كلما عبرت بديوان العرب الشعري، والنثري...
وجدت فيه من الحكم، وفصل الخطاب، ما إنّ شاردة عنه لا تغيب، وواردة فيه لا تغفل...
العرب كانت لهم صولة البيان،
لذلك، تعزّز هذا البيان بلغة القرآن التي جاءت بلسانهم العربي المبين...
وسر إبانة لغة العرب،
فصاحة لسانهم...
وفصاحتهم تساعد لسانهم على الطلاقة، وتمنحهم الحجّة...
ولعلّ العلم يتّفق مع ما اتفقوا عليه من أنّ اللّسان هو وسيلة العقل ذلك لأنّ اللّسان لا ينطق دون توجيه عقل مدرك لدلالات تعقد عليها نيّة المتكلِّم وتدخل في محور مقصده...
إذن فديوان العرب شعرهم، وخطابتهم، وحكمهم، وأمثلتهم، لم تأتِ من فراغ، بل تضافر لها عقل ولسان ونيّة، فإن كانت النيّة تتمازج مع الفكر، وتصنع القول الذي نجده في قصيد أو في حكم أو... أو، فإنَّها مؤشِّرات إلى أن العرب انطلقت من خزينة مفاهيم وقيم بالغة السمو والنبل، مثل الكرم والجود والعزة والسمو والتواضع والصدق والوفاء والانفة، والثقة والبطولة، والصبر والحكمة، والحنكة والتآلف، والتكاتف والفداء، والإيثار والبذل، والشجاعة... و...
إنّه ديوان كبيرٌ ثمينٌ ثري، يخيّل إليّ أنّه يحتاج لأن نفتح أبواب تصانيفه في اللّغة، والأدب، والحكم، والمغازي والأمالي، والتفسير، و.... كي نخرج بصورة صادقة عمّا كان عليه الإنسان العربي وما لا بد أن يصبح عليه...
إنّها دعوة لأن نتفكّر في أمّة خرجت من فوق سطح أرض تلوّن الشَّمس في زمهرير الحرارة لون بشرتها، وتحنّك صبرها وتقوّي عزيمتها، كي ينطلقوا فيؤوبون إليها بمحاريث العزيمة، وبذور البناء فيحولونها إلى دولة كبرى من شرقي الأرض لغربيها...،
وإنّها دعوة لعقد مقارنة بين وجه ذلك الباني، وهذا الذي أصبح حيث يذهب مصدر قلق وشبهة رعب... وهو أبعد ما يكون عن ذلك لأن حصانته مفقودة...
إنّها دعوة للتفكّر في غطاء الحصانة التي صنعها العرب في مراحل عزّهم تنطق بها دواوين أشعارهم ومآثرهم وتصانيف أفكارهم ومعارفهم...
لحظات ممتعة.. في كتب
ليست صفراء...
إنّها خضراء تسرُّ النَّاظرين...
|