* فلسطين المحتلة- بلال أبو دقة:
في وقت سارعت فيه إسرائيل إلى إيجاد مبررات لمجزرتها الوحشية في مدينة رفح، الأربعاء الماضي، والتي راح ضحيتها عشرون مواطنا فلسطينيا وأصيب أكثر من ستين آخرين، على الأقل، بجراح ما بين المتوسطة والخطيرة، وبعد إعلان وزير الأمن الإسرائيلي شاؤول موفاز، ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، موشيه يعلون، قرارهما مواصلة الحرب المفتوحة على مدينة رفح المنكوبة، واصلت قوات الاحتلال الصهيوني تقدمها في مدينة رفح، وتوسيع عملياتها الانتقامية بحق الأهالي العزل، حيث اجتاحت القوات الصهيونية المعتدية أحياء السلام والبرازيل والجنينة في المدينة، تحت غطاء جوي اسفر، حتى صباح أمس الخميس عن استشهاد خمسة فلسطينيين، وإصابة خمسة آخرين على الأقل بجراح، وبذلك يصل عدد شهداء المذابح المتواصلة في رفح منذ فجر الثلاثاء الماضي، الموافق 18- 5- 2004 إلى أكثر من ( 50 شهيدا وشهيدة ).. الدكتور على موسى مدير مستشفى أبو يوسف النجار، قال في اتصال هاتفي مع مراسل الجزيرة: إن طائرة إسرائيلية مقاتلة أطلقت صاروخا على تجمع للمقاومين الفلسطينيين في حي البرازيل بعد حوالي الساعة الثانية والنصف من فجر أمس الخميس، ما أدى إلى استشهاد خمسة شبان وتحويل جثامينهم إلى أشلاء ممزقة، والشهداء هم ( محمود ديب، يوسف المغاري، حامد ياسين بهلول، محمود الاخرس ومحمود نجيب ).. مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان من أحياء السلام والبرازيل والجنينة، قالوا ل مراسل الجزيرة: إن ما يزيد عن أربعين آلية عسكرية إسرائيلية ترافقها العديد من الجرافات الكبيرة الحجم اجتاحت حيي السلام والبرازيل تحت غطاء جوى وقامت بأعمال تسوية لمنازل الفلسطينيين، موضحين ل الجزيرة: أن قوات الاحتلال الإسرائيلي شرعت بعمليات هدم وتفتيش للمنازل، حيث قامت باحتجاز سكان العديد من المنازل في غرفة واحدة ومنعتهم من الخروج منها.. وقد اعتلى العديد من قناصة جنود الاحتلال أسطح البنايات العالية في الحيين وقاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي على منازل المواطنين. .
يشار إلى أن توسيع العمليات العسكرية الصهيونية في أحياء السلام والبرازيل والجنية تزامن مع تشديد الحصار الخانق الذي تفرضه تلك القوات على حي تل السلطان منذ ثلاثة أيام، حيث استشهد أكثر من ( 25 فلسطينيا ) في ذلك الحي المعزول عن العالم، والمفروض عليه حظر التجول، والمقطوع عنه الكهرباء والماء والغداء، منذ الثلاثاء الماضي..
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني ارتكبت بعد ظهر الأربعاء، الموافق 19- 5 - 2004، مذبحة جديدة في مدينة رفح، راح ضحيتها أكثر من عشرين شهيدا وأصيب أكثر من ستين آخرين وصفت جراحهم ما بين المتوسطة والخطيرة.. وذلك عندما فتحت القوات الصهيونية نيران مدفعيتها وقصفت بطائراتها تظاهرة فلسطينية سلمية عارمة، انطلقت من كافة مخيمات وأحياء مدينة رفح باتجاه حي تل السلطان، لكسر الطوق المفروض عليه منذ يوم الثلاثاء الماضي، الموافق 18- 5- 2004..، هذا الحي ( تل السلطان ) الذي سقط من أبنائه خلال 24 ساعة ( 25 شهيدا، وأصيب أكثر من ستين آخرين..). وتعرض هنا الجزيرة أسماء شهداء المسيرة السلمية في رفح: الشهيد الطفل ناجي أبو قمر (12عاماً)، الشهيد علاء سليم شيخ العيد (18عاماً)، الشهيد محمد طلال أبو شعر (20عاماً)، الشهيد اسامة ابو ناصر (24عاماً)، الشهيد محمد عبد ابو ناصر (16عاماً)، الشهيد صابر ابو لبدة (14عاماً)، الشهيد خليل أبو سعد (37عاماً)، سعيد ناجي جمعة (24عاماً)، الشهيد الطفل محمد طارق منصور (12عاماً)، الشهيد وليد راجي ابو قمر (19عاماً)، الشهيد شادي المغاري (20عاماً)، الشهيد فؤاد خميس السقا (19عاماً)، الشهيد الطفل مبارك سليم الحشاش (9أعوام)، الشهيد أحمد جميل أبو السعد (14عاماً)، الشهيد رجب نمر برهوم (18عاماً)، بالإضافة إلى خمسة شهداء آخرين تحولوا لأشلاء، لم يتم نقلهم بعد إلى المستشفيات التي امتلأت بالجرحى، خمسة عشر منهم في حالة الخطر الشديد..
وبارتقاء هذه الكوكبة الفلسطينية إلى العلا، ( عشرين شهيدا ) بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي، الموافق 19- 5- 2004، وباستشهاد ( 25 فلسطينيا ) في حي تل السلطان يومي الثلاثاء، وصباح الأربعاء الماضيين، وباستشهاد الفلسطينيين الخمسة صباح أمس الخميس، الموافق 20- 5- 2004، يرتفع عدد شهداء مدينة رفح منذ فجر يوم الثلاثاء الماضي وحتى ساعة إعداد هذا التقرير إلى ( 50 شهيدا وشهيدة )، وإصابة أكثر من ( 130 ) بجراح ما بين المتوسطة والخطيرة..، والعدوان ما زال مستمرا.. وفي الضفة الغربية استشهد خلال الثلاثة أيام الماضية أكثر من عشرة فلسطينيين، وأصيب زهاء العشرين بجراح وصفت بالمتوسطة.. وكان مركز المعلومات الصحية الفلسطيني بوزارة الصحة أكد في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه: أن إجمالي الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ مطلع أيار- مايو الجاري وحتى السادس عشر منه، بلغ ( 55 شهيداً وشهيدة )، منهم ( 42 شهيدا ) سقطوا في قطاع غزة، من هؤلاء ( 17 شهيدا ) سقطوا في مخيم يبنا بمدينة رفح، والعدد الباقي من الشهداء ال ( 55 ) سقطوا في الضفة الغربية.. وأشار بيان المركز الصحي: إلى أن الأسبوع الثاني من الشهر الجاري هو الأكثر دموية، حيث قتلت قوات الاحتلال فيه ( 32 شهيداً وشهيدة ) من إجمالي الشهداء، مضيفاً أن معظم الشهداء كانت إصاباتهم في الرأس والأجزاء العلوية من الجسم..
|