعوزها المادة والدليل على ذلك أن نادي القادسية لم يستطع الاستمرار مادياً إلاّ ببيع لاعبين بارزين.. والمشكلة أنك إذا بعت لاعباً بارزاً قد يؤثِّر على مستوى الفريق.. وإذا أبقيت اللاعب أو أوعرته هنا تكمن المشكلة.. وأنا قلتها في أحد اللقاءات السابقة معكم أن أندية الشرقية تعاني من الناحية المادية.. أعضاء الشرف بكل أسف بخلاء على سبيل المثال نادي النهضة.. كل أعضاء الشرف لم يدفعوا ولا ريالاً واحداً إلاَّ واحد فقط.. يعني أنا وواحد فقط اللي دفعنا لنادي النهضة.. فهل النادي نسميه نادي الرجل الواحد..!؟.. هذا مش صحيح.
وأيضاً الاتفاق يعاني.. عبد العزيز الدوسري دفع من جيبه ومعه هلال الطويرقي والزياني.. لكن لا يمكن أن يستمروا.. مع أنهم حصلوا على بطولتين.. لكن أين هم أعضاء الشرف؟!.. وأين رؤساء أعضاء الشرف.. ما لهم أي فاعلية.. الدعم في أندية المنطقة الشرقية غير ثابت كالمنطقتين الوسطى أو الغربية.. بصراحة أندية الشرقية تحتاج إلى دعم.. طبعاً الدولة لم تقصِّر قدَّمت الإعانة ووفَّرت المنشآت والمعاملة سواسية بين الأندية.. وأندية الشرقية فيها لاعبون بارزون وأنجبت لاعبين على مستوى المنتخبات والآن يوجد لاعبون بارزون.. لكن مع الأسف في عصر الاحتراف الكل يريد أن يهرب لأن أندية الشرقية لم تدفع لهؤلاء اللاعبين البارزين.. والمبالغ أو الرواتب الشهرية والمكافآت لا تقارن بالوسطى أو الغربية.. كل هذه العوامل تؤثِّر على الأندية في المنطقة الشرقية.. طبعاً تريد أن تسألني عن عملية الإنقاذ أقول لك حاولنا في الحقيقة قدر الإمكان لكن ما وجدنا تجاوباً..
** ماذا عن استمرارك رئيساً لنادي النهضة؟
- مستحيل (كرَّرها مرتين) شخص واحد يدير نادياً.. أنا قلت لك هل نقبل أن يصبح نادي الرجل الواحد لا يمكن.. أنا قدمت استقالتي وطلبنا عقد الجمعية العمومية.. وأنا اشترطت إذا في عودة لي لنادي النهضة يجب أن يختار النهضاويون من يرون كي يساعدني في الدعم المادي.. اليد الواحدة لا تصفق.
** نشكرك في نهاية المطاف على رحابة صدرك وتجاوبك.. ونسألك: هل من كلمة أخيرة ل(الجزيرة)؟!
- أولاً شكراً على هذه المقابلة.. وبالنسبة ل(الجزيرة) فهي اسم بارز في عالم الصحافة والإعلام، وقد تطورت بقيادة الأخ خالد المالك.. ومجلس الإدارة خاصة عقب شراء المطابع والمقر الكبير.. وأتمنى لها إن شاء الله مزيداً من التطور والنجاح.
وبالنسبة للصفحات الرياضية فهي رائعة وممتازة وإن كان لي من اقتراح للأخ خالد.. فهو يتمثَّل بأن تكون الصفحات الرياضية في ملحق خاص خارج الجريدة.. يكون أفضل ويعطي الصفحات الرياضية شبه استقلالية.
|