هناك مواسم للصيد ومواسم للسفر والسياحة ومواسم للتجارة. ولكن هل هناك مواسم للصحة؟ الجواب نعم. وهي مختلفة باختلاف الأشخاص ولكن أظن أن الاهتمام بالصحة لدى الرجال يأتي قبل مواسم السفر أي خلال هذه الأيام، فيهتمون بتخفيف الكرش وتقليل الوزن ليبدوا أكثر جاذبية في البذلة واللباس الرياضي وأحياناً في لباس السباحة، وهو موسم للراغبين في الزواج فهذه الأيام كثرت عليَّ الاتصالات من الشباب وكل يقول: تكفى يا دكتور أعطنا طريقة سريعة لتقليل الوزن. ويذهبون لأطباء الجلدية والتجميل لإجراء تحسينات وتلميع للشكل الخارجي وإن كان البنات أكثر سبقاً وإبداعا في البحث عن أفضل العيادات وأمهر الاستشاريين وأجود الكريمات لإزالة تلك البقع وتغطية ذلك النمش المزعج، وكان حظ أطباء الأسنان أوفر الحظوظ.
الغريب في الأمر أن الكثيرين لا يتذكرون ذلك الاهتمام إلا متأخراً، وهذا أمر ليس بمستغرب فكثير من الأعمال والمواعيد لا ننفذها إلا في آخر لحظة، فعلاج بعض المشكلات يحتاج إلى أشهر لهذا يصاب بعض إخواننا بالإحباط عندما يقال لهم ذلك. بعض النساء (ما شاء الله) لا يوجد لديهن موسم محدد للعناية بالجسم والبشرة فكل السنة موسم، وبعضهن تعرف أكثر من الأطباء في أنواع الكريمات المتوفرة في الأسواق وتلك التي تباع من خلال القنوات الفضائية، ولا أدري من أين لها بالميزانيات التي تنفقها على تلك الأدوية المتنوعة؟
يبقى السؤال، ماهي النتيجة؟ للأسف هناك نسبة بسيطة من الناس يحققون نتائج إيجابية ويستطيعون سلوك الطريق الصحيحة للوصول لهدفهم، ولكن النسبة العظمى من تلك الجهود والأموال التي تنفق لا تحقق لأصحابها أي شيء بل بالعكس قد تؤدي إلى أضرار بالصحة مثلما تفعله بعض الشابات صغيرات السن اللاتي لديهن جرأة عجيبة لفعل أي شيء نعم أي شيء من أجل تحسين أو تعديل مظهرهن وأقصد بتعديل المظهر لأن مظهرها جيد لكنها تريد التغيير وحسب، وأضرب لذلك مثالاً لمشكلة خطيرة، وهي أن الكثيرين يستخدمون مبيض البشرة، ويبحثون عن أفضل تلك الكريمات، ولكنهم قد لا يعلمون مدى التأثير السلبي على بشرتهم وصحتهم لأن تلك المركبات تحوي أحد مكونات الزئبق الضارة بالصحة، ثم إن قتل الخلايا المنتجة للصبغة المناسبة للبشرة يعني تعريض الجسم أكثر مما يتحمل للأشعة فوق البنفسجية وزيادتها يسبب سرطان الجلد. بعض تلك الكريمات بها نسبة عالية من الكورتيزون مثل الخلطة الإندونيسية التي لها أخطار كبيرة أو المحتوية على الزئبق.
إن أحد المسببات الرئيسية لمثل تلك الأضرار هو استعجال النتائج لأننا لا نتحرك إلا في آخر فرصة ونريد أن نصل إلى ما نريد بأقصر الطرق لا بأكثرها أماناً..
سؤال.. ما هو موسمك؟ وفي أي شي سيكون؟ ومتى يبدأ هذا العام؟
جواب.. أنت كما تفكر!!
تواصل
تجربتي في الكتابة الصحفية قصيرة ولا أدري هل هي جيدة أم لا، وكنت أسمع بأهمية تواصل القراء ولم أكن أتصور أهمية ذلك للكاتب إلا بعد تجربتي البسيطة خلال السنة ونصف السنة الماضية التي تشرفت فيها بتحرير هذه الصفحة. هناك مقالات معينة تجتذب قراء كثيرين أكثر مما نتوقع والعكس صحيح أحياناً، موضوع الأسبوع الماضي من ضمن الموضوعات التي نالت حظاً وافراً من التعليقات بالذات من قبل النساء، ولمن لم يقرأ الموضوع فقد كان حواراً يدور حول لماذا لا يقدم للرجال مثلما يقدم للنساء من أنواع الأطعمة التي تكون من أفخم المطاعم والفنادق، ولماذا ذلك التباهي وزيادة المصروفات غير المعقولة أحياناً والتي لو وجّه بعضها للمحتاجين لكان أولى وبما لا يتناقض مع صفات الكرم الذي يتمتع به مجتمعنا.
- القارئة م (لو أخذت الموضوع من الجانب الإيجابي، لأن النساء أكثر دقة في هذه الأمور قد ينتقدن المضيفين لو كان هناك تقصير ولكن الرجال لا تهمهم تلك الشكليات، فلا يضر أن تُقَدَم لهم أصناف محددة فقط).
- القارئة س. ف (أعتقد أن الفرق بسيط فيما يقدم للرجال والنساء فيختلف فقط في طريقة التقديم).
- القارئة ن. س (ليتك تكلمت عن التكاليف الباهظة للكوش والتي تصل إلى المليون) والكوشة لمن لا يعرفها هي مكان جلوس العروسين في قاعة الزواج حيث تحضر كراسي خاصة أو أريكة ويزين المكان بالورود وأحياناً بصور العروسين القديمة وغيرها.
- مجموعة رسائل بدون أسماء تتمنى تقليل ذلك النزف المالي الذي يتحمله العريس بدون داع، ويدعون للتفكير في دعوة الفقراء والمحتاجين أو توصيل ولو جزء بسيط من تلك الأطعمة إليهم.
(**) استشاري التغذية الاكلينيكية
فاكس 4355010 تحويلة 386 |