مشروبات الطاقة مرة أخرى

منذ عدة أسابيع تلقيت دعوة كريمة من أحد محرري الزميلة جريدة الرياض للكتابة عن مشروبات الطاقة، وكتبت معلومات مختصرة عن تركيبها وأضرارها، وقد استقيت تلك المعلومات من التركيب الكيميائي المكتوب على العلب والمواقع الرسمية لتلك الشركات على الإنترنت، وما ذكرته الهيئات الطبية العالمية.. وقارنت ذلك بالوضع الصحي للجسم ومتطلباته، ولم يدر بخلدي أن الموضوع سيكون له ذلك الصدى الواسع وستتناقله بعض الوسائل الإعلامية والمنتديات ورسائل الجوال. وقد وصلني العديد من الاستفسارات والرسائل التي تخوفت من أضرار تلك المشروبات، بل إن بعض الطلاب والطالبات في كليات مختلفة اتصلوا أو اتصل أولياء أمورهم للبحث في مسألة أن يكون هذا الموضوع موضوعا لرسالة ماجستير، فعرفت أن البعض قد تحمس للموضوع أكثر مما يستحق، مع العلم أنني لم أذكر كل شيء عن تلك المشروبات. وهنا أحب أن أوضح أن خطر تلك المشروبات ليس ببعيد عن خطر المشروبات الغازية الأخرى، فكل تلك المشروبات تشترك في وجود النسبة الزائدة من المنبهات التي تزيد عن الموصى به من قبل الهيئات التشريعية الغذائية ومنها المواصفة السعودية رقم99- 1978م ، والقياسية الخليجية رقم 18 - 1984م الخاصة بالمشروبات الغازية غير الكحولية التي ذكرت أن استهلاك الفرد البالغ من الكافيين يجب ألا يتعدى 200 جزء في المليون أي 50 ملجم/ العبوة، ولكن مقدار الكافيين في مشروبات الطاقة بين 110 - 350 ملجم/ لتر ( أي 27 - 78.5 ملجم/ لعبوة 250 مل) و يبلغ الكافيين في المشروبات الغازية المعروفة مابين 33 - 127 ملجم/ لتر ( 8 - 32 ملجم لعبوة 250 مل).
وحدثني الكثير من الرياضيين عن أن البعض يتناولون تلك المشروبات على أنها مصدر للطاقة العالية قبل المباريات ظنا منهم أنها تزيد الطاقة الحرارية في الجسم كما هو واضح من اسم تلك المنتجات.. ولكن ذلك غير صحيح، فنسبة الطاقة فيها حوالي 45 سعرا حراريا في 100 مل مشروب، ومحتواها من السكريات يقارب محتوى المشروبات الغازية وهو تقريبا 107جم/ لتر من المشروب وهو مشابه لمحتوى السكريات في مشروبات الكولا التي تحتوى على 105جم/ لتر، ولكن هناك تأثير إيجابي لبعض المنبهات لزيادة التركيز ولكن ليس لكل الأشخاص. . في نفس الوقت يجب ألا تزيد عن حد معين يختلف باختلاف الشخص لكيلا تؤدي إلى ارتفاع كبير في ضربات القلب، وأدعوكم للمقارنة بينها من خلال المكتوب على تلك العلب عند زيارتكم لأقرب بقالة.
كما تطرقت إلى خطر الكافيين على الحوامل حيث قد تسبب الإجهاض، والأطفال الذين تسبب لهم زيادة القلق وقلة التركيز وحدة الطبع ومشاكل أخرى، ومن لديهم حساسية للكافيين.. وبعض منتجات الطاقة تلك قد كتب على علبها ذلك التحذير؛ لأن بعض المنظمات الدولية تشترط كتابة ذلك. وهذه المعلومات مثبتة وصحيحة وتعترف بها بعض تلك الشركات.
وباختصار.. إن مشروبات الطاقة لا تزيد الطاقة الحرارية للجسم أكثر مما تفعله المشروبات الغازية، بل بها مجموعة مواد منبهة مثل الكافيين والتورين والجنسنج وغيرها من المنبهات الموجودة في المشروبات الغازية الأخرى ولكن ليست مجتمعة.. ولكن مشكلة مشروبات الطاقة هي الكمية الزائدة من تلك المنبهات مجتمعة، والسُّعْرُ العالي، والطعم غير الجيد.