* كتب - عيسى الحكمي:
قاد السنغالي ريتشارد مانجا نادي الشباب لبلوغ نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بعد سنوات من الغياب عندما قاده للفوز على الأهلي أمس في نصف نهائي المربع الذهبي بهدفين لهدف ليتأهل للقاء الطرف المتأهل الأول نادي الاتحاد في المباراة النهائية.
وسجل مانجا هدف الفوز قبل تسع دقائق من نهاية المباراة التي انتهى شوطها الأول بالتعادل (1-1) حيث كان الأهلي البادئ بالتسجيل عن طريق روجيرو (24) وتعادل الشباب بواسطة الغيني اترام (30).
واحتفل أنصار الشباب الذين وقفوا خلف فريقهم في مدرجات استاد الملك فهد الدولي بتأهل فريقهم وتفوق مدربهم زوماريو على مواطنه فلادمير الذي سقط في أهم مباريات الموسم ليخرج فريقه من ثالث ألقاب الموسم ويبقى أمامه فقط بطولة دوري أبطال العرب التي يواجه فيها الغريم التقليدي الاتحاد الثلاثاء المقبل.
الشوط الأول
بدأ الفريقان بتشكيل مكون من راشد المقرن وصالح صديق وعبد المحسن الدوسري وزيد المولد ولاندومارو وعبد اللطيف الغنام وحسن معاذ ومنصور الدوسري وعبده عطيف ومانجا وأترام بالنسبة لأصحاب الأرض (الشباب) ومنصور النجعي ومحمد الخليوي ونايف القاضي وحسين عبد الغني وعلي العبدلي وتيسير الجاسم وصاحب العبد الله وباولينهو وصالح المحمدي وروجيرو وكيم بالنسبة للضيوف (الأهلي).
واتسمت البداية للمواجهة التي أدارها الحكم الفرنسي (سارس) بطابع الحذر من الجانبين فقد لعب البرازيليان زوماريو (الشباب) وفلاومير (الأهلي) بطريقة واحدة (4-5-1) بتكثيف خط الوسط وزيادة التحفظ الدفاعي خشية التحول المبكر لسيناريو الأحداث، واستطاع زوماريو قراءة ما يرمي له مدرب الأهلي بالاعتماد على الجهة اليسرى حيث عبد الغني وباولينهو وكيم (الحر) وجميعهم أصحاب نزعة هجومية فأشرك لاندومارو وحسن معاذ ومنصور الدوسري ليجعلوا من تلك المساحة منطقة مغلقة أمام الأهلي ومن ثم منطلق هجمات الفريق الذي كان يسير نحو الأفضلية التدريجية محاولاً الوصول للضغط الكامل على المرمى الأهلاوي الذي رابط مدافعوه في العشر الدقائق الأولى داخل صندوق العمليات وتجلّى حسين عبد الغني في التصدي لمحاولات لاندومارو الحذرة وحسن معاذ الذي خانته الخبرة.
وطوال العشر الدقائق الأولى كان راشد المقرن حارس الشباب ضيفاً شرفياً على المباراة لعدم قدرة الضيوف على تشكيل هجمة حقيقية عكس منصور النجعي الذي ظل تحت الضغط حتى الدقيقة العاشرة التي تعد بداية المباراة الحقيقية عندما وجه مانجا رأسية هائلة إلى الزاوية اليسرى أبدع النجعي في تحويلها إلى ضربة ركنية وكرر نفس اللاعب الخطورة في غياب أترام المبكر بيد أن رأسيته هذه المرة ذهبت بعيداً عن المرمى.
نشاط أهلاوي
الأهلي نظّم صفوفه بعد مرور عشرين دقيقة وبدأ يجاري الشباب معتمداً على باولينهو وكيم اللذين قادا أول هجمة حقيقية انتهت بعرضية لباولينهو لم تجد روجيرو في الطرف الآخر!!
هدف السبق لروجيرو
وقبل اكتمال دورة الدقيقة 24 كان الأهلاويون على موعد مع هدف السبق عن طريق هدافهم روجيرو الذي تقدم من خلف الصفوف للتصدي لضربة ركنية نفذها مواطنه باولينهو وأطلقها روجيرو تصطدم بصالح صديق وتأخذ طريقها لشباك المقرن هدفاً أشعل مدرجات الأهلي.
الشباب يرد بأترام
ولم يترك الشباب الذي قدّم كرة هجومية منذ سجل الضيوف سبقهم الأمور تستمر أكثر من ست دقائق على حالها حتى عاد للمباراة بعد حملة منظمة قادها عبده عطيف بجهد فردي قبل أن يتبادل الكرة مع أترام الذي (بكعبه) وضع عطيف في حوار صريح مع النجعي سدد على إثره الأول كرة ضعيفة تابعها أترام وأكمل مسارها لمرمى الأهلي هدفاً شبابياً أعاد لأصحاب الأرض الثقة وللمباراة من جديد.
تفوق شبابي
وشهدت الدقائق الـ 15 الأخيرة من هذا الشوط تفوقاً صريحاً للشباب الذي بات لاعبوه يركزن على العمق والكرات العرضية فتوغل لاندومارو وسدد عالياً (39) وحصل حسن معاذ على مناسبة جيدة داخل الصندوق سددها بجوار القائم، وقبل دقيقة من نهاية الشوط الأول كاد قائد الشباب الغنام يضع فريقه في المقدمة برأسية هائلة اثر ضربة ركنية بيد أن يقظة النجعي أنقذت هدفاً محققاً قبل أن يتولى المدافعون تشتيت الكرة إلى ركنية لم يستفد منها لينتهي الشوط بالتعادل الإيجابي (1-1) وسط تفوق فني كبير للشباب.
الشوط الثاني
وفي الحصة الثانية واصل البرازيليان زوماريو وفلامير بنفس التشكيل بيد أن الجانب الفني بقي ضعيفاً مع زيادة مساحة الحذر والتكتلات الدفاعية حتى مضي الدقائق العشر الأولى من هذا الشوط ليظهر التفوق النسبي لوسط الشباب فما كان من مدرب الأهلي إلا الدفع بمحمد مسعد بديلاً للمحمدي الذي لم يقم مع بقية زملائه بمردود يساعد مهاجمي فريقهم على تجاوز الدفاع الشبابي.
وتأخرت الخطورة في هذا الشوط حتى الدقيقة 61 التي أطلق فيها العبدلي يسارية بجوار القائم المرمى الأيسر الشبابي، وعاد الحال بعد تلك الفرصة للهدوء الذي وصل لأعلى مستواه قبل أن تنشط المباراة في الدقائق العشرين الأخيرة التي شهدت دخول عماد صديق بديلاً لمحمد الخليوي وأعطى زوماريو بعد ذلك مباشرة الثقة لناجي مجرشي قارئاً عجز الأهلي عن بناء الهجمات ناهيك عن ضعف وسطه في ظل مجاملة فلادمير لباولينهو الذي كان عبئاً حقيقياً على أصحاب القمصان الخضراء..
مانجا يخطف التأهل
ونتيجة لما سبق وضح تفوق الشباب في الربع الأخير من المباراة واستغلاله فراغات الأهلي الدفاعية حتى تمكن السنغالي مانجا من حصد النتيجة لفريقه في الدقيقة (81) إثر هجمة مرتدة كانت مشروع هدف أهلاوي لروجيرو قبل أن تعود للشبابين فوجد مانجا نفسه منفرداً إثر رسالة لاندومارو فتعامل معها بثقة ووضعها من بين أقدام النجعي (كبري) هدفاً ثانياً للشاب.
محاولات أهلاوية
ولم يبق أمام فلادمير الذي بدا في كل لحظة غير راضٍ عن فريقه إلى الاستنجاد بطلال المشعل بديلاً لتيسير الجاسم في مغامرة كان يرمي من ورائها أن يكون أو لا يكون!! وفطن زوماريو لما يرمي له مدرب الأهلي فأشرك أحمد عطيف بديلاً لمانجا في اتجاه تكتيكي وزيادة لخط وسط الأبيض.
هدفان محققان للأهلي
وفيما الدقائق الأخيرة تعيش حالة ارتفاع درجة الحرارة القصوى تهيأت للأهلي فرصتان للحاق بالمباراة الأولى عن طريق باولينهو الذي أهداه عبد الغني عرضية هائلة على خط الست ياردات لكنه سددها بجوار القائم (87) وسط دهشة الحضور، والثانية من قدم كيم باتجاه العبدلي أنقذها بفدائية المولد إلى ركنية (89) قبل أن تستمر المباراة أربع دقائق شهدت مشاركة العبيلي بديلاً لمنصور الدوسري وانفراد لناجي المجرشي انتهت ليد النجعي قبل أن ينهي الحكم الفرنسي (الناجح) المباراة لمصلحة الشباب الذي تأهل بذلك لنهائي البطولة بجدارة.
من المباراة:
- أنذر الحكم عبده عطيف وحسن معاذ من الشباب وعلي العبدلي من الأهلي بالبطاقة الصفراء.
- زوماريو تفوق على فلادمير ولعب بطريقة الأخير التي كسب بها الهلال في المباراة الأولى للمربع.
- مانجا قدم عربون بقائه لموسم آخر وباولينهو ساهم في خسارة الأهلي.
- مشاركة المشعل كانت متأخرة وكأن مدرب الأهلي انتظر (الحرج) ليشركه في مباراة تحتاج للخبراء.
|