* جولة وتصوير - خالد بن سعود المبدل
في هذه الأيام تعطر رائحة العرار الزكية بعض الروضات والمحاير التي ينبت فيها فقد أبرض وأزهر وفاحت رائحته وعطرت الأجواء، تمر على مسافة منه فتهيجك رائحته فلا تملك إلا أن تقول:
قلت هذا عرار نجد فحطي
نتزود من طيبه العَّباق |
وإن استسلمت لهواء نفسك وجلست في وسط روضة كلها عرار فسترفع عقيرتك وتقول:
أحب ربى نجد وشم عرارها
فريحته أزكى من المسك والنِد |
وسوف تجد نفسك قد استرخيت وأخذ ضجعة وتترد
هل العيش إلا ضجعة فوق رملة
بنشر الخزامى والعرار تفوح |
فلا يوجد في النباتات أزكى وأطيب رائحة من العرار الذى تغنى به الشعراء واستشهد به الأدباء فهو متعة لهم.
تمتع من شميم عرار نجد
ونل من طيبة في كل آن
وهو شفاء للعليل
إلا شميم عرار نجد إنه
نحو الشفاء هو الطريق المهيع |
وأشهر بيت قيل في العرار قاله الصمة القشيري
تمتع من شميم عرار نجد
فما بعد العشية من عرار |
فإن الصمة بن عبدالله طلب من صاحبه أن يتخذ نهمه من شميم عرار نجد فإنه إن خرجت القافلة من نجد لم يجد العرار في غيرها، وهذا ثابت بالبحث فلم نجده في غير نجد، ولم نجده إلا جنوب مدينة الرياض.
يقول الشاعر في هذا المعنى:
فإنك إن أعرقت والقلب منجد
ندمت ولم تشمم عراراً ولا رندا |
أي خرجت من نجد متجهاً للعراق.
والعرار - شجيرة فصلية ترتفع قرابة 50 سم في أحسن أحوالها، لها فروع كثيرة، وأوراقها خضراء فيها خشونة وزغب قصير، ولها زهرة صفراء بتلاتها في أطرافها، ويعتبر العرار من أطيب وأزكى النباتات البرية رائحةً، وهو ينبت في الربيع ويموت مع اشتداد الحر ومنابته الروضات ومحاير الماء.
وقد كثر العرار في هذه الأيام في عدة أماكن أهمها:-
1 - (محير وادي الرغيب) شرق بلدة العذار الواقعة جنوب الدلم، فبعد تجاوز الدلم متجهاً جنوباً إلى زميقة، وعند الوصول إلى دوار العذار التفت يساراً تشاهد العرار بكثرة وأنت على الطريق.
2 - (روضة سويس) غرب الدلم وغرب الخبي على طريق ماوان المتفرع من طريق (الصحنة - حوطة بني تميم).
3 - على جنبات طريق ماوان، وفي المزارع المهجورة على نفس الطريق.
4 - على جنبات طريق (التوضحية - حرض) ما بين الطريق المسفلت وسكة الحديد، ولكنه ليس بكثير، وغيرها من الأماكن التي ذكرت في كتاب (النبات البري في المنطقة الشرقية) أو كتاب (صبا نجد) أو كتاب (معجم اليمامة).
|