عودة المنشق سولزينتسن إلى روسيا

في مثل هذا اليوم 27 من مايو من عام 1994م طار الكاتب ألكسندر سولزينتسن عائدا إلى موطنه روسيا بعد أن أمضى20 عاما في المنفى بالولايات المتحدة الامريكية. حيث هبطت طائرته في مطار ماجادان بألاسكا واستقبله نحو 2000 شخص بالأزهار والخبز والملح، هدية الاستقبال التقليدية في روسيا.
وتحدث سولزينستسن -75 عاما- والحائز على جائزة نوبل عن الملايين من ضحايا القمع السوفييتي قائلا: (في غمرة التغيير السياسي اليوم، نسي هؤلاء الملايين من الضحايا كل من الناس الذين تأثروا بعمليات الابادة والأدهى أن المسئولين عنها أنفسهم قد نسوهم هم الآخرون). وصل سولزينستسن إلى الاتحاد السوفييتي بصحبة زوجته ناتاليا وولده الاصغر ستيفن-20 عاما- وعدد من الصحفيين الذين قاموا بتسجيل رحلته التاريخية. وخطط للسفر عبر روسيا بالقطار للقاء الناس العاديين والتعرف على ما فاته خلال الـ20 عاما السابقة. وقد تم بناء منزل لسولزينستسن وزوجته خصيصا بضواحي موسكو للاقامة به على الرغم من أنه يمتلك بالفعل منزلا في وسط المدينة. واحتفظ الزوجان بمنزلهما في فيرمونت في أمريكا من أجل أبنائهما الثلاثة الذين أصبحوا مواطنين أمريكيين.
وصل مجموع الأعوام التي قضاها سولزينستسن في السجن في عهد ستالين، بتهمة الانشقاق السياسي، إلى عشر سنوات ، كما جرد من مواطنته السوفييتية ونفي من البلاد في عام 1974 بتهمة مهاجمة النظام الحاكم. ولكن في عام 1990، أعاد الرئيس ميخائيل جورباتشوف إلى سولزينستسن مواطنته السوفييتية، وفي العام التالي أسقطت عنه تهم الخيانة التي وجهت إليه.وكانت روسيا التي عاد إليها سولزينستسن قد استعادت حرية الكلمة ولكنها كانت تعاني من المشاكل الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة والجريمة المنظمة.
وأكد سولزينستسن أن دوره سينحصر في المجالين الاخلاقي والاجتماعي بعد عودته إلى بلاده وأنه سيبتعد عن السياسة وإن كان قد انتقد الرئيس الروسي بوريس يلتسن لأنه سمح بتلوث البلاد بالتيارات الغربية.
تباينت ردود أفعال وسائل الإعلام حول عودة سولزينستسن فبينما وصفته بعض الصحف بأنه رجل عتيق الطراز ولا يعرف شيئا لا عن روسيا ولا عن الغرب، تحدث البعض الآخر منها عنه قائلا: أنه بغض النظر عن آراء سولزينستسن السياسية ، فهو أكبر من السياسة نفسها.