Friday 28th May,200411565العددالجمعة 9 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

ثقافة الحقد ثقافة الحقد
ماجدة شليويح الحارثي /الرياض

ليس من المناسب تسمية الحقد وما ينتج عنه من سلوكيات وألفاظ بأنها جميعاً (ثقافة)، ولكن نسميها كذلك تجاوزاً باعتبارها ثقافة سلبية وضارة بالمجتمع.
والحقد، كما هو معلوم، صفة ذميمة وخُلُقٌ مَشِينٌ لا تتصف به إلا النفس غير السوية المليئة بمخلفات الحسد وتراكمات العقد النفسية والمرض النفسي المزمن، وهو سمة النفوس البغيضة التي تعيش وهي في الحقيقة ميتة، في بيئة خالية من الخُلُقِ الفاضل والتربية السليمة والوعي الرفيع.
هذه النفوس الحاقدة، وهي قليلة بحمد الله في مجتمعنا، لا تتنفس إلا بالغيبة ولا تُروى إلا بأذية الآخرين والنقص من قَدْرهم، وظلمهم.. ولا تنام إلا بدفن تفوق الآخرين وصعودها على أكتافهم.
ومن المواقف التي تجسد هذه المعاني الرخيصة تهميش المبدعين والمخلصين والتفرد بالسلطة وحب الزعامة، وشراء الذمم وتقمص الشخصية الحازمة، وهي في الحقيقة دكتاتوريةٌ مكشوفةٌ وضعفٌ بيِّنٌ لنفس ضائعة بين رغبات النفس وأهوائها وعقدها، وبقايا ماضٍ أسود بسواد قلوبها.
إن القلوب التي تمتلئ بالحقد لا يمكن غسلها أو تنظيف ما بها من أدران الأمراض، بل إن علاجها - كما تقول العرب: (آخر الدواء الكيُّ).. فكيُّها كشف ألاعيبها ووزنها بميزان الشرف والنزاهة، والتي لن تزن في هذا الميزان شيئاً، بل فضحها أمام الناس وتحذيرهم من أذاها.. فهي نبتة سيئة في تربة وطن لا مكان به للحاقدين والمتسلطين.
لتَجْنِ هذه النفوس ما زرعت، وتحصد ثمار كرهها للناس وكره الناس لها.. ولا عزاء لها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved