تمنى أن يتعلم الشباب والصغار أسلوب المناقشة الهادئة مثل مجلس الشورى.. د.مختار:
قيادتنا تعرف متى وكيف للمجلس أن يمارس صلاحياته

* لكل عضو من أعضاء مجلس الشورى تجربته الشخصية والتي انعكست عليه بأشياء عدة كما لكل عضو آراء حول المجلس بعد ما عاش وعمل فيه وذلك فيما يخص أعماله وأسلوب عمله ونظامه.. وفي هذا الصدد التقينا بعضو المجلس الدكتور حسن بن علي مختار نائب رئيس لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي:
* حدثنا عن تجربتك في المجلس وبماذا خرجت منها؟
- الحقيقة أن التجربة ثرية جداً حيث التقيت بصفوة من المجتمع المثقف المتخصص في مختلف التخصصات حيث تعلمت مالا أعلمه في تخصصات ومجالات لا أجيدها وهذه زادت ثقافتي ومعرفتي بكثير من القضايا التي تهم الوطن والمواطنين، واتسعت لي أفق الرؤيا للنشاطات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تدور في أرجاء البلاد.. حيث إني كنت في الجامعة التي عملت بها انظر إلى القضايا الأكاديمية في حدود البيئة الجامعية التي عشتها.
وتجربة الشورى في المملكة العربية السعودية تجربة فريدة فهي وان كانت جذورها تعود إلى المنهج الإسلامي إلا أنها تطورت في عهد جلالة الملك عبد العزيز مؤسس هذا الكيان وبانيه رحمه الله رحمة الأبرار وجعله مع العليين والصديقين في جنات النعيم.
ثم شاهدت هذه التجربة الشورية نقلة نوعية من حيث تقنية الموضوعات والقضايا التي تعالجها، وكذلك عدد أعضاء المجلس، وعلاقته بمجلس الوزراء تحت قيادة ملك المملكة خادم الحرمين الشريفين التي انتظمت في عهده - حفظه الله - العديد من الأنظمة مثل نظام الحكم ونظام مجلس الشورى ونظام مجلس المناطق، وهي نقلة في إدارة الدولة تواكب التطلعات العصرية في مساحة المشاركة الاجتماعية في مؤسسات الدولة ومشاركتها في الإعداد لاتخاذ القرار المبني على أسس علمية سليمة، يربط المجتمع بقيادته لكي يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
* هل ترى أن المجلس ومكوناته حالياً تتناسب مع المرحلة الحالية أم أن هناك حاجة لتعزيز صلاحيات المجلس؟
- لقد أشرت في الإجابة على السؤال السابق أن المجلس قد مر بمراحل تطور منذ نشأته، وحتى نقلته الحالية في عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، وهو في ظل هذه القيادة الراشدة الواعية المدركة لمتطلبات التطوير يكسب بين الحين والآخر مباركة القيادة سواء في مزيد من الصلاحيات أو تعديل مواد نظام المجلس بما يتوافق مع الحاجة إلى هذه الصلاحيات، وبهذا فالقيادة حفظها الله لديها القدرة اللازمة للتعرف على متى وكيف يمكن للمجلس أن يمارس صلاحياته فهم أوعى لهذه المسألة.
* ماذا تقول لأبناء هذا الوطن وأنت تمثلهم في هذا المجلس؟
- اننا من موقعنا في مجلس الشورى نسير وفق توجيهات القيادة الحكيمة لهذه البلاد التي تحرص كل الحرص على مصلحة الوطن والمواطنين، وفق إطار من القيم الإسلامية والثوابت والمكتسبات لكي يبقى هذا الكيان الغالي (المملكة العربية السعودية) معطاء دائماً، ورمزاً للوحدة والتماسك والقوة. وان ما يصدر من مجلس الشورى من توصيات لقضايا وموضوعات شتى هي في مصلحة الوطن والمواطنين.
وقد لمسنا بجدية ما يعبّر عنه الرأي العام في داخل المملكة أو خارجها إيجابيات مجلس الشورى والموضوعات التي يناقشها في جو من الاحترام المتبادل للرأي والرأي الآخر.. وهذا يعكس الصورة الحقيقية لما يدور من مداولات المجلس نرجو من أبناء هذا المجتمع شبابه وصغاره أن يتعلموا أسلوب الحوار والمناقشة الهادئة، وأسلوب التعبير عن الرأي، واحترام الرأي الآخر، وأن يعوّدوا أنفسهم على التحلي بالقيم والأخلاق الإسلامية النبيلة في معالجة مواطن الاختلاف والاتفاق حتى يشبوا أقوياء للحق، مفيدين للوطن، مطيعين لله ولرسوله ولولاة الأمر وذلك في سبيل الحفاظ على تماسك الأمة، ووحدة الوطن، لأنهم في يوم من الأيام قد يكونوا في هذا الموقع (مجلس الشورى) يؤدون دورهم في خدمة الدين والمليك والوطن.