جاء صديق لي من الباكستان بهدية لأهله عبارة عن عسل طبيعي ، ولما سئل عن سعره ذكر سعرا زهيداً ، تأكد السائل من انه لا بد أن البائع قد غشه ، فرد علىه قائلا : إنهم يستخدمون العسل بدل السكر لتحلية الشاي ، لأن السكر أغلى من العسل . كثير من الناس يبذلون الغالي والنفيس من أجل الحصول على نوعية نادرة من العسل ؛ ظنا منهم أن العسل الموجود في الأسواق غير طبيعي .
وأقول لهؤلاء الأخوة ، ربما أن هناك نوعيات أفضل حسب نوع غذاء النحل ولكن العسل المباع في الأسواق هو فعلا عسل طبيعي ، بالذات الذي تنتجه بعض الشركات ذات الماركات الشهيرة .
الكثير منكم يعرف فوائد العسل وما أوردته هنا ليس إلا تلخيص للفوائد الجمة من العسل ، ذكرها الأستاذ الدكتور زغلول النجار في موضوع شائق عن فوائد عسل النحل وشمعه ، حيث قال : قال الله تعالى : { فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } (69) سورة النحل .
من الفوائد العلاجية لعسل النحل
(1) أثبتت الدراسات المختبرية لعسل النحل أنه مضاد حيوي قوي ومطهر من الطراز الأول , وأن دوره في ذلك يفوق أدوار العديد من المضادات الحيوية المصنعة , ولذلك فإن لعسل النحل دورا متميزا في علاج الجروح والحروق والتقرحات المختلفة , وتطهيرها مما يمكن أن ينتج عنها من نتانة , وفي تنشيط بناء الأنسجة الحية مما يساعد على سرعة التئام الجروح .
(2) ثبت أن للعسل دورا فعالا في علاج كل من قروح الفراش , وأمراض الجلد وتشققاته , وحروقه , وتقرحاته , مثل ما ينتج عن أمراض الجمرة الحميدة , والتهابات الغدد العرقية , وغيرها .
علاج القرحة
(3) لعسل النحل دور بارز في علاج حالات التهاب الجهاز الهضمي مثل التهاب بطانة المعدة والأمعاء وقرحة كل من المعدة والإثنا عشر , وفي علاج حالات الاضطرابات المعدية مثل الدوزنتاريا , التقيؤ والإمساك , الإسهال غير واضح الأسباب , التهابات الفم والبلعوم , ويعين في القضاء على الجراثيم المسببة لذلك , وتعالج مثل هذه الحالات بأخذ ثلاث ملاعق كبيرة من العسل قبل الإفطار وقبل النوم , ويفضل أن تذاب في كأس من الماء الفاتر وأن يضاف إليها شيء من خل التفاح ( ولو قليل ) , فالعسل أعطاه الله ( تعالي ) القدرة على إعادة التوازن لجسم الإنسان بعد أن يختل أثناء فترة الإصابة بالأمراض .
وعسل النحل سائل كامن القلوية على الرغم من احتوائه على نسب من الأحماض الأمينية , وذلك بسبب ما يحتويه من العناصر المعدنية , وتعينه هذه الخاصية على معادلة الحموضة الزائدة في المعدة والتي عادة ما تتسبب في إحداث قرحة الجهاز الهضمي .
(4) ثبت أن للعسل دورا واضحا في تحسين وظائف الكبد وتنشيطه , وفي علاج الالتهابات الكبدية المختلفة , وحالات التسمم الكبدي , وفي تنشيط عمل البنكرياس , وفي علاج داء البول السكري الذي يفيد في علاجه تناول كمية صغيرة جدا من عسل النحل قبل الإفطار في حالات الظهور المتأخر للمرض ( بعد سن الأربعين ) , وليس في حالات الإصابة به في أعمار مبكرة .
(5) كذلك للعسل دور مهم في تقوية القلب , وضبط نبضاته , وتقوية الأوعية الدموية , وضبط ضغط الدم , خاصة في حالات القصور التاجي المتزامنة مع الذبحة الصدرية وغير المتزامنة معها , وفي زيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم , وفي المساعدة على سرعة تخثره في حالات النزيف , وفي علاج غير ذلك من أمراض القلب والشرايين .
(6) وثبت ان للعسل دورا في علاج حالات المثانة البلهارسية المزمنة , وحالات اضطرابات الجهاز البولي - التناسلي .
(7) وللعسل تأثير إيجابي في علاج آلام المفاصل الروماتيزمية .
(8) لعسل النحل دور مهم في علاج العديد من أمراض الجهاز التنفسي ، مثل حالات النزلات الشعبية والربو , والالتهاب التحسس ( مثل حمي القش ) , والتهابات الأنف والجيوب الأنفية والقصبة الهوائية , والرئتين وأمراضها .
(9) ثبت للعسل دور واضح في علاج أمراض الجهاز العصبي مثل التوتر , الأرق , تقلصات الجفون أو تقلصات زاوية الفم , تشنجات العضلات مثل عضلات الكفين والساقين والقدمين , الشلل ، وفي علاج حالات الإدمان وغيرها .
(10) كذلك ثبت للعسل دور كبير في علاج بعض أمراض العيون مثل التهابات الجفون , الملتحمة , القرنية , أمراض الرمد المزمنة , تقرحات العين بصفة عامة , ويجهز العسل لذلك بهيئة قطرات أو مراهم مناسبة لكل حالة , أو بتشريد محلول العسل المائي ( بنسبة 10% إلي 20%) كهربائيا واستخدامه على هيئة قطرات للعين , أو بحقنه تحت الملتحمة .
تسمم الحمل
(11) لعسل النحل تأثير إيجابي في علاج حالات التسمم أثناء الحمل الذي من أعراضه ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم في أواخر أيام الحمل , وانتفاخ واضح في الساقين , مع زيادة نسبة الزلال في البول , ويقترح لعلاجه ثلاث ملاعق صغيرة من عسل النحل المذاب في كأس من الماء الفاتر قبل الإفطار بساعة , وبعد كل من الغداء والعشاء , أو تناول ملعقة صغيرة من حبوب الطلع بعد كل واحدة من الوجبات اليومية الثلاث .
(12) ثبت لعسل النحل دور واضح في تقوية جهاز المناعة , وزيادة عدد كريات الدم البيضاء والحمراء زيادة ملحوظة , ولذلك يعتقد بأن تناول العسل الطبيعي بشمعه والغذاء الملكي المصاحب له , وسم العسل الموجود فيه , وما قد يصاحبه من حبوب اللقاح ( خبز العسل ) وصموغ النحل يمكن أن يكون له دور في الوقاية من عدد من الأمراض الخطيرة كالسرطان , والشلل .
(13) كذلك ثبت للعسل دور في علاج الشعر , وفي المحافظة على صحة فروة الرأس وذلك بخلطه مع زيت الزيتون (بنسبة 1 عسل :2 زيت زيتون ) وتدليك الشعر بهذا المزيج مرة كل شهر , ثم غسله وتجفيفه .
(14) وفي علاج الأطفال الخدج ( المبتسرين ) أي المولودين قبل أوانهم ثبت لعسل النحل دور بارز .
(15) المستحضرات الطبية التي تحتوي على العسل تساعد على تجديد حيوية الجلد بتغذيته وترطيبه .
الفوائد العلاجية للغذاء الملكي
أثبتت الدراسات المختبرية والسريرية أن لغذاء ملكات النحل عددا من الفوائد العلاجية الواضحة منها :
(1) أنه مطهر قوي لاحتوائه على نسب عالية من المضادات الحيوية الطبيعية , ولذلك يفيد في علاج العديد من الأمراض ومنها الأمراض الجلدية .
(2) علاج التهابات المفاصل , والتقليل من الآلام المصاحبة لها .
(3) الوقاية من الإصابة بسرطانات الدم .
(4) التأثير الإيجابي على الصحة العامة للفرد ورفع قدراته البدنية والمعنوية , وزيادة نشاط غدده التناسلية .
(5) زيادة قدرة المخ والقلب والكبد على التزود بالأكسجين ؛ مما يزيد من نشاط هذه الأجهزة ويضاعف قدرتها على العمل وتحمل المشاق وينعش الذاكرة .
(6) علاج عدد من الأمراض العصبية مثل التشنج , تصلب شرايين الدماغ , الربو العصبي , وارتعاش الأطراف .
(7) خفض نسبة الكوليسترول الضار في الدم مما يعين على تجنب الذبحات الصدرية .
(8) رفع كفاءة جهاز المناعة في الجسم ؛ مما يعين في الوقاية من العديد من الأمراض الخطيرة مثل السرطان .
(9) تجديد حيوية كل من قرنية العين , الملتحمة , والأجفان خاصة في حالات الحروق ( ويستخدم الغذاء الملكي في هذه الحالة كمرهم بنسبة 1%) .
ويؤخذ الغذاء الملكي عادة قبل تناول وجبة الإفطار بجرعة في حدود (40 إلي 50 ملليجرام ) يوميا ، إما مباشرة أو مخلوطا بالعسل ( بنسبة 1:100) بمعدل ملعقة صغيرة ( حوالي 7 جرامات ) , كما يمكن أن يجهز على شكل جيلاتيني مثل غروي عسل النحل , أو على هيئة أقراص أو كبسولات أو برشام يحتوي كل منها على (1 ـ 5 ملليجرام ) من الغذاء الملكي الجاف , وإن كان يفضل تناوله بهيئته الطبيعية , وقد يعطي الغذاء الملكي في بعض الحالات على هيئة مستحضرات خاصة حقنا تحت الجلد .
الفوائد العلاجية لشمع العسل
يفيد شمع العسل في المساعدة على تسليك مجاري الجهاز التنفسي مثل الأنف والجيوب الأنفية , والقصبة الهوائية والرئتين وذلك بمضغ قطع صغيرة منه كما يساعد على انكماش الأنسجة المبطنة لتلك الأجهزة , والتي عادة ما تتضخم نتيجة للالتهابات التي تتعرض لها عند الإصابة بالأمراض مثل الأنفلونزا ( الرشح ) , والتحسس ( مثل حمى القش ) .
ويساعد في ذلك أخذ ملعقتين صغيرتين من العسل مع كل وجبة غذائية . ويمكن الوقاية من مرض حمي القش بأخذ مضغة واحدة يوميا من شمع العسل لمدة شهر قبل الموعد المتوقع للإصابة بالمرض , فإذا وقعت الإصابة تؤخذ المضغة مرة واحدة في اليوم مع ملعقتين صغيرتين من العسل السائل بعد كل وجبة من وجبات الطعام الثلاث , ويزاد عدد المضغ في اليوم مع زيادة شدة الحالة المرضية .
وفي الحالات بالغة الشدة ينصح بأخذ ملعقة كبيرة من العسل بعد كل وجبة غذائية , وملعقة كبيرة في نصف كوب من الماء الفاتر قبل النوم . كما ينصح بأخذ خليط من ملعقتين صغيرتين من العسل وملعقتين صغيرتين من خل التفاح مخففتين في كوب من الماء الفاتر قبل تناول وجبة الإفطار وقبل النوم مع الاستمرار في أخذ ملعقة كبيرة من العسل بعد كل من وجبتي الغداء والعشاء .
وقد ثبت أن مضغ شمع العسل من (3 ـ 4) مرات أسبوعيا لمدة ثلاث سنوات يمكن أن يستأصل مرض حمى القش تماما من المصاب ، وأن يكسب جسمه مناعة ضد هذا المرض .
|