* خلال فترة من الزمن جمعت معلومات تكاد تكون وجيهة تجاه زميل لي في العمل، لا أخفيك اجتهدت في إيذائه والنقل عنه إلى غيره، بل وصل الأمر إلى استغلال رجل كبير السن يعمل لدى جهة حساسة لإيصال معلومات مركبة عنه، حتى أدركت بغيتي. تم هذا خلال (20 عاماً)، فبدأ زميلي تسوء حاله، وأصبح غير مقبول، فأصبح معلقاً وحالته حالة.
أدركت جريرتي وخطئي، خاصة في إيهام (جهات أخرى)، بل تماديت وسرت تجاهه وعملت أموراً كثيرة حتى مشاكل البيت والولد والوظيفة والحياة أسقطتها عليه.
أدركت ظلمي وحيفي لكن بعد عمر طويل، فهل لي من توبة؟ وهل أنا معذور؟
م.م.أ.ع - ج.م.ع. - القاهرة.
* في الدراسات النفسية العميقة التي لا يمكن لمثلي الإفصاح عنها أن هناك ثلاث فئات يقع في جوها الحسد، والحقد، وبالغ الظلم:
1- الأقرباء.
2- أصحاب المهنة الواحدة.
3- الزملاء.
ناهيك ببعض أهل العلم والثقافة والأدب، وهناك مَن يعترف بخطئه وظلمه،
ويعترف بسوئه بعد مرور زمن يطول أو يقصر، وتختلف الأسباب؛ فبعضها دافعه الخوف من الله بعد طول المكر والإيذاء، وبعضهم مجرد الرحمة والعطف بعد أن يرى المظلوم يترنح ما بين تشرد وضياع حق أو حقوق، وبعضهم ييأس من أن ينال شيئاً فيعجز فيظهر عجزه على شكل توبة وصراحة في هذا.
هناك أمر جدير بالملاحظة ليدرك الظالم أنه (ظالم) مهما كان هذا الظالم صغيراً أو كبيراً، هذا الأمر هو أن الله تعالى يأخذ الظالم تدريجياً عن طرق أربع (منازل):
1- التعلق بالحياة والجاه.
2- الفتن بين حين وحين (والفتنة مصيبة).
3- استمراء (الظلم) بدهاء وحيل نفسي.
4- ذهاب العز والقوة تدريجياً حتى يأخذه الله فجأة ولو بعد سنين وسنين.
وهذه الأربع قد يكون لها مقدمات؛ منها:
1- عدم المبالاة بحق المظلوم.
2- تهميشه وهضمه.
3- نسيان منزلته عند الله.
4- ضعف النفس ورداءة التفكير تجاه الحق للمظلوم (مهما كان).
إن ما نعلنه يا أخ (م.م.أ.ع) هو فعل شنيع وكريه لكنني لا أستطيع تصنيف السبب 100% حسب فهمي، وما ذكره الطبيب لك لست أظنه دقيقاً، خاصة كونك تحت اسم مستعار، هذا لعله يوحي بأنك لست جاداً وصادقاً بطرح قضيتك مع مَن ظلمته من كافة أوجه مرادك تجاهه، وكأنك هنا تريد الخلاص من تعذيب الضمير ليس إلا.
نعم، أنت حاسد ومعجب ومترصد وواشٍ جيد بطرق غاية في الذكاء والبلاهة كذلك، ويبدو لي أنك متعلم، لكنك لم تتدين الدين الواعي الصحيح، وقد تجد إنساناً جليلاً في ثقافتة يحسد ويحقد؛ لأنه لم يعِ معنى الولاء والبراء، ولم يدرك ما أُصيب به أو يُصاب به ولو بعد موته مثلاً.
فأنت تفقد الوعي الصحيح جداً، ولهذا استمررت حاسداً وحاقداً طيلة مدة طويلة.
لست أرى لك إلا التنبه للحياة من جديد بسبيل قويم من وعي تام على مراد الله في خلقه ورزقه وأخذه وعطاه.
رتب الأوراق لديك جيداً، وقد تعجز أن (تخبر الجهات العليا بما قمت به، نعم قد تعجز لأن مثلك لا يفعل ذلك، سواء كنت تعمل لديهم أو أنك استغللت مَن يعمل لديهم بصورة ما، وحالة ما، لكن افقه الحياة جيداً، وتدبر وضعك دينياً ومالياً وحقوقياً ورحماً، ثم سر على ما وضحه لك صاحب كتاب: (مجابو الدعوة) وكتاب (التوابين) وكتاب (حلية الأولياء) وكتاب: (الشمائل المحمدية).
ولعلك واحداً ممن قد يكون سبباً في جلب الفتن والمخاوف والاضطراب في (الأرض)؛ لأن الله تعالى ينتصر للمظلوم بصور كثيرة، فله جنود السماوات والأرض ما لم يتنبه مَن يتنبه لوضع المسكين المضطر، فيأخذ له وينصره، ويسدد خطاه نحو حقه وحقوقه.
حاول جاهداً الاتصال بذلك الشخص، لا تأنف لا تتردد، بل أقدم وأزح عنك ثقلاً قلبياً وعقلياً تجاه ذلك الرجل بأن تستمح منه وتطلب عفوه، سوف تجد ثمة خيراً لك بعد هذا الإقدام الجيد، وسوف ينزاح عنك ثقل كبير تجد نتيجته فجأة في طمأنينة نفس وصلاح ذرية وتماسك حياة نفسية كنت فقدتها، وسوف تجد هذا في نور حياة وحياة أمل وأمل كبير واع دفعه الله إليك بسبب تخلصك من ظلم ما، وحسد ما، ووشاية ما.
لا تستنكف ذلك، قم به افعله، ولا أقول: جربه ثم انظر بعد ذلك ما يكون، قم به الآن.
|