* واشنطن - الوكالات:
عرضت شبكة ان.بي.سي. التلفزيونية يوم الاربعاء صوراً فوتوغرافية جديدة قيل إنها لسجناء عراقيين عرايا يخضعون لاستجواب عنيف في سجن أبو غريب. وقالت ان.بي. سي: ان الصور التي حصلت عليها يظهر فيها ثلاثة سجناء عراقيين عرايا يتكومون جميعاً على الأرض أثناء استجوابهم مع استخدام اساليب عنيفة في التعامل معهم.
ويظهر في الصورة رجل يجلس على مقعد وظهره للكاميرا بالقرب من السجناء على الأرض. وقالت الشبكة ان الرجل مترجم مدني.
وقالت الشبكة ان صورة أخرى يظهر فيها جندي أشير إليه على أنه من الاستخبارات العسكرية يراقب السجناء بعد إلقاء شيء عليهم. ويظهر الشيء معلقاً قبل وصوله إلى الأرض في الصورة. وفي الصورة الثالثة يظهر جندي يضغط بركبته على رقبة أحد السجناء بينما يستجوب آخر طبقاً لوصف الشبكة.
من جهة اخرى فتحت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) الباب أمام تجريد المقاتلين الاجانب المحتجزين في العراق من حقهم في الحماية بمقتضى معاهدة جنيف على الرغم من فضيحة إيذاء الجيش الأمريكي لسجناء عراقيين.
وقال لورانس دي ريتا المتحدث باسم البنتاجون للصحفيين مساء الأربعاء إنه ليس هناك أي خطط لتغيير السياسة الأمريكية المتعلقة بمعاملة جميع المحتجزين في العراق بمقتضى المعاهدة لكن محامين من الإدارة الأمريكية يدرسون الأمر.
وقال دي ريتا رداً على أسئلة الصحفيين (هناك إطار قانوني يفترض أن تكون هناك حالات فردية مستثناة من البنود العامة (للمعاهدة) على الرغم من تطبيقها). وأضاف (إنها مسألة معقدة. اعتقد أنه سيجري التعامل معها على أساس كل حالة على حدة نظراً لوضع الفرد الذي قد يحتجز).
وأكد دي ريتا أنه رغم ما وصفه بأنه عمل تحليلي يقوم به المحامون (في مختلف إدارات الحكومة) لم يتخذ أي قرار بعد بشأن تغيير الوضع القانوني لأي من آلاف المحتجزين في العراق.
وفيما يتعلق بالعراق قال دي ريتا إن بعض المحامين اقترحوا أن (أي ارهابي أجنبي أو شخص أجنبي يظهر في بلد تطبق فيه معاهدة جنيف قد لا تنطبق عليه المعاهدة).
واتهم سبعة جنود أمريكيين بإيذاء سجناء عراقيين بدنياً وجنسياً وإذلالهم في سجن أبو غريب في فضيحة أثارت غضب العالم العربي وعقدت الجهود الأمريكية في العراق.
وتحتجز الولايات المتحدة عدداً من المقاتلين الأجانب في العراق لكنها قالت مراراً إنها تعامل جميع المحتجزين في العراق بما يتمشى مع معاهدة جنيف التي تضمن معاملة انسانية للجنود والمدنيين الذين يقعون في الأسر اثناء الحرب.
ويحتجز الجيش الأمريكي كذلك نحو 600 معتقل غير أمريكي في قاعدة جوانتانامو البحرية الأمريكية في كوبا. أغلبهم احتجزوا اثناء الحرب في أفغانستان.
وعلى عكس المحتجزين في العراق تصنف الولايات المتحدة سجناء جوانتانامو باعتبارهم مقاتلين أعداء خارجين على القانون وليسوا سجناء حرب يتمتعون بحقوق معينة بمقتضى معاهدة جنيف.
من ناحية اخرى صرح الجنرال المتقاعد انتوني زيني القائد السابق للقيادة المركزية الامريكية بان الولايات المتحدة ستدفع ثمناً غالياً لتعذيب واذلال السجناء العراقيين في سجن ابو غريب.
وقال زيني في كلمة القاها في المركز القومي للدستور في اطار الدعاية لكتابه الجديد (المعركة معدة) ان ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش اساءت تقدير حجم القوة المطلوبة لغزو العراق ولا تملك خطة تتمتع بمصداقية لما بعد الحرب وانها خسرت وعزلت نفسها عن جزء كبير من المجتمع الدولي بتصرفاتها.
واضاف زيني ان الانتهاكات التي ارتكبها الجيش الامريكي بحق سجناء عراقيين في سجن ابو غريب والتي نشرت صورها في شتى انحاء العالم هي من الانتهاكات التي (تبغضها الثقافة) الاسلامية.
وقال زيني (ما كنا سنرتكب شيئاً مروعاً لهذه الثقافة اكثر مما هو مسجل في هذه الصور. كان من الافضل لو كنا عرضنا اناساً تنفذ فيهم احكام الاعدام).
وفي اليوم الذي حذرت فيه واشنطن من مخاطر محتملة ذات مصداقية من هجمات ارهابية على الولايات المتحدة الصيف الحالي حذر زيني قائلاً (سندفع ثمناً غالياً) لانتهاكات ابوغريب. ولم يشرح ما يقصد تحديداً بالثمن الغالي.
واستقال زيني العام الماضي كمبعوث لوزارة الخارجية الامريكية في الشرق الاوسط وكتب بالتعاون مع الروائي توم كلانسي كتابه الذي يوجه نقداً لاذعاً لادارة بوش.
|