Friday 28th May,200411565العددالجمعة 9 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

مواقفهم التاريخية تشهد لهم بذلك مواقفهم التاريخية تشهد لهم بذلك
رموز الهلال قادرون على إعادة هلالهم

*الرس - أحمد الغفيلي:
* لرموز الهلال مواقف تاريخية واضحة في أذهان محبي صوت البطولات لايمكن نسيانها أو إغفالها.
* ولعل ما يميز الأزرق ويبعث الاطمئنان في قلوب جماهيره ثقتهم بأن من صنع تميزه وتفرده وأوصله لاعتلاء هرم الريادة محلياً وعربياً وآسيوياً إذا ما استشعروا أن الزعيم تحيطه أجواء غريبة ويداهمه الخطر ويعتريه الاحباط وتداهمه الانهزامية ويساورعشاقه الخوف والقلق والتوتر قادرون على تهيئة أجواء مخالفة وبزمن قياسي تعيد لقمرآسيا توهجه وإبداعه وتنهي معاناته وتضع حداً لكبواته وتشيع أجواء فرح يسدل بها موسمه وتبقيه في دائرة المتوجين حتى وإن كان في وضعية لا تدعو للتفاؤل ومرحلة ثرية بالاخفاقات.
* ولرجالات الهلال قدرة فائقة للتعامل مع حالات مشابهة توارى فيها بريقه وخفت وهجه وأيقن الجميع انتهاء قوته وسطوته وجبروته وعاش أضداده أحلام سقوطه وشرعوا في نسج عبارات التشفي والتهكم والسخرية لإدراكهم بأن الفرصة تأتي مرة واحدة لابد من استثمارها قد لاتتكرر وإن حدث ذلك فبينها وبينهم سنوات طويلة لهم فيها موعد مع فشل ظل يلازمهم وللزعيم إنجازات وبطولات وألقاب كفيلة بإلجام أفواههم ودحض وافشال محاولاتهم.
* والمتابع لمسيرة جن الملاعب منذ وضع مؤسسه أولى ركائز تشييد أكبر وأشهر مؤسسة رياضية لابد ان يتوقف أمام محطات زمنية حجبت فيها السحب ضوء القمر ويدهشه العودة السريعة للأزرق متعافياً من كل ماعلق بجسده إلا أن التعجب والحيرة تزولان بمجرد كشف النقاب عن هوية الداعمين والمبدعين والرافضين لأن يستكين ويتراجع ويتخلى الهرم عن موقعه، والغيورون والحريصون على تواضع جمالية المنافسة بمعزل عن مرشحها ومصدر قوتها وإثارتها.
* ولعل منتصف الثمانينيات الهجرية وما حصل خلالها للهلال واكتفاؤه بالمشاركة والتواجد الرمزي وهو المتوج وعلى حساب فرق أقدم وأعرق ببطولات كانت حكراً على أندية المنطقة الغربية ليحدث الهلال سابقة ونقلة نوعية ويخلص المنافسة من الرتابة وينال ماعجز عنه الآخرون في شتى مناطق المملكة.
* وليساهم غياب النجوم وصافرة الوافدين وعراقيل أخرى وضعت في طريقه أعادته لنقطة البداية وكادت أن تدخله دائرة النسيان ودفعت بمنافس وجد نفسه دون عناء ومعه يحمل لواء تمثيل أندية المنطقة الوسطى إلا أن إصرار وعزم رجاله وتكاتفهم وتوحد جهودهم مكنته من تخطي الصعاب والمعوقات وظهر في الوقت الأهم ليخلد اسمه كأول من تتوج بذهب الدوري في أولى جولاته الرسمية بعد أن لحق بالنصر المتصدر وفرض عليه الوصافة موسم 96 ـ 97هـ.
* وبالمثل عاد الهلال بطلاً بعد عام اعتبر الأسوأ تكالبت فيه الظروف وتوالت الخسائر وراهن أضداده بأن لن تقوم له قائمة لتأتي الوقفة التاريخية ويدعم بالداهية ريفالينو والإمام والفودة ويدفع بالنعيمة والمهنا والبيشي والمصيبيح ويتم التعاقد مع الرهيب زاجالو فكانت الثمرة والنتاج استعادة اللقب من الأهلي وكبح جماح النصر واحلاله ثانياً لتتوالى الانجازات حتى خيل للبعض ان الأزرق ينافس نفسه وتتواصل الأجيال فيسلم الامبراطور ورفاقه الراية للفيلسوف الجابر وبقية كوكبة الذهب والتي لم تترك لقباً محلياً أو خارجياً إلا وكان لها الحظ الأوفر والأسبقية في نيله وحيازته فالزمن للأزرق وما يحققه غيره هو بمثابة دفع بلاء ووقاية من العين ومراعاة للهث وتعب المنافسين وحالات استرخاء كنتيجة طبيعية للملل والحاجة للإحساس بالخطورة وهي التي دائما ما يأتي علاجها بفضل تحرك شرفي حاسم وعاجل تختفي فيه الخلافات وتباين الآراء ويبقى الهلال الهم والهاجس كما هو في دورة قطر التي عاد منها الهلال بطلاً لأندية كبرى قارات العالم رغم ان أحواله لاتسر وفقد فرحة المنافسة محليا ليقف الثلاثي الرائع الراحل عبدالله بن سعد ونواف وخالد بن محمد رافعين راية التحدي والاصرار رغم صعوبة الوضع وتكرر المشهد محلياً قبل ختام دوري 1416هـ بالتعاقد مع البرازيلي جوبي قبل المباراة النهائية وإحداث تغييرات شارك في إقرارها بندر بن محمد وفيصل بن يزيد وخالد بن طلال وعبدالرحمن بن مساعد والمؤسس وبالمثل تدارك وتعويض محصلة موسم 1419 والذي أنهاه الأزرق ببطولة يتيمة كأنما الأمير فيصل بن فهد ليقود الذهبي بندر بن محمد وبتفاعل ودعم كافة أعضاء الشرف الثلاثية فإذا بالأزرق بعيداً عن منافسيه بفضل كفاءة ودقة اختيار الجهاز التدريبي بإشراف الجنرال يوردانيسكو ووفرة النجوم وقيد أسد حراس آسيا والهويدي والحفاظ على العناصر المؤثرة فدانت السيطرة وحقق الزعيم كأس ولي العهد والبطولة الآسيوية التاسعة عشرة، والأغلى والأثمن كأس المؤسس وما تلاها من انجازات بإدارة الخلوق سعود بن تركي بخماسية قصيرة متتابعة ومذهلة.
* لذا فالهلال مهيأ في كل الأحوال وأشدها قسوة لممارسة هوايته وعشقه وعاداته، وخسارة عابرة حتى وإن كانت بنتيجة كبيرة ودخيلة من المفترض ان تكون دافع استثمار المنافسة المتبقية لرد الاعتبار والفوز بدوري أبطال العرب متاح وحجم البطولة ومكانتها وشموليتها لأبرز وأعتى الأندية العربية ووصول الهلال لأدوارها النهائية يستوجب لملمة الجراح وتأجيل التنظير والعمل بجدية لخلق أجواء تعين ابن الوطن البار لإنجاز مهمته بنجاح ولن يتحقق ذلك إلا بعمل وتحرك جماعي من منطلق أن الزعيم هو أول الأولويات وبه تذوب الاختلافات وفي أزماته تتجلى مشاعر صادقة شفافة صريحة تختفي فيها الذاتية لتعبر بالسفينة مهما كانت شدة الرياح وعنفوانها بهمة رموز الأزرق وصناع مجده فالهلال منظومة عمل متكاملة ولم نعهده إلا شمساً لا تغيب خلفها رجال تعمل وجماهير تدعم ونجوم تجلب الذهب.
* أخيراً أتمنى كغيري ان تشغل الفترة القادمة لرفع معنويات نجوم الأزرق واخراجهم من تبعات الخروج محلياً وآسيوياً والالتفاف شرفياً وجماهيرياً واعلامياً وتجهيز وتهيئة الأزرق للمنافسة على اللقب العربي وإرجاء أي مطالبة لما بعد الفراغ من دوري أبطال العرب ليكون الوقت أرحب لدراسة متأنية وتقييم موضوعي مجرد من العواطف لضمان اطلالة مشرقة للأزرق مع بداية الموسم القادم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved