* حائل - خاص ب(الجزيرة):
أكد فضيلة الشيخ ناصر بن فراج الفريدي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة حائل، أن أعداد الحفظة والمنتظمين في حلقات ومدارس التحفيظ، ما زالت قليلة جداً بالمقارنة إلى أعداد الشباب والناشئة من أبناء المملكة، في جميع المناطق والمحافظات من مختلف الأعمار.
وطالب الشيخ الفريدي - في تصريح ل(الجزيرة) بمناسبة انعقاد الملتقى الأول لجمعيات التحفيظ بالطائف - بضرورة تضافر جهاد المؤسسات التربوية، والتوعوية، والاجتماعية لتوجيه الشباب للانتظام في حلقات التحفيظ المنتشرة في جميع أرجاء البلاد، ودعم جهود جمعيات التحفيظ لاستيعاب المزيد من الدارسين.
وأضاف رئيس الجمعية بحائل أن عدد الملتحقين بالجمعية من الذكور والإناث يتجاوز ستة آلاف طالب وطالبة، يدرسون في أكثر من 300 حلقة بالمساجد، ومدارس البنات، والدور النسائية في جميع أرجاء المنطقة.. مشيراً إلى أن التجربة أثبتت أن الطالب أو الطالبة المنتظم في الحلقات، الحريص على حفظ وإتقان كتاب الله، متفوق دراسياً، ومتقدم في مستواه العلمي، وهو ما يؤكد عدم وجود أدنى تعارض بين التحصيل العلمي بالمدرسة، والانتظام بالحلقة، بل إن حفظ كتاب الله ثبت أنه يقوي ملكة الحفظ لدى التلميذ، وما يتعلل به بعض الطلبة أو أولياء أمورهم في هذا الصدد مجرد وهم، ولا سيما أن الدراسة في الحلقات تتوقف قبل موعد الاختبارات بوقت طويل.
وحذر الشيخ الفريدي من التأثر بحملات مهاجمة حلقات القرآن الكريم، واتهامها بتكريس الغلو والتطرف، مؤكداً أن هذه الادعاءات حلقة ضمن سلسلة من الاتهامات التي يوجهها أعداء الإسلام للعمل الإسلامي والدعوي بكافة وسائله وقنواته، فمنذ بزوغ شمس الإسلام، وأعداؤه يتربصون به، ومصداق ذلك قوله تعالى:{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} فهي حجج داحضة، واتهامات باطلة، بل إن القرآن الكريم يقوّم اعوجاج الأخلاق، ويهدي إلى كل عمل فاضل، يحارب العنف، ويدعو للوسطية، واحترام الآخرين، وهو ما يحتم على القائمين على هذه الجمعيات الثبات على الحق، وعدم الالتفات لهذه الدعاوى، والمضي قدماً لنيل الخيرية الموعود بها (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وفي ذات الوقت توخي الحذر، وعدم تجاوز الآداب الشرعية، ومراقبة الشباب، وتربيتهم على الفقه في التعامل لسد الذرائع، وتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين، وتوجيه حماس الشباب إلى ما يفيدهم في دنياهم وآخرتهم، والعمل على الاستفادة من تقنيات المعلومات، والاتصالات، والإنترنت، لتشجيع الشباب والآباء على العناية بالقرآن الكريم، وعدم التأثر بهذه الادعاءات، ومواصلة الحفظ.
ولفت الشيخ الفريدي إلى أن الحفظ في سن مبكرة أسهل منه في سن متأخرة، لذا فمن الأفضل تشجيع الناشئ على الحفظ منذ سن السادسة أو السابعة، وقد ثبت بالتجربة أن الطالب الذي يحفظ في هذه السن، ويواصل المراجعة يبقى بإذن الله حفظه طويلاً، لعدم انشغال ذهنه، وذلك أدعى لعدم التفلّت، مؤكداً أن متابعة الأسرة لابنها، والحرص على تربيته على كتاب الله، يجعله بإذن الله لبنة صالحة في بناء المجتمع، فالتربية القرآنية هي الحل الأمثل لمشكلة انحراف الشباب، بل والإجراء الوقائي لأي انحراف بإذن الله.
|