افتتاح الجسر المعلق في سان فرانسيسكو

في مثل هذا اليوم 27 مايو من عام 1937م، تم افتتاح جسر (جولدن جيت بريدج) المعلق في مدينة سان فرانسيسكو الامريكية بعد خمس سنوات من البناء. وفي يوم الافتتاح الذي أطلق عليه (يوم المشاة) زار الجسر الذي يبلغ طوله 4200 قدم، الذي يربط سان فرانسيسكو ب مارين كاونتي حوالي 200 ألف من مشاة الجسور. وفي اليوم التالي افتتح الجسر للسيارات.
تعود فكرة إنشاء هذا الجسر، إلى عام 1872 ولكن الرأي العام في سان فرنسيسكو لم يبدأ في تقبلها الا في العشرينات من القرن الماضي.
في عام 1921، تقدم مهندس الجسور الامريكي جوزيف ستراوس باقتراح مبدئي ببناء جسر معلق بتكلفة تقدر بحوالي 27 مليون دولار وكان التصميم الذي قدمه ستراوس للجسر رائعاً على الرغم من أنه بدا غير ذلك بعد اكتمال البناء.
خلا ل السنوات القليلة التالية، تطور تصميم ستراوس بسرعة كبيرة بفضل اسهامات المهندس الاستشاري ليون مويسيف والمهندس المعماري إرفينج مورو وغيرهما فقد لاقت فكرة مويسيف بإنشاء جسر معلق بسيط قبولا لدى ستراوس بينما طور مورو وزوجته جيرترود التصميم الفني المبتكر للجسر.
وساهم مورو فيما بعد في اختيار لون الجسر «البرتقالي الدولي» الذي أصبح علامته المميزة وهو لون ذكي يقاوم تأثير عوامل الصدأ والتآكل كما يلائم الجمال الطبيعي لسان فرانسيسكو ومنظر الغروب الخلاب بها وفي عام 1929، عين ستراوس كبير المهندسين بالمشروع.
في عام 1928، أنشأت مقاطعة جولدن جيت بريدج وهايواي ديستريكت التي تكونت من عدة مدن متجاورة لتمويل المشروع الذي اعتمد على استقطاع مبلغ كبير يتم سداده فيما بعد من خلال رسوم المرور على الجسر.
وفي نوفمبر 1930، وافق سكان مقاطعة جولدن جيت بريدج وهايديستريكت بنسبة 3 إلى واحد على وضع منازلهم ومزارعهم وأعمالهم كضمان لتوفير 35 مليون دولار أمريكي لبناء الجسر.
وبدأ البناء في 5 يناير 1933 وتخطى ستراوس وعماله العديد من الصعاب مثل تيارات المياة القوية والعواصف والضباب الدائمين ومشكلة تفجير الصخور على عمق 65 قدما تحت الماء لوضع الاساسات الواقية من الزلازل.
وقد توفي 11 رجلا خلال عمليات البناء.
في 27 مايو 1937، افتتح الجسر الذي ظل الأطول في العالم إلى أن تم إنشاء جسر (فيرانزو- ناروز) بنيويورك عام 1964، ولكن إلى الآن مازال جولدن جيت بريدج أحد أبرز الابداعات الإنشائية في العالم.