تشتغل ثلاث شركات فرنسية في الوقت الحاضر تحت إشراف مركز الأبحاث المتعلقة بالمواصلات الهاتفية، بإعداد جهاز هاتفي معقد سموه (الصورة الناطقة). وهو كناية عن جهاز هاتفي تتسنى بواسطته مشاهدة صورة المخاطب، فضلا عن سماع صوته. وعرضت هذه الشركات مؤخراً في باريس عدة نماذج من هذا الهاتف المبصر وقالت انه في وسعها ان تصنعه بطريقة السلسلة وتوزعه على المنازل ابتداء من سنة 1975م.
أما الفوائد المنتظرة من هذا الأسلوب الجديد فهي أولاً اجتماعية إذ لا يخفى ان الأم التي تخاطب ابنها بالهاتف أو الزوج الذي يخاطب زوجته، أو الصديق الذي يحادث صديقه.. الخ. إنما يشعر بسرور أعظم لو استطاع ان يسمع الصوت ويشاهد الصورة أيضا.
ولكنه فضلا عن هذا الوجه الاجتماعي، هناك فوائد اقتصادية كثيرة. ومثال ذلك انه يتيسر بواسطة هذا الهاتف اقتصاد الوقت إذ يسعك مثلا ان تصور، بلا حاجة إلى تنقل، مستندات ووثائق ورسائل تجارية وجداول مصرفية.. الخ.
وماذا يمنع مثلا مجالس إدارات الشركات عن الاجتماع والتخاطب فيما بينهم، وكل واحد جالس في منزله يسمع ويرى؟؟
وفي المؤسسات الكبرى والدوائر الحكومية، يصبح ميسوراً للمسؤولين ان يراقبوا في كل لحظة حركة العمل والنشاط في المكاتب إذ يكفيهم ان يرفعوا سماعة الهاتف لكي يتثبتوا من صحة أجوبة الموظفين في المكالمات الهاتفية.
أما (مساوئ) هذا الأسلوب فهي خاصة مالية! فان المكالمة الهاتفية على هذه الطريقة تكلف عشرة أضعاف المكالمات بالهاتف السماعي التقليدي.
وبما انه لا حدود للتقدم التقني، فأي عائق يحول دون اختراع هاتف ينقل الصورة بالألوان أيضاً، على غرار التليفزيون الملون.
| 
"زمان الجزيرة"