Friday 28th May,200411565العددالجمعة 9 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

في الوقت الأصلي في الوقت الأصلي
ما ينفع التقليم عند العقبة
محمد الشهري

كان الناس في المناطق الجنوبية يعتمدون على اقتناء جمل واحد لكل أُسرة في الغالب بغرض الاستعانة به في نقل أمتعتهم ومحاصيلهم الزراعية.. والسفر من منطقة إلى أخرى لتسويق بعض المحاصيل مثل الحبوب تحديداً.. وفي جلب مستلزماتهم الضرورية من أسواق تلك المناطق بواسطتها.. ولأهمية سفينة الصحراء في حياة هؤلاء الناس.. كانوا يولونها عناية خاصة تتمثّل في الحرص على تغذيتها كي تظل في كامل عافيتها من أجل أن تؤدي مهامها على أكمل وجه.. وكان بعضهم يبالغ في ذلك.
** فكانوا لا يكتفون بما تحصل عليه ذاتياً في أماكن الرعي حتى وإن كانت المراعي وفيرة.. لذلك يعمدون إلى ما يعرف عندهم ب(التلقيم) بمعنى إناخة البعير عنوة وتلقيمه إلى أن يشبع حد التخمة، على طريقة تزغيط بعض الطيور عند المصريين.
** وذات موسم أهمل أحدهم بعيره، ولم يحرص على العناية بتغذيته كما ينبغي.. وعندما ارتحل ضمن قافلة من الجمّالة لتسويق حبوبهم في إحدى الأسواق البعيدة نوعاً ما.. وعند أول عقبة في طريقهم اجتازتها بقية الجمال بأحمالها إلا جمل صاحبنا ذاك.. إذ سرعان ما خارت قواه.. وارتعدت مفاصله ومن ثم برك ولم يقو على النهوض.. عندها لجأ صاحبه إلى عملية التلقيم.. وفي تلك الأثناء مرّ عليه بعض الجماّلة، وعندما رؤوه على تلك الحال قال له كبيرهم (ما ينفع التلقيم عند العقبة يا ولدي).. بمعنى أن الوقت قد فات، وكان الأجدى والأحرى به العناية ببعيره قبل أن تقع الفأس في الرأس.. وأضحت تلك الواقعة أمثولة متداولة بين الناس إلى يومنا هذا (؟!).
** ذلك تماماً هو ما جسّدته وطبّقته الإدارة الهلالية بحذافيره بالتضافر مع مجموعة كبيرة من أعضاء الشرف.. فالعلل التي تنخر في جسد الفريق كانت واضحة وجلية منذ موسمين وربما أكثر.. ومع ذلك ظلت الإدارة قليلة الخبرة.. ظلت تراهن على ما قد تجود به الصدف على غرار بطولة الموسم الماضي الوحيدة.. ومعظم أعضاء الشرف ظلوا يمارسون الفرجة على ترنحات الفريق وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد.. إما تحاشياً للاصطدام مع الإدارة.. وإما خشية من مطالبة جماهيرية للتدخل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهذا في حد ذاته معضلة تفشت بين الهلاليين لأسباب مجهولة.. إلى درجة أن بعضهم كان (يبصم) على العديد من القرارات والخطوات الإدارية الخاطئة لمجرد التخلص من التبعات مثل قرار تجديد الثقة بالمدرب النكبة أديموس، رغم انكشاف إفلاسه.. بل اتضاح ما يقوم به من تدمير لقدرات الفريق ومحاربة الفريق الأولمبي المليء بالنجوم الواعدة في وقت يعتمد فيه على مجموعة من الأسماء المفلسة (؟!!).
** وعندما جاءت خطوة التصحيح (القسرية) جاءت متأخرة جداً على طريقة التلقيم عند العقبة.. ذلك أن الفريق قد بلغ مراحل الحسم في ثلاثة معتركات تنافسية من الوزن الثقيل في وقت يفتقر فيه إلى العديد من المقومات اللازمة للاستمرار في المنافسة ببركات أديموس وبقية المنظومة.. والوقت لا يسمح للعجلاني محدود الإمكانات بإحداث الترميمات والتعديلات التي من شأنها انتشال الفريق من حالات الضياع والوهن التي ضربت أطنابها في جميع خطوطه.. فكان الحصاد على قدر ومستوى العمل (!!!).
** خسائر المباريات في حد ذاتها ليست بدعة هلالية.. ولكنها مؤلمة عندما تكون بمعدلات قياسية لا تليق حتى بالصغار.. وتكون أكثر إيلاماً عندما تصبح مدعاة للبعض في التطاول والخوض واللعب والقفز على الفضائح الأخلاقية.. كتلك التي لم تعتد على البخور وعندما جرّبت أحرقت ثيابها (؟!).
** بالمناسبة: كأن الهلال في نقص من عوامل التحطيم والتدمير.. لذلك تم اختيار الإسباني (آر.. ثور) بعناية فائقة مبنية على ما يبدو على تقارير سابقة.. فجيء به لتطبيق قوانين مصارعة الثيران، على اعتبار أننا (بدو) لا نفقه في قوانين كرة القدم من وجهة نظره، وإلاّ لما كانت الحاجة لاستدعائه هو وأمثاله.. فقام بالمهمة على أكمل وجه.. وقضى على البقية الباقية من الروح الهلالية، بدليل تحاشي أي لاعب هلالي مجرد الاشتراك المشروع بأي منافس خوفاً من عنترياته ذات الاتجاه الواحد.. لذلك اضطروا إلى ترك منافسيهم يسرحون ويمرحون كيفما شاء لهم (؟!!).
** كل ما تقدم لا يعني مصادرة حق الأهلي في الفوز والكسب.. وبالتالي تهنئته على المستوى والنتيجة.. ولكن ليس بالكيفية واللغة التي مارسها الشمراني والفراج وبقية الشمّاتة.. لأن في ذلك إهانة بالغة للتاريخ المدوّن بمداد من ذهب، وليس التاريخ المكتوب على جدران الأزقة بأيدي الصبية، أو ذلك المكتوب بالطباشير(؟!).
أما آن لهذا الزميل أن يخجل ؟؟
** ذكّرني استمرار زميلنا إياه في التخديم المجاني على الرئيس الصوري للاتحاد الآسيوي بتلك التي تتزيّن وتتجمّل والطرف الآخر (أعمى).. ذلك أن الرئيس لا يعلم أصلاً عن تلك الخدمات.. وحتى لو تواضع وعلم فإنه ليس غبياً إلى حد أنه لا يعلم ما الهدف منها.. وسيدرك بالفطرة أن الهدف سوء المقصد أولاً وآخِراً وإلا ما المصلحة.. ثم انه ليس بالأبله الذي لا يدرك أن من لا خير فيه لأهله لا خير فيه لسواهم.. وأن ذلك الصنف من البشر يمرقون من المواقف المبدئية كما يمرق السهم من الرمية.. بدليل أنهم يعملون كل ما في وسعهم وعلى المكشوف ضد أبناء وطنهم.. وأن بإمكانهم التخلي عن مخدوميهم في أية لحظة بمجرد انتهاء الغرض من خدماتهم تلك.. على سبيل المثال: لو أن الإداري العالمي (على حد وصف صاحبنا) تحرر من قيود فلمبان وقرر (ولو لمجرد الاستهلاك المحلي) إمكانية إعادة النظر في مسألة فريق القرن الآسيوي، عندها سيتحوّل الإداري العالمي إلى (أمي) والنظرة السليمة إلى (سقيمة) خصوصاً وأنه يعلم كما أن القارة بأسرها تعلم أن الأحق باللقب هو فريق سعودي دون منازع.. ولهذا السبب جعل من نفسه (بوقاً) مهمته الصراخ ضد الفريق السعودي من خلال صحيفة سعودية مع الأسف الشديد (؟!!).
** العجيب أنه أحد قلة قليلة لا تستحي من المفاخرة والمجاهرة بضديتهم وتصادميتهم (رغم أنها لا تقدم ولا تؤخر) مع العديد من الاستحقاقات الوطنية.. فهو يعلم أن الرئيس الفعلي قد اتخذ القرار وانتهى الأمر.. ومع ذلك يصر على الظهور تارة بالتأمين على مقولة إن الاتحاد الآسيوي (أقصر عمراً وأدنى أهلية من مواكبة الآخرين) وتارة بتبني قراءة أفكار ورؤى ابن همام.. سبحان الله.. أمس كان المبرر في أقصى الشرق، واليوم تحوّل إلى أقصى الغرب.. أي غوغائية هذه (؟!!).
** ومما يدعو للريبة أن صاحبنا يكاد يكون الوحيد (إن لم يكن الوحيد فعلاً) بين الزملاء الذي لم يتم التعرف على موقفه مما تمر به البلاد (حماها الله) من أحداث تاريخية كواجب مبدئي، ثم استجابة لدعوة قيادتنا العليا.. وبدلاً من ذلك تفرّغ للدفاع عن ابن همام وعن المنشطات وقبل ذلك كله الدّس للهلال دون وازع من حياء، أو رادع أو سائل يقول له إن حقدك على الهلال لا يسوّغ محاربة الكرة السعودية ورياضة الوطن بهذه الشاكلة.. لأن أي منجز يتحقق بواسطة أي فريق أو حتى فرد على أي مستوى قاري أو إقليمي أو دولي هو أولاً وآخِراً إنجاز للوطن.. لذلك لا يحق لأي كائن أن يشكك فيه أو يحاول العمل ضده بأي شكل مهما كانت أحقاده على هذا الطرف أو ذاك.. حتى وإن كانت لا تتعدى الشخاميط والخربشة لأن ذلك يعتبر ضرباً من ضروب الخيانة.
صح لسانك
يقول الفيلسوف جابر البركوكي: تطويع البهيم الجامح يتم بالترويض.. وتعديل الأحمق من البشر يتم بالضرب على القفا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved