Thursday 27th May,200411564العددالخميس 8 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

3-7-1391هـ الموافق 24-8-1971م العدد 357 3-7-1391هـ الموافق 24-8-1971م العدد 357
مع الأيام
كتبها: علي خضران

الأربعاء
سعدت بالاستماع إلى بيان وزارة الداخلية الموقرة حول التحذير من تعاطي أو زراعة وترويج مادة - القات - والجزاءات الصارمة والرادعة التي وضعتها الوزارة لمن يثبت تعاطيه لهذه المادة الخبيثة أو محاولة زراعتها أو ترويجها بحال من الأحوال.
قلت: هذه حسنة من حسنات حكومتنا الرشيدة أعزها الله ومد لنا في حياة عاهلها المفدى فيصل بن عبدالعزيز أيده الله بنصره وتمكينه، حسنة تسديها وزارة الداخلية الموقرة الساهرة على راحة الشعب ومصالح أبنائه ومنع كل خبيثة أو رذيلة تحاول التسرب الى صفوف مجتمعنا المحافظ المسلم الذي يعتز ويفخر بدينه الإسلامي الحنيف وبمبادئه الإسلامية السامية وأخلاقه الفاضلة وأهدافه النبيلة وغاياتها السليمة، الذي حرم وحذر من تعاطي كل ما يمت للمخدرات بصلة، وتوعد من انغمس في تعاطيها أو ترويجها أو صناعتها بالعذاب الأليم؛ لأنها مضرة بالنفس والمال والدين. لقد أثبتت التجارب أن مادة القات مضرة بالنفس والمال ومضيعة للوقت ومنافية للعبادة، وضررها قريب من ضرر الخمر والميسر ولنستمع إلى ما كتبه فضيلة العلامة الشيخ محمد بن سالم البيحاني عن القات وأحوال من دأب في تعاطيه والحكم فيه.
قال فضيلته أكثر الله من أمثاله من العلماء العاملين المخلصين لدينهم وربهم، قال في كتابه إصلاح المجتمع ص 422-423 عن هذه المادة الخبيثة التي يجب أن نصون مجتمعنا من تسربها إليه بشتى الوسائل وأبلغ السبل قال فضيلته: (وهنا أجد مناسبة وفرصة سانحة للحديث عن القات والتنباك، والابتلاء بهما عندنا كثير، وهما من المصائب والأمراض الاجتماعية الفتاكة وإن لم يكونا من المسكر فضررهما قريب من ضرر الخمر والميسر لما فيهما من ضياع المال وذهاب الأوقات والجناية على الصحة، وبهما يقع التشاغل عن الصلاة وكثير من الواجبات المهمة، ومعلوم من أمر القات أنه يؤثر على الصحة البدنية فيحطم الأضراس ويهيج الباسور ويفسد المعدة ويضعف شهية الأكل إلى غير ذلك من الأمراض الأخرى التي تنتج من تعاطيه.
شعر


القات قتل للمواهب والقوى
ومولد للهم والحسرات
ما القات إلا نكرة مسمومة
ترمي النفوس بأبشع النكبات
ينساب في الأحشاء داء فاتكاً
ويعرض الأعصاب للصدمات
يذر العقول تتيه في أوهامها
ويذيقها كأس الشقاء العاتي
ويميت في روح الشباب طموحه
ويذيب كل عزيمة وثبات
يغتال عمر المرء مع أمواله
ويريه ألواناً من النقمات
هو للإرادة والفتوة قاتل
هو ماحق للأوجه النضرات
فإذا نظرت إلى وجوه هواته
أبصرت فيها صفرة الأموات

(أ.هـ)
إن مجتمعنا ولله الحمد نظيف من أمثال هذه المادة ومصون إن شاء الله من تسربها إليه هي وأمثالها وذلك بهمة المسؤولين في وزارة الداخلية الموقرة وعلى رأسهم سمو وزير الداخلية العالي الهمة والعامل بإخلاص وتفانٍ ورجال وزارته المخلصون العاملون الذين جندوا أنفسهم لمكافحة كل رذيلة أو خبيثة تحاول التسرب إلينا وقمعها في مهدها بإرشاد من مليكنا العادل فيصل بن عبدالعزيز باني نهضتنا وقائد مسيرتنا نحو الخير والنور والرخاء الآمن والاستقرار والسلام، حتى نظل مجتمعاً إسلامياً سليماً من شوائب الانحراف ودواعي الفتن والمفاسد التي كثيراً ما كانت سبباً من أسباب نكبات الشعوب والقضاء على فضائلها وكراماتها، فحولتها إلى عالم من الرذائل وأودت بها في أردى المهاوي وأنستها طريق الخير وجادة الرشد والصواب وعادت بها إلى عهد الجاهلية الأولى أعاذنا الله من ذلك.
قال لي..
الخميس
قال لي: لقد بدأت الكتابة منذ مدة طويلة ومع هذا لم تظهر كما ظهر غيرك وهو لم يمارس الكتابة إلا في وقت قريب..
قلت: هم يطيرون وأنا أحبو، ومع هذا فإني سعيد بما وصلت اليه من مكانة في مجال القلم، ولعل ما كتبه في مجالات الحياة العامة وإن كان - في نظري - شيئا لا يذكر، لعلي لا أحرم من ثوابه دنيا وآخرة إن شاء الله، ولعل سبب ظهور الكثيرين ممن أشرت اليهم هو بحكم اشتغالهم في الصحف والمجلات أو التصاقهم غير المباشر بها.. ومع هذا فما قدموه ويقدمونه بين الفينة والأخرى لم يصل بعد الى درجة يستحقون بموجبها جائزة نوبل الثاني، أو يشار اليهم بالبنان، فالدرب أمامهم طويل وشاق.. والأيام كفيلة بإظهار الفضة من النحاس.. وكم من كاتب بلغ ذروة الشهرة غير أنه ما لبث أن نزل إلى الحضيض بقدرة قادر، وهكذا دأب الحياة، تنخفض تارة وترتفع أخرى والبقاء دوماً للأصلح.
الجمعة
كنت قد اقترحت في (فكرة اليوم) التي كنت أكتبها في جريدة الندوة في عهد صحافة الأفراد بأن تعمل كل مصلحة حكومية على شراء قطعة أرض لها وإنشاء مبنى خاص لها فيه، لتتقي بموجبه فداحة الإيجارات السنوية التي تدفعها والتي لو جمعت لكفت لإنشاء أو شراء أحسن مبنى، وقد أخذ بهذا الاقتراح في عدة جهات من ضمنها وزارة العدل، فمنذ فترة ليست بالقصيرة انتهى من إنشاء المبنى الجديد لمحكمة أبها وقبل أيام وقّع معالي وزير العدل - وفقه الله - ومد لنا في حياته ونفعنا بعلمه اتفاقية إنشاء مجمع الدوائر الشرعية بجدة.. وهذه خطوة موفقة تخطوها وزارة العدل في عهد وزيرها الجديد سماحة الشيخ محمد بن علي الحركان نحو الخير وفي نطاق المصلحة العامة.. فحيا الله معالي وزير العدل ووكيل وزارته ورجال وزارته المخلصين على نظراتهم الصائبة وإخلاصهم الملحوظ ولمن سار سيرتهم وحذا حذوهم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved